عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 08-07-2007, 05:17 PM
أم معاذ أم معاذ غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي الحديث عن زوجتي..!

الحديث عن زوجتي..!



" نشأت – ولله الحمد – نشأة بعيدة عن الملهيات والمعاصي، فعائلتي متدينة إلى حد كبير، ثم قدر الباري – جل وعلا – أن أفقد أبي – رحمه الله – فبقيت مع والدتي لأني الابن الوحيد من إخواني لم أتزوج بعد، ولكن تقدير الحكيم العليم سبحانه وتعالى عجل بفراق والدتي أيضاً، لأعيش بلا أب ولا أم ولا زوجة، فسخر الله بلطفه ورحمته أختي الكبيرة لتحضنني وتعوضني فقد أمي وأبي – رحمهما الله – وحيث أنني في تلك الفترة كنت في نهايات دراستي الجامعية فقد قررت الزواج، وأن أستقل بنفسي، فليس من المعقول أن أعيش طويلاً عند أختي الكبرى وأضيف عليها أعباء فوق أعباء أبنائها وزوجها وحياتها الخاصة.

ويشاء ربي تعالى أن تموت أختي الكبرى أيضاً بعد معاناة مريرة مع مرض السرطان تاركة خلفها أبناءها الصغار، وأنا أصغر إخوتها..
حقاً إنها حياة صعبة، لا أب ولا أم لا أخت كبرى ولا زوجة..

ولكن رب العالمين اللطيف بعباده، الرؤوف بهم، لن يضيعهم بل هو سبحانه (خير حافظاً وهو أرحم الراحمين) يسر سبحانه الأمر وانجلت الغمة، وزال الهم والغم في أيام قليلة..

فأبناء أختي تبناهم أخوهم الكبير وحرص عليهم كحرصه على أبنائه أو أشد، فزاد تحصيلهم الدراسي، وتوفرت لهم الحاجات والطلبات، وعوضهم الله ما فقدوه وأكثر..

أما كاتب هذه الأسطر فقد أذن الله له ويسر عقده على امرأة صالحة اقترن بها بعد ذلك فكانت خير خلف له.

ومن هنا بدأت حياتي تتغير.. ولا يشك عاقل أن هذه الدنيا – بكل ما فيها دار ممر فانية حقيرة بائسة وهي كما قال عليه الصلاة والسلام (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) نعم.. آن لي الآن أن أتحدث بنعمة ربي علي وأبين أن زوجتي غيرت من حياتي كثيراً، نقلتني من أسفل إلى أعلى، ومن المذموم إلى المحمود، ومن الفاني إلى الباقي..

لقد كنت أقع في كثير من الذنوب، وكان لساني لا يتورع أن يغتاب أحداً ويسيء بكلام بذيء، فما زالت زوجتي معي تعينني وتنصحني حتى أصبحت لا أتفوه إلا بالطيب من القول، بل وأعيب على غيري إن تكلم بشيء لا يليق بمسلم..

كنت أتهاون أحياناً بصلاة الفجر والوتر فلم تجاملني بل كانت تحثني وتنوع وسائل النصح حتى أصبحت أداوم عليها..

وأخيراً.. منذ بدأت صغيرتي بنطق بعض الكلمات، حرصت زوجتي على تلقينها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وحفظتها كذلك بداية سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) ولا تزال بها وهي تربيها على الأخلاق الفاضلة وتجنب ما لا ينبغي من القول والكلمات الساقطة، وهي تهتم بنظافتها اهتماماً كبيراً، فدائماً أرى صغيرتي نظيفة معطرة أمتع عينَّي بالنظر إليها.


هذه إشارات يسيرة في وصف شريكة العمر، وإني لأحمد الله صباح مساء أن سخر لي هذه الزوجة الصالحة بعد ما مر بي من البلاء..
أخيراً..

إني أدعو المؤمنات الصالحات أن يكن خير زوجات لأزواجهن وأن يحرصن على السمو بهم إلى الصالح من الأقوال والأعمال، بعيداً عن المجاملات، بعيداً عن العواطف الكاذبة، بعيداً عن الحب الزائد الذي بمنع الزوجة من مصارحة زوجها وبيان أخطائه، ودمتم بخير..
أخوكم..
...........

الطبل الفارغ


هل تعتقدين أن الصوت العالي في الحديث مع الآخرين ميزة أم نقص؟

قد يكون الجواب من شقين، فتقول إنه ميزة عند التصدر للحديث كأن تلقي كلمة أو تسردي قصة، أو تشرحي درساً.. ولكن أيضاً قد يكون نقصاً إذا لازمك في كل حديثك وبالذات عند من يجب احترامهم..
فالحديث مع الوالدين أو المعلمة أو الزوج يجب أن يكون مختلفاً من حيث ارتفاعه أو جرأته عن الحديث مع الصديقات والأخوات..


والمشكلة أن الكثيرات يعتقدن أن الصوت العالي سبيل لإقناع الآخرين بوجهة نظرهن، أو أنه دليل على صحة ما يقلن أو قوة الحجة وإدارة دفة الحديث نحوهن.. ولكن الحقيقة أن المتلقي ينزعج من علو النبرة، وقد يعتقد في قرارة نفسه أنه دليل ضعف الحجة أو سوء الأدب..! فالطبل الفارغ يرن بصوت ضخم.. بينما الجرة المملؤة ذهباً عندما نطبطب عليها يجيئنا صوتها عميقاً هادئاً..

والزوج (وهو مجال حديثنا هنا) يجب أن يسمع صوت امرأته الرقيق الناعم.. يجب أن يكون صوتها خفيضاً هادئاً.. لا أن يعلو صوتها صوته..والمصيبة إن كان صوتها عالياً وحاداً بطبيعته بينما العكس عند زوجها!! فيسمعها الجيران ولا يسمعه أهل بيته!!

لذا فإن كنت من ذوات الصوت الجهوري العالي.. وكان همسك صراخاً.. وضحكك جلجلة..!! فأنصحك من الآن أن تعودي نفسك على خفض الصوت وكافئي نفسك يوماً بعد يوم.. ولا شيء مستحيل مع المحاولة.. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم).

واعلمي أن الناس لا يلتفتون غالباً لقوة الصوت وارتفاع نبرته بقدر ما تبهرهم قوة المعلومة وغزارتها فحاولي وستفرحك النتيجة..

**
رد مع اقتباس