[العبّادي]

 

هاهو الآذانُ – من القناة السابعة التونسية بعد تغييبه عشرات السنين - ينبعثُ صوتا مجلجلا في الأرجاء :

اللهُ أكبر اللهُ أكبـر ..

الله أكبر الله أكبر !

فينشجُ النّاسُ في تونس بالبكاءِ ..
فماالذي أبكاهم وقد نصرهم اللهُ ومكّن لهم وأعزّهم ..
ويبكى معهم اخوتهم في مصر َ وسائر ِ بلادِ المسلمين فرحا بعودة الاسلام وشعائره.

صوتُ المؤذنِ التونسي يزلزلُ الدنيا والظالمُ وأذنابُه يُسرعون الخُطىَ في ظُلمةِ الليل ِكأنهم هاربون من النّهار ..

ولا يلتفتونَ إلى الخلفِ كأنهم ناجون من ( سَدُوم ) !

تونسُ أمةٌ من صميم الاسلام ..

نشأت في نورهِ ..
وطُبِعَتْ على شعورهِ ..
وتنفّستْ من عطورهِ ..
فألْقَتِ الأيامُ زمامَها في أيدي طُغمةٍ ظالمة من أبنائها ..
رُبوا في غير أحضانها ..
فنشأوا على غير منشئها ..
وجَرَوْا على خلافِ مبدئها ..
فقطعوها – جَبْراً – عن مشرقِ الشمسِ .. ومَبعَثِ الروحِ ..ومنشأ الدين !
وخرجوا بها – مُعتسفين _ إلى طريق ٍ مُشتَبَهة .. وغايةٍ مُريبة .
وقالوا لها انسلخي عن أمّتكِ بأمر القانون ..
واعتقدي غير عقيدتك بحكم القوة ..
وانقطعي عن ماضيكِ بإرادةِ بن علي !

تونس ..

تاريخٌ يثورُ ..
وأملٌ يفورُ ..
ومجدٌ تأثّلَ في خمسةَ عشرَ قرنا ..
فماذا تصنعُ مديةُ اللصِّ في قلوبٍ تدرّعتْ بالإيمان .
وماذا تبلغُ سطوةُ الباطل في حقِّ تسجّلَ في ألواحِ الزمان .

كانَ حِلمُهم ثقيلا .. وكانت غضبتُهم مُفزعة !

وكانَ نومُهم طويلا .. وكانت يقظتُهم مُروِّعة !
فانتبهوا ياقومِ ..

فالجملُ الصّابرُ الوقور


قد يُصبحُ الاسدَ المتوثبَ الهصور !

..