الإسلام سؤال وجواب - 153726 السؤال: أود دراسة كتب السنة التسعة ، فما هي الشروح التي تنصحوني بها ؟ أفيدونا بارك الله فيكم . الجواب : الحمد لله معرفة أفضل شروح كتب السنة تابع لتحديد طالب العلم مقاصد الشرح الذي يسعى إليه ، ونحن نقول : إن أهم مقاصد الشروح التي ينبغي العناية بها أمران مهمان : الأمر الأول : العناية بغريب الحديث ، ومعاني المفردات ، وفهم المراد بالجملة والعبارة ، مع بيان المبهمات الواردة في متن الحديث . الأمر الثاني : بيان أهم ما يستنبط من الحديث من مسائل فقهية ، وعقدية ، وأدبية ، وعلمية وغير ذلك . لكن ليس المقصود التوسع في فهم هذه المسائل كلها ، وحفظ الخلاف فيها والاعتراض عليها ، إنما المقصود المرور عليها بشكل مختصر موجز ، كي يستذكر الطالب حين يمر على المسألة الفقهية مثلا – أثناء دراسته كتابا فقهيا خاصا - أن الحديث الفلاني يستدل به على هذه المسألة ، ولكن تقييد الاستدلال ومناقشته والاعتراض عليه إنما يدرس في كتب الفقهاء ، وليس في كتب شروح الأحاديث . إذا تقرر هذا لدى الطالب تبين له الطريقة المثلى للقراءة في كتب الشروح ، ولم تختلط عليه كثرتها ولا تشعب بعضها ، فهو يسعى لهدف محدد معروف ، ويعرف كيف يحافظ على طريقه المستقيم لتحقيق هذا الهدف . لذلك : فالطالب حين يقرأ في كتاب " فتح الباري " للحافظ ابن حجر رحمه الله – على سبيل المثال – لا ينبغي أن يعنت نفسه في حفظ التفاصيل الدقيقة التي يوردها الحافظ في شرحه المطول ، بحيث يشق عليه الأمر ، ويستغرق في شرح الحديث الواحد الأيام والليالي ، ولكنه يأخذ منه ما يحتاج إليه لتحقيق المقاصد التي سبق ذكرها تحقيقا مباشرا ، ويلخصها في كراسته ، ويعتني بهذه الخلاصة حفظا ومذاكرة ومدارسة ، ثم إذا انتقل إلى قراءة شرح آخر من شروح السنة الكثيرة صنع كصنيعه الأول ، وهو بهذا يبني حصيلة علمية قوية ، تنمو مع الأيام والليالي ، ولا تشوشها المعلومات المفرعة ، ولا الروايات المختلفة ، ولا كذلك اختلاف مناهج العلماء في كتبهم ، لأنه يأخذ ما يفيده في تحقيق مقصده ، ويدع ما سوى ذلك . وهذه الطريقة في تلخيص شروح الأحاديث تبعا للمقصدين الرئيسين تقتضي أن يبني الطالب كتابا خاصا يؤلفه بنفسه ، يفرد فيه لكل حديث صفحاته الخاصة ، ويجمع – خلال جرده لكتب الشروح المهمة – خلاصة الكلام على غريب الحديث ، وعلى ما يستنبط منه كما سبق بيانه ، فيجمع الفوائد المنثورة ، ولا تشوش عليه كثرة روايات الحديث ؛ لأنها – في الغالب – اختلاف عبارة لا تؤثر في مقصدي الشرح المهمين السابقين . أما إذا تتبع الطالب جميع المعلومات الواردة في الشروح التي تخرج عن تحقيق المقصدين السابقين طال عليه أمره ، واضطرب عليه فكره ، ولم يكد يضبط مما يقرأ شيئا . ولذلك ننصح بقراءة شروح كتب السنة في ضوء المنهجية السابقة ، وهذه الكتب التي ننصح بقراءتها هي : فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني . فتح الباري للعلامة ابن رجب الحنبلي . وكلاهما شرح لصحيح البخاري . المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للإمام النووي . المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم للإمام القرطبي . وكلاهما شرح لصحيح مسلم . معالم السنن للخطابي . تهذيب سنن أبي داود للعلامة ابن القيم . عون المعبود شرح سنن أبي داود للشيخ محمد شمس الحق العظيم أبادي . وثلاثتها شروح لسنن أبي داود . عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي لابن العربي المالكي . تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي للمباركفوري . حاشية السيوطي على سنن النسائي . حاشية السندي على سنن ابن ماجه . فيض القدير شرح الجامع الصغير لعبد الرؤوف المناوي ، وهو من أوسع الشروح التي تكلمت على أكبر عدد من الأحاديث ، وهي أحاديث كتاب " الجامع الصغير " للسيوطي ، يشتمل على الكتب التسعة وغيرها كثير ، وهو مفيد أيضا في فهم معاني الأحاديث التي لم تشرحها الكتب السالفة . حاشية السندي على مسند الإمام أحمد ، وكذلك تعليقات الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا رحمه الله على أحاديث مسند الإمام أحمد ، في كتابه " الفتح الرباني " الذي رتب فيه أحاديث المسند ترتيبا موضوعيا . والله أعلم .