عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 04-12-2011, 07:02 PM
أم صهيب المصرية أم صهيب المصرية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

بدأ حياته صوفيا، وانضم بعدها وهو في كلية الطب إلى جماعة تكفيرية مع مجموعة من أصدقائه مطلع السبعينيات في جامعة القاهرة

كان القوصي - هداه الله - على استعداد للموت في سبيل الله فهاجر إلى اليمن ليستكمل مسيرة الجهاد، لكن الأقدار دفعت به إلى مجلس الشيخ مقبل بن هادي الوادعي الذي قلب أفكار الرجل من النقيض إلى النقيض، ومحا من عقله الفكر التكفيري، وسافر معه إلى السعودية، إلا أن الأقدار التي جمعتهم فرقتهم مرة أخرى بعد أن رحلت السلطات السعودية كلا الرجلين إلى موطنهما بعد سجنهما شهرين بسبب مجموعة جهيمان العتيبي التي كانت تحيط بالوادعي قبل تنفيذ حادثة الحرم، ثم رحل كل من القوصي والوادعي إلى بلديهما قبل حادثة جهيمان العتيبي بشهرين تقريبا.
القوصي الذي ترك مصر وهو يرى أن حاكمها فرعون، وأن جنود الأمن المركزي هم أصحاب الأخدود، رجع إليها وهو يرفع الشعار المصري العريق (أعطِ العيش لخبازه "الحاكم" حتى لو أكل نصفه)، كما يكرر كثيرا في محاضراته ورجع لينادي "إمام غشوم خير من فتنة تدوم"، و"إمام ظالم وجائر يضرب ظهور الناس ويأخذ أموالهم خير من فتنة تدوم"،

الرجل لا يؤصل لدعوته شرعيا فقط لكن عقليا كذلك؛ لأن العقل له منزلة مقدمة في الإسلام، فيتساءل: ماذا يستفيد الناس من مهاجمة الحكام والسلاطين؟ أصلح نفسك أولا وبيتك.. نحن نتحدث عن إصلاح الكون ولا نحسن الوضوء وخلافاتنا الدائرة في بيتنا لا نستطيع إصلاحها.. فلنبدأ حيث بدأ النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وينعكس هذا المنهج "الأصل" عند القوصي على الفرعيات الأخرى، فبما أنه ليس لأحد أن يخرج عن فتوى علماء البلد الرسميين؛ لأن هذا نظام جمهورية مصر العربية، فإن فوائد البنوك حلال ليس لأنه يرى أنها حلال، بل لأن مفتي البلاد قال ذلك، وعندما يحلل المفتي البنوك فليس لأحد منا أن يفتات أو أن يخرج عليه "ومن يقدح في الشيخ علي جمعة -حفظه الله وأطال عمره وحسن من عمله- فهو على طريق يشبه طريق الخوارج ".
ولأن القوصي يرى أن محور الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان فإنه يحارب أي عمل جماعي خارج على نظام الدولة، ويناهض الجماعات الإسلامية والحزبية؛ لأنها في رأيه ضد مفهوم الجماعة ومن ثم فهم خوارج على النظام ومبتدعة في الدين، وحربه ضدهم تهدف إلى إنهاء التفرق في الأمة والتفافها حول سلطانها

......


الواقعية السياسية جزء مهم ومفتاحي لقراءة عقلية القوصي؛ فالجهاد عند الرجل يرتبط بالمصلحة من ورائه، ويخضع لمعايير الخسارة والربح؛ لأن الغرض في النهاية هو النفع؛ ولذلك فالرجل شديد النقد والهجوم على الحركات الجهادية في العالم وحتى المقاومة في فلسطين؛ لأنها لا تحكم هذا المعيار، ووصفهم بأنهم حمقى ومغفلون، ونزع عنهم صفة المصلحين.
وذهب الرجل إلى حث حماس على قبول الصلح مع إسرائيل، كما فعل السادات، واستشهد بصلح الحديبية التي كان فيها إجحاف بالنبي، لكن النبي قبله؛ لأنه لم يكن قد تمكن من مقومات النصر بعد، والحال نفسه الآن بيننا وبين اليهود؛ فهم الأقوى ونحن الأضعف.
والقوصي يرى أن الجهاد في زماننا من فروض الكفايات؛ لأن هناك جيشا لكل بلد والجيش يسد هذا الواجب العيني، ولو قلت إن هذا الجيش جيش الطاغوت ستكون دخلت في عقيدة الخوارج حتى في جهاد الدفع والطلب؛ لأن الجيش المصري هو الموكل عنا وعليه الدفع حتى لو دخل العدو إلى البلاد.
وتأتي آراء الرجل السياسية منسجمة مع هذه القاعدة؛ فلا يكل من الهجوم على حماس والحلف السوري الإيراني، ويرى فيهم محور شر يريدون أن يورطوا بلادنا في الفوضى.
بينما يرى أن أوباما رجل عاقل "فرح العقلاء في كل الدنيا بعقله "أما الحمقى فهم الذين يرفضون ما قاله جملة وتفصيلا.. وأيد القوصي كلام أوباما عن الهولوكوست؛ لأننا كمسلمين مشفقون على كل من قتل من اليهود، لكن يختلف معه لأن الأمريكان لا يقبلون أن تقام دولة لليهود في أمريكا، لكن لا يستطيع أوباما أن يذكر ذلك، وختم حديثه عنه بقوله: "أوباما رجل متسامح.. رجل عاقل، وهو من بلد فيه اختلاف وفيه تعدد، نسأل الله أن يسخره، وأن يجعله سببا في الأمن والسلام في العالم، وأن يجعله سببا في إنشاء دولة فلسطينية يعيش فيها الفلسطينيون آمنين مستأمنين ..

والله المستعان !
رد مع اقتباس