عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-06-2011, 09:42 PM
نقابي تميزي نقابي تميزي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

3- الأبُ يجب أنْ يكونَ قدوةً عمليَّةً لأبنائه :

قالَ الأبُ لابنه الصَّغيرِ قبل أن ينامَ " إنَّني سأنام , وإياَّك أنْ تضربَ الأبوابَ كعادتك ,وإلاَّ والله سأضربُك ".
نام الأب , ولكنَّ الطفلَ فعل ما نهاه عنه أبوه , فقامَ الأبُ من نومه غاضباً , وقال " أتعتقد أنَّني لنْ أضرِبَك ؟!". قال الطِّفلُ " نعم " . ردَّ الأب " لماذا ؟!. ألم أحلف أنني سأضربك ؟!" .
فأجابَ الطِّفلُ " أجل , ولكنَّك حلفت للخبَّازِ بأنَّك ستدفعُ له الحسابَ في وقتٍ محدَّدٍ , ولكنَّك لم تفعلْ "!.

تعليق :

1- الأولادُ مهما كانوا غيرَ بالغين ومهما بدا لنا بأنَّهُم لا يفْهَمون الكثيرَ , عندهم قدرٌ لا بأس به من العَقْلِ ومن الذَّكاءِ والحمدُ لله ربِّ العالمين .
2- عند الأولادِ الصِّغارِ بَراءةٌ وصدقٌ وصراحةٌ نفتقِدُها كثيراً عند الكبارِ للأسف الشَّديد .
3- عندما يُنبِّهنا الولدُ إلى خطأ من أخطائِنا أو عيبٍ من عُيوبِنا أو معصيةٍ من مَعاصينا , يجب أنْ نقبلَ منه ونشْكُرَه على ذلك , سواءٌ أصْلَحنا خطأنا وعيبَنا وتخلَّيْنا عن المعصية أم لا . على الأقلِّ يجب أنْ نشكُرَ الولدَ ونقبلَ منه , وأما إذا أصلحنا أنفسَنا بنصيحتِه فذلك خيرٌ وبرَكة وفضلٌ .
4- يجب أنْ نعلمَ بأنَّنا إنْ قَبِلْنا نصيحةَ الولدِ فإنَّ قيمتَنا سترْتفعُ عنده وتوجيهاتِنا له في المستقبلِ ستَكونُ لها قيمةٌ ومعنى . وإمَّا إنْ تعالينا وزجَرنا الولدَ ولم نَقبلْ منه النَّصيحة فإن قيمتنا ستنحطُّ عنده وستنحَطُّ معها قُدوَتُنا وأُسْوتُنا .
5- فعلٌ صادِقٌ وصوابٌ وصحيحٌ من الأبِ هو خيرٌ للأولاد – ولو لم يصاحِبْه قولٌ – من ألفِ كلمةٍ لا يعْملُ الأبُ بشيءٍ منها , ومنه فإنَّني قلتُ وما زلتُ أقولُ بأنَّ القُدْوةَ العمليَّةَ أهمُّ بكثيرٍ من القُدوةِ القَوْليَّةِ , والفعلُ هو غالباً أبلغُ بكثيرٍ من القولِ . ومهما كنتَ أيُّها الأبُ فَصيحَ اللِّسانِ فإنَّ أولادَك سيتأثَّرونَ بفعلِكَ قبل وأكثر من تأثُّرِهِمْ بقولِك . هذا أمرٌ أكيدٌ ثم أكيدٌ بإذنِ الله تعالى .
6- لا يجوزُ أبداً للأبِ أنْ يكْذِبَ ويطلُبَ من الإبنِ أنْ لا يكذبَ , كما لا يجوزُ أبداً للأبِ أن يسرقَ ويطلبُ من الإبْنِ أنْ لا يسرقَ , كما لا يجوزُ أبداً للأبِ أن ْيتفرَّج َعلى الحرامِ ويطلبُ من الإبنِ أنْ لا يتفرَّجَ عليه , كما لا يجوزُ أبداً للأب أنْ يشرَبَ الدُّخانَ ويطْلبُ من الإبنِ أنْ لا يشربَه , كما لا يجوزُ أبداً للأبِ أنْ يطمعَ فيما في أيدي النَّاسِ ويطلبُ من الإبنِ أن يزْهَدَ فيما في أيديهم , وهكذا ... يمكنُ أن نضْرِبَ مئاتِ الأمثلةَ الأخْرى .
7- يجبُ على الأولادِ شرعاً السَّمعُ والطَّاعةُ للأبِ مهما خالفَ قولُهُ فعلَهُ , ولكنْ على الأبِ – مع ذلك – أنْ يعلَمَ أنَّ أجرَه عند اللهِ سيَكونُ أكبرَ كلمَّا وَافَقَ قولُهُ فعلَهُ , كما أنَّ بركةَ التَّربيَّةِ والدَّعْوةِ والأمرِ بالمعروفِ والنَّهْيِ عنِ المُنكرِ ستَكونُ أعْظَمَ كلَّما اتَّفقتِ الأقْوالُ مع الأفعالِ .
8- واضحٌ بطبيعةِ الحالِ أنَّ هناك أشياءً معلومةً عند العامِّ والخاصِّ من النَّاسِ يجوزُ أو يُستحَبُّ أو يجبُ أنْ يختلفَ فيها الصِّغارُ عن الكبارِ بدون أيِّ تناقضٍ وبدون أيِّ حرَجٍ شرعيٍّ أو عقليٍّ . ومن أمثلةِ ذلك (على سبيل المثال لا على سبيل الحصر ) :
ا- قد يلبسُ الصَّغيرُ لباساً لا يلبسُه الكبيرُ , بحيث يلبسُ الصَّغيرُ ما تنكشِفُ معه الرُّكْبةُ مثلا وأما الكبيرُ فيجب أنْ يسْتُرَ في لباسِه ما بين السُّرَّةِ والرُّكبةِ .
ب- قد يأكلُ الكبيرُ أغذيةً مُعيَّنةً تتحمَّلُها معدتُه ولكنَّها تضرُّ معدةَ الصَّغيرِ . وفي المقابل قد يَتناوَلُ الصَّغيرُ أغذيةً مُعيَّنةً تفيدُه ولكنَّها تضرُّ صحَّةَ الكبيرِ .
جـ- قد يشربُ الكبيرُ القَهوةَ ( بدون أن يُدْمنَ عليها ) [ قلت : قد يشربها ولم أقل : يُستحسَنُ له أن يشرَبَها ] , وأما الصَّغيرُ فالأفضلُ أن يتَجنَّبَها نهائياً .
د- قد يسْمعُ الكبيرُ دروساً أو يتفرَّجُ على أشْرِطةٍ تصلُحُ للكبارِ ولكنَّها لا تصلُح للصِّغارِ ( مثل الأشْرِطةِ الَّتي فيها عنفٌ أو رُعبٌ أو صُوَرُ مَوتى أو حروبٌ أو فيها دروسٌ عن الثَّقافةِ الجِنسيَّةِ من وِجْهةِ نظرٍ إسلاميَّةٍ أو ... ) .
الخ ...
وأما المحرَّماتُ عموماً فالكلُّ أمامها سواءٌ , مع مُلاحظةِ ما نَصَّ عليه الشَّرْعُ من فروقٍ بين البالِغِ ومن لم يبلُغْ .
واللهُ وحدَه أعلمُ بالصَّوابِ .


سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليه
رد مع اقتباس