عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 12-12-2007, 07:35 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس العاشر : كيف تعامل جيرانك؟

يؤكد الإسلام على أهمية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع ومن هذه الروابط رابطة الجوار فقد أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الجار فقال : ( وَاعبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَبِالوَالِدَينِ إِحسَاناً وَبِذِى القُربَى وَاليَتَمَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِى القُربَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَت أَيمَانُكُم ).

والجار ذو القربى، هو الذي تجمعك به مع الجوار آصرة النسب أو الدين، والجار الجنب هو الذي لا تجمعك به صلة من النسب أو دين، والصاحب بالجنب هو الرفيق في أمر حسن. فكل من جاورك في السكن له عليك حق الجوار، ولو لم يكن بينك وبينه وشيجة من النسب أو رابطة من دين وفي هذا تكريم للجار وأي تكريم.

ومن توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم في الإحسان إلى الجار ما ورد في الحديث المتفق عليه (( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) ويعامل المسلم جاره بأخلاق كثيرة منها :

- السماحة مع الجار وتلبية مطالبه، لقول الرسول صلى الله عليه سلم في الحديث المتفق عليه (( لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره )).

- محبته وتفقد حاجته لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الطبراني (( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم )).

- تقديم المعروف إلى الجار ولو كان قليلاً، وهذا ما نبه إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري (( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة )). وفرسن الشاة ظلفها وهو كناية عن القلة أي لا تحقرن جارة أسدت لجارتها شيئاً من معروف، ولو كان قليلاً كفرسن شاة فهو خير من العدم والله تعالى يقول : ( فَمَن يَعمَل مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ "7" ) وفي الحديث الذي أخرجه البخاري (( اتقوا النار ولو بشق تمرة )).

- ويرتقي المسلم في إحسانه فيحسن إلى غير المسلمين من جيرانه وهذا من سماحة الإسلام ورحمته فهذا عبدالله بن عمرو الصحابي الجليل تذبح له شاة فيسأل غلامه (( أهديت لجارنا اليهودي؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) رواه أحمد وأبو داود .

- تجنب الوقوع في الخطأ مع الجار ذلك لأن الإثم مع الجار، أشد وقعاً وأفدح جريمة. وقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عن الزنى فقالوا : حرام حرمه الله ورسوله فقال : (( لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره )) رواه أحمد.

وبهذه الأخلاق يتطهر المجتمع ويعيش أفراده حياة الأمن والاستقرار.
رد مع اقتباس