عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 09-09-2011, 11:28 PM
امة الرحمن/فاطمة امة الرحمن/فاطمة غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

إما أنك تتكلم، قلنا هناك قول للقلب وقول اللسان .. وإما عمل أنت متلبس بأعمال معينة ..


وإما لك حال مع الله عزَّ وجلَّ، وهو الصلة التي بينك وبين الله سبحانه وتعالى .. ماذا قال


العلماء في موضوع الأحوال ؟ .. قالوا: هذه الأحوال هبة من الله عزَّ وجلَّ، وكلنا نخطيء خطأ


عمرنا عندما نقيِّم إيماننا بأحوالنا .. ما معنى هذا ؟




الأحوال مواهب..والمقامات مكاسب


مثلاً: أنا الآن دخلت الصلاة الآيات هزت قلبي، شعرت أن قلبي يبكي قبل عيني .. وبعد قليل


شعرت بالخشوع فبكت عيني .. الله .. أنا هكذا في مرحلة إيمانية عالية جدًا، أنا فرحان جدا أني


في هذه الحالة – جيد جدًا – .. وابدأ إعطاء نفسي - من داخلي - تقدير، أنا الآن حصلت


على 9/10 عند الله .. أنا الآن كذا .. ويكون الإنسان منا يريد أن يتكرر عليه هذا الحال،


ويُقيِّم به هو مقداره عند الله سبحانه وتعالى .. هذه الفكرة خطأ وكلنا يقع فيها، هل تعرف لماذا


هي خاطئة؟؛ لأنهم قالوا: أن الأحوال مواهب .. يعني .. ما معنى مواهب ؟ .. فضل من الله ..


محض رحمة ..




فإذا دخلت المسجد ونزلت عليك رحمة؛ ليس لأنك اليوم قد عملت أي عمل صالح فأنت


جُزيت عليه؛ ليس لأنك اليوم ما شاء الله لا قوة إلا بالله ... لأن الواحد منا يفهم هذا، يدخل


اليوم يريد أن يحدث له نفس تلك الأحوال؛ فأنا اليوم قرأت جزء قرآن وكنت صائم وعملت


كذا، فدخلت صلاة العشاء فشعرت أن قلبي كذا .. ففى الغد سأعمل نفس الأعمال لأحصل


على نفس النتائج، فأعمل نفس الأعمال ولا أصل لنفس النتائج ... لأنها أحوال ..




هناك أمور أخرى اسمها الثوابت أو اسمها المقامات .. ما هذه ؟ هذه أنك تجاهد .. تعمل يوم


وراء يوم؛ لتبني بينك وبين الله سبحانه وتعالى علاقة قوية؛ تبني أساس الإيمان الذي في قلبك


بالعمل .. علم وعمل وتفتح في كل باب .. الله فتح عليك في الأخلاق، وأنت في السلوكيات،


وأنت في البرِّ وأنت كذا وكذا؛ تظل تجاهد حتى تبني لك عند الله رصيد .. هذا الذي يعصم


وليس الحال ..




أنا من الممكن أن أبكي الآن وبعد خمس دقائق قد أنظر نظرة سيئة، أو أقول كلام فارغ، أو


أعمل معاصي معينة .. فقد انتهت مرحلة الحال ..




إنما مرحلة المقام مختلفة .. أنا الآن دخلت في قلبي الخشية، فعندما تقترب مني الفتنة {هَيْتَ لَكَ



قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}[يوسف: 23] .. ما السبب في هذا؟


إنه المقام ... الثابت داخل القلب، والذي بُني بالشغل .. وهذا ما تدل عليه عبارة: "الأحوال



مواهب، والمقامات مكاسب"

رد مع اقتباس