عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 11-03-2010, 02:52 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي


السلام عليكُن ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً جميعاً
ولا تنسوا ما انا إلا ناقلة للموضوع
وأرجوا ألا تملوا أو تقفوا عنها
فصدقاً يا اخوات كم هي سلسلة رائعه نحنُ بحاجة إليها
اللهم أصلح حال قلوبنا
آمين آمين آمين
انظروا إلى أحوالنا جميعاً, في سرنا و علانيتنا نحن نُزيِّن العلانية لكن السر كم ننتهكه ..!!
ولذلك نحن نحتاج إلى المراقبة حتى لا نأتي يوم القيامة فيكون حالنا كحال أولئك الذي يغترون بأنفسهم - ونحن منهم - يأتون بحسنات أمثال جبال تهامة لكنها يوم القيامة تغدو ماذا ؟ ... هـبـاءً مـنـثـوراً
لماذا تغدو هباءً منثوراً ؟ لأنهم إذا خَلَوْا بمحارم الله انتهكوها
ما السبب الذي يجعل الإنسان جريء على محارم الله ؟ يتكلم بأي كلام ويطلق بصره في كل المحرمات ! يغلق داره عليّه ويفتح مثلا ً مواقع إباحية. أو تعمل( دردشة) مع أحد من خلف زوجهاتحادث شخصاً أجنبياً عنها عبر الهاتف! أجلس أنا وزميلتي أو أقع في عرض فلانة من الناس .. ما أحد يعلم بي، أو أدبر مكيدة لأخرى وهي لاتدري عني...

{ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ }النساء108

، هذه الأخطاء العظيمة ، نحن نقع فيهاصراحة ًو ليس أناس آخرين
دعونا دائماً نزيل النظرة المثالية لأنفسنا؟
نقول دائماً: لماذا الناس يفعلون كذا ؟وكأننا لسنا من الناس! بل نحن الذين نفعل

نحن الذين إذا خَلَوْنا بمحارم الله انتهكناها ، ونحن الذين نتكلم كلاماً لا يرضي الله عزوجل، ونفعل فعلاً لا يرضي الله ، ونطلق أبصارنا فيما لا يرضي الله ، ونسمع كلاماً لا يرضي الله ، وتخطو أقدامنا لأماكن لا يرضاها الله عز وجل وتُضَم قلوبنا أشياء لا ترضي الله عز وجل من حقد وغل ودغل ونبيت المكائد لبعضنا البعض ونحسد بعضنا البعض .. كل هذا, هل يرضي الرب عز وجل ؟ الذي قال عن نفسه سبحانه محذراً للمتهاونين الغافلين {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14
يرى كل هذا - سبحانه وتعالى ويحصي على عبده -
نحن نحتاج فقط أن نفتش ونقلب الأوراق ونعرض أحوالنا على نصوص الكتاب والسنة
ونحاول أن نرى أو نقارن بين أوضاعنا وأوضاع السلف الصالح وكيف هي نظرتهم لأعمالهم ؟وكيف نظرتهم لحياتهم الدنيا ؟وكيف أن الله - عز وجل - استأمنهم على هذه الأمانات فأدوا حق الله عز وجل فيها
الأمر يحتاج حقيقة لوقفة صادقة مع أنفسنا



يقال:"- الناس في هذه الدنيا نُوَّم فإذا رحلوا إلى الآخرة استيقظوا"
الآن نحن في غفلة وفي نوم ، لكن إذا رحلنا للآخرة عرفنا الحقيقة ، بدأنا نرى الأمور التي كنا نفرط فيها على حقيقتها تمر كالشريط متتابعة صوره ، تأتي الحسرات ونحن لا نريد الحسرات
نحن في دار العمل الآن وليس في دار الحساب ، فنريد أن نكون في حالة من اليقظة.
وهكذا المؤمن يستيقظ ويفتش ويرتب أوراقه وينظر ويعرض عمله على الكتاب والسنة


كيف أعرف أني بوصلت لمرحلة المراقبة ؟
كل منا تريد أنها فعلاً تتمثل حالة المراقبة
، تريد أنها تتعلم كيف تكون كالحارس على نفسها

ربماتقول أنا لا أستطيع ذلك أن أكون حارساً على لساني ولا أستطيع أن أكون حارساً على نظري ..

طبعا لا شك أن أي عمل يحتاج إلى عونٍ من الله عز وجل
ولكن قبل العون هناك شيء من الله وهو العون ، وهناك شيء من العبد وهو التوحيد والإخلاص


، إذا أردت أن أراقب الله عز وجل في كل أفعالي وأقوالي وحركاتي وسكناتي ومدخلي ومخرجي وسري وعلانيتي ,ينبغي أن أريد الوصول لذلك من أجل لله
أريد أن تزكو أقوالي وأعمالي لله ليس ليمدحني الناس وليس ليثني عليّ الناس ، أريد كل أعمالي على الوجه المأمور به ، فأنا أريد أن أراقب نفسي من أجل الله ، أنا أريد أن تصلح أحوالي ، أريد أن أستقيم على شرع الله من أجل الله فلابد أن أكون مخلصة وصادقة .. هذه من جهة العبد
ومن جهة الرب - سبحانه وتعالى - نسأل الله العون والتوفيق في أي عمل بدءاً بالمراقبة وانتهاءً بأعمال كثيرة
إذاً نحتاج إلى العون من الله والتوفيق منه سبحانه , وهذه تحتاج إلى سؤال الله - سبحانه وتعالى - ودعاءه والإلحاح عليه بذلك. والاعتماد وحسن التوكل عليه ونحتاج إلى أن نخلص ونصدق مع الله

لو أني أردت وبدأت أفكر في هذا الأمر حقيقة و رجعت إلى نفسي وواجهتها حقيقة قائلة ً: هذا الكلام صحيح أناعمري ما حاسبت نفسي عليه
نظري أطلقه ما قلت لنفسي لماذا أنظر لهذا الشيء ؟ ، سماع كثير أنا أسمع ما يصلح وما لا يصلح لماذا أنا هكذا ؟ أنا أتكلم كلاماً كثيراً, ضرره أكثر من نفعه عليّ! أنا وقتي أضيعه في أشياء كثيرة لافائدة منها، أنا أعمالي ما أدري هذا لله أو لغير الله
الأمور فوضى ! والمؤمن يحتاج إلى أن يرتب أوراقه و ينظر إلى العمل هذا ما يتركه مخلوطاً هكذا بل يحتاج فعلا أن يكون مراقباً لنفسه حتى يخف عليه الحساب في الآخرة
إذا كان مراقباً ورقيباً على نفسه سيعرف الداخلة والخارجة وسيدخل الصالح ويخرج الفاسد ، لكنه إذا ترك الحبل على الغارب كما يقولون " المال السايب يعلم السرقة "
أي إذا تركت بيتي بلا حراسة سيأتي السرَّاق وسيسرقون كل شيء ، وأنا إذا تركت جوارحي وتركت قلبي وتركت هذه الجوراح ( اللسان والنظر والسمع والقدمين واليدين ) تركتهم بدون حراسة ، بدون أن أحرسهم أو أراقبهم ( الداخل والخارج ) لا شك أن الخرق سيتسع عليّ ، والأمور لن أستطيع ضبطها فأنا أحتاج أني أحرس هذه الجوراح

حتى أحرس هذه الجوارح ماذا علي أن أفعل؟
، عملية مهمة جدا نحتاج لفهمها جيداً,من الذي سيحرس هذه الجوراح ؟؟
من الذي له سلطان عليها وكلمة وتأثير عليها وضبط لها وسلطة عليها ؟ إنه...
الـقـلـب

القلب له الدور الكبير أحتاج أني أشحن قلبي الآن أريد أن أشحن قلبي حتى يتيقظ ويستشعر المهمة العظيمة التي يجب علي أن أقوم بها,أحتاج لشحنه إيمانياً لأن سلطانه ضعيف,و لأن الأمر يبدو أنه خرج من يده فالجوارح متفلتة لضعفه, كلام كثير محرم, نظر كثير محرم ,سماع كثير محرم والأمور مخرقة عليّ والقلب أصبح في حالة قسوة ومرض إذاً يحتاج القلب لشحن،
طريقة أجعل بها عنده استشعار لرقابة الله ، يقين بأن الله يعلم .. يقين بأنّ الله قريب ، يقين بأن الله خبير.. بأن الله مطلع .. محيط


فالعبد يحتاج إلى ماذا ؟هذه الحالة - يكون القلب فيها يراعي
– يقول العلماء –
مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به و التفاته إليه وملاحظته إياه وانصرافه إليه

يعني يصبح القلب في حالة لا ينظر إلا لله . كيف لا ينظر إلا الله ؟ يعني يهمه إن فعل شيء أن يرضي الله ، يهمه أنه ما يتصرف تصرفاً يغضب الله

أعطيك مثالاَ حتى أقرب لك المراد :
شخص تحبينه ، لما تكوني جالسة معه في مجلس ما وترقبينه لعله يطلب شيء حتى تقومين لعله متأذي من شيء حتى تبعديه عنه– سبحان الله العظيم – تبعدين هذا الشيء الذي يؤذيه ، لعله محتاج إلى شيء تعطينه إياه . لماذا ؟ لأنك تحبينه
فأنت تراقبينه ، تراقبين حركاته ، هل هو منزعج ؟ هل هو متأذي ؟ هل هو سعيد ؟ وكذلك – ولله المثل الأعلى – كذلك القلب يكون في هذه الحالة
يراقب الله عز وجل كأنه ينظر إلى ربه .. كأنه يراه
ينظر هل هذا الفعل يرضي الله ؟ إذا يرضي الله أنا أفعله
هل هذا الفعل مما يغضب الله ؟ ..إذا يغضبه, أنا أتركه
أي يعود إلى عقله للأمور– – فيبدأ يميز الأشياء التي تستجلب سخط الله وغضبه فيجتنبها، والأشياء التي تستجلب رضاه فيمتثلها .

يُتبع
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس