كتبه / محمد العبادي الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد . روى الإمام أحمد والحاكم وابن حبان - رحمهم الله - بسند صححه الألباني - رحمه الله - من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، فأولهن نقضا الحكم ، واّخرهن الصلاة " * قال المناوي -رحمه الله -في شرح هذا الحديث : " ( لتنقضن ) بالبناء للمجهول أي تنحل ، نقضت الحبل نقضا جالت برمه ، وانتقض الأمر بعد التئامه فسد . ( عرى الإسلام ) جمع عروة وهي في الأصل ما يعلق به من طرف الدلو و الكوز ونحوهما ، فاستعير لما يتمسك به من أمر الدين ويتعلق به من شعب الإسلام . ( عروة عروة ) قال أبو البقاء : بالنصب على الحال ، والتقدير ينقض متتابعا ، فالأول كقولهم : ادخلوا الأول فالأول ، أي شيئا بعد شيء . ( فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ) أي تعلقوا بها يقال تشبث أي تعلق . ( فأولهن نقضا الحكم ) أي القضاء وقد كثر ذلك في زماننا حتى في القضية الواحدة تنقض وتبرم بقدر الدراهم . ( واّخرهن الصلاة ) حتى إن أهل البوادي الاّن وكثيرا من أهل الحضر لا يصلون رأسا ، منهم من يصلي رياء وتكلفا ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) " فيض القدير ج5 ص343 طبعة مكتبة مصر . فنحن الاّن نعيش في عصر تزلزلت فيه الثوابت التي لم يكن يتصور أحد أن تتغير أو تتزلزل ، ومن هذه الأمور التي يحاول الكثيرون أن يغرسوها في عقول الأمة مبدأ المواطنة مزلزلين بذلك للكثير من الثوابت الإسلامية كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله . ويتلخص معنى المواطنة في أن المواطنين جميعا سواء دون تمييز بسبب الدين أو الجنس أو اللون ....إلخ . لذلك أردت أن أضع هذا البحث المتواضع في المعنى والمبنى حتى يتضح للجميع مخالفة هذا المبدأ وهذه النظرية للإسلام ، وقسمته على العناصر الاّتية : أولا - الإسلام دين المساواة في أصل البشرية لا في الأمور الدينية ثانيا - بعض الفروق بين المسلمين وغيرهم داخل الدولة الإسلامية : 1 - الجزية 2- الولايات الهامة في الدولة 3 - المشاركة في القتال 4 -لا يقتل المسلم بالكافر 5- إظهار العبادات وبناء أماكن العبادة 6 - بعض الجوانب الاجتماعية .