[*أم مريم*]

الأخ الفاضل / أبا مالك حفظه الله

من المتفق عليه أن ناقل المقال يكون بالتبعية متبني لفكر كاتبه وموافق عليه إلا لوكان لتبيين موقف مضاد له فيفنده

كما لا يسوغ لبعض المنتسبين للعلم والدعوة أن يؤثروا الاختفاء، ويصمتوا عن واجب البلاغ المبين، والاحتساب في هذه الوقائع، فليس لهم أن يتنصلوا عن مدافعة الظلم وإقامة العدل والتعارف مع الأحرار على البر والتقوى.. وأسوأ من ذلك أن يتلفّع أولئك باعتزال الفتن ما ظهر منها وما بطن!
وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوف الفتنة من أدواء النفاق قديماً وحديثاً، وتلوث به بعض المتديِّنة في الماضي والحاضر.

أليس هذا الكلام تسفيه بل اتهام في نوايا ومعتقدات ؟؟
أضف على هذا ما نقلته في الإقتباس في ردي الأول
ومع شديد إحترامي للمشائخ الذين ذكرتهم فهناك من لهم ثقل في الميزان العلمي ولا يستهان بهم أبداً قد تكلموا في أحداثنا تحديداً
بل بينوا ونقلوا النصوص القطعية التي رددت عليكم ببعضها في ردي السابق وكان رد علمي موثق بالدليل وليس من كلامي
أحاديث نبوية تم تخريجها من صحيح مسلم وصحيح البخاري والترمزي وغيرهم
ومما لا شك فيه والكل يعلم هذا ان المظاهرات عند انطلاقها لم تكن تحت راية اسلامية ولا ترفع شعارات من الكتاب والسنة ولا تحكيم شرع الله
وهذا ما جعل قسم كبير من مشائخ السلف في الاسكندرية وغيرهم لا يشاركون بها في بدايتها وارجع لصوت السلف وموقع طريق السلف ستجد كلام المشائخ مسجل بالصوت والصورة
وهنا مربط الفرس والمحك الحقيقي :- توصيف بداية الخروج بالتحديد ومن الذي خرج وتحت اي راية وهل العلماء الموكلين بالتغيير والأخذ على يد الحاكم هم من قاموا بهذا الخروج؟؟

صدقاً أرجو التوقف عن طرح مثل هذه المواضيع التي لا تزيد الا الفرقة بين أهل السنة والجماعة ولو كنتم تدركون معنى جملة الشيخ حسان بأن الخلاف في هذا الأمر سائغ ،محترمين الرأي الآخر وهو الأقوى بالأدلة القطعية الثابتة ثبوتاً قطعيا لا تأويل فيها ولا تغيير من الأحاديث الصحيحة لما كنتم وضعتم مقال يحمل عنوان
نحو تصحيح لمفهوم الخروج على الحاكم والتظاهرات الشعبية
وكأن القائل بغير منهجكم يحمل رأي خاطىء يحتاج لتصحيح
ومن يريد الحق مخلصاً من قلبه يهديه الله إليه بإذن الله وأرجو قراءة ماجاء في ردي الأول ولم أرد على كل ماجاء في المقال المنقول رغبة مني في حصر الخلاف وعدم اتساع رقعته
ولكن صدقاً أرجو أن تكون المواضيع على قدر من الأمانة العلمية التي تطرح كل آراء الفريقين وليس ما يناسب جانب واحد و رؤيته ،و أن لا يكون هناك كلام يقدح في العلماء المخالفين
لأن القائمة التي تحمل اسماء هؤلاء النجوم في سماء العلم تطول وكل منهم له ثقله في ميزان العلم تطيش أمامه أسماء كثيرة

***
الأمر إنتهى وكان ماكن من خروج الناس وذهاب الحاكم وكثير من التوابع حدثت وانتهينا من كل هذا
فما هو الداعي لمثل هذه المقالات التي تضر اكثر مما تنفع وتزيد رقعة الفرقة والتشذرم بين المسلمين وهذا حالهم الواقعي الآن
بل قد تفتن العامة من غير طلبة العلم وتحملهم على سب العلماء واتهامهم ممن التزموا الصمت وقت الفتنة؟
ارجوكم اقدروا الأمور بقدرها واحسبوا حساب المفاسد والمصالح من جراء هذه المقالات الغريبة وخصوصا انهم لا يعيشون بيننا ولم يروا ما كان رؤيا العين
وآخر دعواي ::اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم