حاول " مصطفى حسني " إظهار مذهب التحريم بالضعف ، وأنه آية غير صريحة ، وحديث البخاري - الذي ألمح إلى ضعفه - وهو غير صريح ، وبعض الأحاديث الضعيفة ، وهذا هو غاية ما لدى المانعين ، حتى أنه إذا وصل إلى ما يستدل به المجيزون قال " شوف فرق القوة " ، بالإضافة إلى زعمهم الإجماع الذي هو غير صحيح . وهو في عرضه أشبه بـ " البلياتشو " في استعراضاته " البهلوانية " ، فحركات يديه – بل كل عضلات جسمه ! – غاية الاستفزاز . ونحن نعرض الأدلة المانعة من سماع المعازف إن شاء الله فيما يأتي . (1) قال الله تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ " [لقمان–6] ذكر ابن كثير أن الحسن قال عن الآية إنها نزلت " في الغناء والمزامير " [تفسير ابن كثير] . (2) قال صلى الله عليه وسلم : " لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ " [ صحيح البخاري ] ، وقد بينا صراحة دلالة الحديث بإجماع أهل العلم . وقد رأيتُ الغلام يعيد الطعن في صحة الحديث بقوله : ( والأحاديث حتى لو هانصحح حديث البخاري ، لأن ده الإمام البخاري ... ) ، قلتُ : هو صحيح رغم أنفك وأنف من ورائك ! (3) عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « فى هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ». فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله ، ومتى ذاك قال : « إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور » [ الترمذي ] . وذكرتُ صحته بالمتابعات والشواهد . انظر " تحريم آلات الطرب " صـ63 . (4) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يشرب ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرض " ، وهو صحيح بمتابعاته . (5) لم يذكره صاحبنا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صوتان ملعونان : مزمار عند نعمة ، ورنة عند مصيبة " . وانظر : " تحريم آلات الطرب " صـ51 ، " الرد على القرضاوي والجديع " صـ326 . (6) قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله حرم الخمر ، والميسر ، والكوبة ، وكل مسكر حرام " . والكوبة : الطبل . انظر " تحريم آلات الطرب " صـ55 ، و" الرد على القرضاوي والجديع " صـ273 . (7) قال صلى الله عليه وسلم : " إن ربي حرم علي الخمر ، والميسر ، والكوبة ، والقنين ، والغبيراء ، وكل مسكر حرام " . والقنين : العود . انظر " تحريم آلات الطرب " صـ57 وصـ59 ، و" الرد على القرضاوي والجديع " صـ290 . (8) حديث : " بُعثتُ بهدم المزمار والطبل " . انظر " الرد على القرضاوي والجديع " صـ313 . أما الآثار عن الصحابة والتابعين ، وأقوال الفقهاء من أئمة المذاهب وأصحابهم ، ونقل الإجماع ، فنرجئ كل ذلك حتى ندحض شبهات صاحبنا حول بعض الأحاديث ، ثم شبهاته حول سماع الصحابة والأئمة للمعازف ، وطعنه في الإجماع . والله المستعان على البلا ، وبه ندفع كيد العِدا .