عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-02-2010, 12:35 AM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي معية الله تعالى.

 

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.



معيَّةُ الله تعالى



الحياة في رحاب الله تعالى و الإحساس الدائم بوجوده قائماً على كلَِّ صغيرةٍ و كبيرة لا تأخذُه سِنَة و لا نوم ، يُقدِّمُ و يُؤخِّر ، لا مانعَ لما يُعطي و لا مُعطي لما مَنع ، أمْرُه بينَ الكافِ و النُّون . يُوَلِد لدَى المؤمن أماناً و طمأنينةً و سعادة.


ليست علاقة المسلم بربِّه ساعة أو ساعتين من نهار أو ليل فقط، يُصلِّي فيها أو يصوم أو يحج، بل هي علاقة دائمة مع كلِّ خفقة قلبٍ و غمضة عين ، صلة مُستمرة باللَّيل و النَّهار في السِّر و العلن ، حال الرَّخاء و الشِّدة ، تبدأ مع استيقاظه من نومه إذ يحمدُ الله الذِّي ردَّ إليه روحه فيقول : " الحمد لله الذِّي أحياني بعد ما أماتني و إليه النشور" ، و إذا خرج من بيته منطلقاً نحو الحياة قال مُتوكلاً على الله :" بسمِ الله توكلتُ على الله و لا حول و لا قوة إلا بالله ، اللَّهم إنِّي أعوذُ بكَ أن أضِلَّ أو أُضَل أو أزِلَّ أو أُزَّل أو أَظلِم أو أُظْلَم أو أجْهَلَ أو يُجْهَلَ عليَّ" ، فإذا أكل أو شرب سمَّى الله و سأله المزيد : " بسم الله اللَّهم بارك لي فيما رزقتني و زدني خيراً منه و قني عذاب النَّار "، فإن كان مُسافراً ذكر الله فقال : " سبحان الذِّي سخَّر لنا هذا و ما كنَّا له مُقرنين و إنَّا إلى ربِّنا لمنقلبون ، اللَّهم إنَّا نسألك في سفرنا هذا البر و التقوى ...." ، فإذا واجهته مشاكل الحياة و صعابها استعان بحول الله و قوته قائلاً : " اللَّهم لا سهلَ إلاَّ ما جعلته سهلاً و أنتَ تجْعلُ الحَزَنَ سهلا ً" ، فإن فُرِجت و جاءه ما يسُرُّه حمِد الله و أثنى عليه ، و كذلك يكون في جميع نعمه تعالى التي لا تحصى .


و في خِضم الحياة و أثناءها تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فترى المسلم و قد فاتته مصلحة أو ضيَّع حاجة يلجأ إلى الله تعالى طالباً العون و تفريج الكربة ، و في نفس الوقت راضياً بِقضاء الله و قدره " قدَّر الله و ما شاء فعل " ، و لِصِلَتِه بالله و احتساب الأجر عنده فهو يُعاملُ بالحُسنى و لا يرد السَّفيه إلاَّ بالحِلم و الصَّفح ، يُتقن عمله فلا يغُش و لا يخون الأمانات لِعِلْمِه يقيناً أنَّ الله تعالى يرى و يسمع و يعلمُ السِّرَّ و أخفى ، فهو يستشْعِرُ عظمة الله و قدرته عليه ممَّا يولدُ له لديه الرقابة الدائمة فهو دائم الذِّكر و الشُّكر لله في كلِّ حركاته و سكناته كما أوصى حبيبه و نبيّه صلَّى الله عليه وسلم: " لا يزالُ لسانُكَ رطْبًا بذكر الله تعالى " .


و هكذا يحيا المسلم مع الله عزَّ و جلَّ في جميع أحواله، فمن وجد الله فماذا فقد ؟ و من كان الله معه فمن عليه؟ و لا حولَ ولا قوة إلاَّ بالله .


كتبه الشيخ حاج حجاج .
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس