عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-22-2010, 12:23 AM
حامل الإجابات حامل الإجابات غير متواجد حالياً
ناقل إجابات الشيوخ على الأسئلة
 




افتراضي

من ذلك قوله تعالى على لسان صالح لقومه : ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين وكذلك قول شعيب لقومه : لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف أسى على قوم كافرين ، واعلم أن الناصح أو الداعية وظيفته هي البلاغ والتذكير أما أعمال العباد فليست ملكه وقلوبهم ليست بيده بل هي بيد الرحمن تبارك وتعالى يقلبها كيف يشاء وقد أكد الله تعالى على هذه الحقيقة لرسوله صلى اللله عليه وسلم في آخر سورة الغاشية فقال له : فذكر إنما أنت مذكر *لست عليهم بمسيطر ، وبين له أن هداية التوفيق والتي يقصد بها خلق الاهتداء في قلب العبد فهذه لا يملكها إلا هو تعالى ، ولذلك قال له : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ، أما إذا لم يستجب الناس فهذا لأن الله تعالى أراد ذلك وحينئذ على الداعية ألا يحزن لذلك بل يتوكل على ربه فإذا فعل ذلك كفاه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزن إذا لم يستجب الناس فنهاه الله تعالى عن ذلك فقال : ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ، وقال له : فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، وقال له : فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا حديث أسفا ، أي لعلك مهلك نفسك حزنا عليهم وأسفا على عدم إيمانهم ، وتأمل هذه المقولة الجميلة للعلامة السعدي رحمه الله قال : فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله عليه التبليغ والسعي بكل سبب يوصل إلى الهداية ، وسد طرق الغواية بغاية ما يمكنه ، مع التوكل على الله في ذلك فإن اهتدوا فبها ونعمت ، وإلا فلا يحزن ولا يأسف فإن ذلك مضعف للنفس هادم للقوى ليس فيه فائدة بل يمضي على فعله الذي كلف به وتوجه إليه وما عدا ذلك فهو خارج عن قدرته.. أه ، والله أعلم
المجيب الشيخ الفاضل أسامة رضوان