عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-27-2011, 06:13 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

نماذج من سير الصالحات

لقد قصَّ
اللهعزوجل في كتابه قصص الصالحات,وبين علي لسان
رسوله
صلي الله عليه وسلم تلك المواقف المشرفة من تلك النماذج
الطيبات الطاهرات من قرونٍ خلت, وأزمنة مضت؛ مضت بإيمان
وصبر ويقين بالرحمن,مضت تلك الخلوف الصالحة وقد سطرت
في دواوين المجد عِبراً لا تُنسي,وذكريات تُوجب من الله عز وجل
الرحمة والرضا,ومع هذه القرون الخالية, ومع تلك النماذج السامية
ومع ذلك الرعيل الأول,ونسمة من عبير ذلك الجيل تسمو إلى هذه
النماذج
{ أُوْلّئِكَ الَّذِينَ هَدَي اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقتَدِة} الأنعام:90

تُحب المرأة المؤمنة الصالحة سير الصالحات حتى يطمئن بذكرهُن
قلبها, ويسعد بالأئتساء بِهُن قالبها, ومع ذلك الرعيل,ونسمة من عبير
ذلك الجيل, نقف مع النساء الطاهرات من سلف هذه الأُمة..
وأول وقفة - مع الإيمان والثبات علي الإيمان - مع امرأة
آمنت بربها ورضيت عن
الله ورضي الله عنها..

امرأة لا كالنساء ..
كاملةٌ, مُطهرةٌ, مُختارةٌ مِن الله لنبيه
امرأة أحبها
الله وأحبت الله,ورضيت عن الله ورضي الله عنها ..

إنها خديجة بنت خويلد

التي أحبها
الله عز وجل وأحبها نبيه صلي الله عليه وسلم

أحبها
الله حتي نزل جبريل الأمين يحمل سلام الله عليها
ففي صحيح البخارى عن أبي هريرة
- رضي الله عنه وأرضاه -

أن جبريل قال
{ يا رسول الله! هذه خديجة قد جاءتك بإناء فيه
إدام - أو شراب,أو طعام -فأقرئها من الله السلام ومني,وبشرها
ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب}..


إنها خديجة ..
مثال الإيمان,واليقين من الرحمن..

إنها خديجة ..
التي ثبت الله عز وجل بها أحب القلوب إليه ..

أنها خديجة ..
التي واست رسول الله صلي الله عليه وسلم بمالها
وواسته بفؤادها إذ شاركته أحزانه, وشاطرته آماله وآلامه,ما جاءها
خائفاً إلا أمنته بعد
الله,ولا جاءها مهموماً محزوناً إلا بددت همومه بإذن الله

زوجة نعم الزوجة! مؤمنة بالله
عز وجل حقيقة الإيمان,ما إن جاءها رسول الله
صلي الله عليه وسلم والخوف قد استولي عليه حتي قالت له:{كلا والله, لا يخزيك
الله أبداً؛إنك لتصل الرحم, وتقري الضيف,وتكسب المعدوم, وتُعين علي نوائب الحق}..

 
فيا لله من امرأة!
أتعجب من إيمانها وثباتها إذ هي تعاني
وتقاسي عذابها في الله! أم تعجب من حكمتها وبيانها
إذ ثبتت قلب رسول الله
صلي الله عليه وسلم!

 

مضت هذه الطيبة الطاهرة إلي رحمة الله
ومضت إلي عفوه ومغفرته,ولكنها سطرت لأجيال المؤمنات ديواناً
من المجد ائتست به صالحات وأي صالحات,مشين علي دربها الفاضل
من نساءٌ مؤمنات قد بعن الدُنيا واشترين الآخرة..
إن مضت خديجة الأمس فإن خديجة اليوم باقية
, فكم من نساءٍ صالحات
طاهرات نسمع عنهن في هذا الزمان قِصصاً تعيد لنا ذكري خديجة

كم من زوجة صالحة الآن اهتدي زوجها علي يدها
عرفته سبيل المساجد,وأقامته مع كل راكع وساجد
وحببته أن يكون مع الخيَّر العابد..

إن ذهبت خديجة فقد أبقت لنا أمثالها,وإن ذهبت خديجة فقد أبقت
لنا أشباهها, وإن واست خديجة الأمس رسول الله
صلي الله عليه وسلم

بالدين والمال والنفس,فخديجة اليوم تواسي زوجها وهو داعية إلي الله
فتضحي بمالها في سبيل الدعوة إلي الله,وتضحي بأوقاتها كي تعينه
على مرضاة الله ..
كم في زماننا من أشباه لتلك المرأة المؤمنة؟!
قال الأب لأبنته يوماً من الأيام:إن ابن عمك يُريد الزواج منكِ
قالت له: يا ابتاه أتأمرني بذلك؟ قال: نعم,قالت: سمعاً وطاعة
وشاء الله ذلك الزواج, وما إن مضت أيامٌ يسيرة حتي تبدي لها
ذلك الزوج وإذا بهِ شيطانٌ مريد, من رحمة ربهِ شقي طريد,فما
إن بلغ الخبر بذلك القلب الذي يُعامل الله,وذلك الفؤاد الذي يرجو
رحمة الله, حتي احتسبت المعونة من الله,وقالت: لقد بررت أبي
بزواجي منه, والله يُعينني علي هدايته ..

فيا الله من امرأة صالحة تفجرت يانبيع الحكمة علي لسانها
فأخذت بمجامع ذلك الزوج إلي طاعة الله,وأخذت بمجامعه
إلي محبة الله, وهدته إلي رضوان الله وطاعته,فما ذكر فضلها
يوماً من الأيام إلا بكى أعترافاً بجميلها,وإقراراً بفضلها ..
إنها خديجة اليوم
التي تحتسب عند الله عز وجل في التأسي
بتلك الطيبة الطاهرة
..

إنها خديجة اليوم
مهما رات من زوجها إعراضاً عن الله؛ كان
قلبها اكمل ما يكون يقيناً بالله,وكان جنانها أقوي ما يكون
ثابتاً علي طاعة الله ..

إنها خديجة اليوم
التي نطمع أن نري أمثالها وأن نسمع ذكراها
فنضَّر الله وجهها,وكثَّر في المُسلمين سوادها ..

وأنتظروا مع سيرة أُخرى من سير الصالحات
نفعني الله وإياكُن بها
وزقني الله الإخلاص والصدق في القول والعمل
آمين .. آمين .. آمين

التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس