[عبد الملك بن عطية]

كلام الشيخ "عبد العزيز" ليس فيه ما تزعمين من تسفيه أو اتهام نية ، هذا قصور في فهمكِ أنتِ لكلامه ، وبيان ذلك أن الرجل مجتهدٌ يتكلم منكِرًا على من رآه مخالفا للصواب . فقد قال ( لا يسوغ .... ) فجاء ردك (قبحه الله من قول زور أن يُتهم مشائخنا... ) !! والرجل لم يزد إلا قوله ( لا يسوغ ) ، واستاء – بحسب رأيه – من تأويلهم أن فعلهم هذا من باب اعتزال الفتن ونحوه .
ووصف الفعل بأنه ( من أدواء النفاق ) ليس فيه اتهام لصاحبه بالنفاق أو (اتهام في نوايا ومعتقدات) كما وصفتِ ، وهو كقول الناصح لمن كذب مرة : لا تكذب فإن الكذب من آيات النفاق ، ولا يقصد بهذا أنه منافق ، بل يتخوف عليه من اتصافه بشيء مما يتصف به المنافقون شعر أو غفل عن ذلك .

ثم إلى كلامك : فهو ليس سليمًا في كثيرٍ من استدلالاته ، فليس سردُ الأدلة بشيء ، لكن فقه الاستدلال هو ما جاء في قوله تعالى " يستنبطونه منهم " ، وليس صعبًا سرد الأدلة ، ونضرب هذه بتلك للرد ، أما ذو العلم فهو يجمع كل الأدلة ليخرج بالحكم الشرعي منها ، ويستعمل في ذلك كلام أئمة الفقه ، ويفهم مناطات كلامهم . وهذه الأوجه هي التي جاء منها الغلط في كلامك .

وليس الفكر ينشط الآن بعد مضي اليوم للتعقيب ، فعسى أكتبه لاحقًا إن يسر الله ذلك .