هُم مَنْ يَسمعونَ لنا ويَفهمونَ مشاعرَنا ويشعرون َ بنا دونَ سِواهُم
هُم مَن ْ يُهدونَ إلينا عُيوبَنا برقةٍ ولُطف ٍ .. يَسترونَ عوراتَنا .. ويتغاضَونَ عن زلاتِنا ..
هم سحابة ٌ عذبة ٌ تُنزلُ الغيثَ قطرة ً فقطرة ً لتُبددَ حرَّ الصيفِ الحارق ِ
وتُحيي مشاعرَ تجمدتْ مِنَ العطش ِ والجَفاف ِ
وتُنبتُ لنا أوراقا ً و تُخرجُ أزهارا ً تبقى متفتحة ً ما بقيَ العُمرٌُ
هُم مَن يبحثونَ عنا إذا غِبنا .. يفتقدوننا ..ينادوننا ..ينتظروننا
ينتظرونَ يوما ً رُبما لن يأتي إبداً ..
لكنهم رغم ذلك َ ينتظرونَ .. وينتظرونْ..
لأنّهُم لا يَعرفونَ اليأسَ فالأمل ُ .. و الأملُ فقط ما يَسكنُ بداخلهِم ..
في حياتنا رفقاء ُ خير ٍ نُحاول البقاءَ بقربهِم لأننا نعلمُ جيداً مرارة َ فقدِهِم لذلكَ نتمسكُ بهم دونَ سواهُم ..
وهلْ لنا من رفيق ٍ
سواهُم ؟؟
وهل لنا إلا أنْ نكونَ بجانب ِ مَن اختاروا الخيرَ رفيقا ً ؟؟؟
نخشى فقدَهُمْ ويَخشَونَ فقدَنا ..
لكن مادامَ الخيرَ فينا وفيهِم
ليسَ هناكَ ما نخشاهُ ..
لأنَّ مَنْ يسكنُ الخيرُ داخلَهُ لا يرضى بالرحيل ِ .. ولا يعترفُ بالوداعْ ..
فهو إن رحلَ لسبب ٍ أو لآخرَ ....عاد َ سريعا ً ..
وإن ودَّعَنا ..أقسم َ لنا بأنهُ سيعودُ يوما ً..
لكن يبقى هناكَ الرحيلُ الأخيرُ !! رحيلٌ لا مفرَ منهُ
وهنا يجبرنا المقامُ أن نبوحَ لهُ :
يا رفيقَ الخير ِ
إن ودعناك يوما ً وداعا ً أبديا ً ..
فتأكدْ ليسَ نكرانا ً منا لجميلك َ ولا جُحودا ً منا لفضلكَ
بَلْ هو إلزاما ً علينا ....مُجبرينَ غيرَ مُختارين
نودعُكَ مُجبرينَ ... وحينها لنْ تكون َ لنا عودة ٌ
لكن مثلما كنت لنا رفيقَ خير ٍ في الدُنيا
فستكونَ لنا رفيقَ خير ٍ في الآخرة ِ بأذن الله تعالى
وهي رفقة ٌ في الخير ِ دائمة ٌ
لن نتنازلْ عنها ..
فعذراً إن ودعناك َ يوما ً .. ورحلنا
فما الرحيلُ إلا رحيلُ الجسدِ ..
أما الروحُ فباقية ٌ مادامت الحياة ُ باقية ٌ
فهيَ لرفقة ٍ للخير ِ باقية ..
لأجل خير ٍ جعلك َ كالغيث ِ باقية
لأجل ِ خير ٍ جعلك َ نَجما ً في سمائها باقية
لأجل ِ خير ٍ جعلك َ إنسانا ً في زمن ٍ ضاع َ فيه ِ الإنسان ُباقية
لأجل خير ٍ جعلك َ بطلا ً كأبطال ِ الرواياتِ التي كُنّا نقرؤها حين كنا صغاراً يومَ كنا أسرىً للكتب ِ باقية