الموضوع
:
الشرع ..وضبط الحركة الانسانية
عرض مشاركة واحدة
#
1
03-13-2012, 02:19 AM
رداد السلامي
عضو جديد
الشرع ..وضبط الحركة الانسانية
تنتج الحركة بالقرءان الكريم والسنة النبوية التفسير الحي لهما .
الانسان دائما يتوق الى صيغة كاملة لحياته ، وانتفاء عملية الصراع الذاتي الناتج عن الكبت ، وعدم تحقق اشتهاءاته ، وهذا بحد ذاته دليل واضح على أن الروح التي هي الاساس في تكوين الانسان وحيويته الفاعلة ، لأنها منبع المثل الكاملة في التكوين الانساني ، إذ أنها تناهض جواذب النفس الانسانية وتثاقلها الى الارض ، وتقف ضد انحرافاته ، الناتجة عن جواذب الماديات ، وغرائز النفس ومطالبها ، التي يزينها الشيطان لها.
ولذلك كانت الجنة هي مأوى تحقق الاشتهاءات الانسانية التي يشوبها النقص او الحرمان في الحياة الدنيا ، وهي مجال تجليات كمالاته ،وأشواقه الروحية.
النقص في الحياة الدنيا ، سمة كامنة فيها ، إذ لا كمال فيها ، ونقصانها بحد ذاته ،دافع للإنسان في التطلع للكمال.
ولذلك يسخر المادي من مثل المؤمن وقيمه ، وتطلعاته الاخروية ، وإيمانياته الغيبية ، ويتطلع المؤمن الى الكمال ، يتناغم المادي مع مسلك الانحراف ، ويتسامى المؤمن بمثاليته القابلة للتحقق في الدنيا ، والاكيدة التحقق في الاخرة ، متجاوزا ضغط الواقع ، ومتحركا لتشكيله وفق قيمه ، التي يؤمن بها ، سالكا سبيل الشرع ، لأن الشرع هو مسلك الاسوياء ، الذي ينتج النظافة الاخلاقية المقتربة من مثال الكمال في الاخرة.
إن التناقض في الذات الانسانية يحدث نتيجة عدم تمثل الانسان لمسلك الشرع ، فإذا كان حضور الروح قويا ، في الجسد الانساني ،وكان قلبه مليئا بالأيمان ، كان أقدر على تجاوز ضغوط الواقع ، إذا انعدمت ممكنات تحقيق حاجاته الاساسية ، ومطالبه المادية والنفسية عبر الشرع ، وإذا كان حضور المادة هو الاقوى ، كان الانسان عرضة لجواذب الحياة المادية والغرائزية ، وكان مسلكه منحرفا ، لأن الشرع يقف عائقا أمام الشر ، فهو يحقق التوازن بين الروح والمادة ، ويصيغ الحياة الانسانية بتناغم وانسجام وتآلف وتساند قائم على قاعدة قوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الاثم والعدوان" صدق الله العظيم.
ولا يقف امام الشريعة الاسلامية ، وأن يكون الشرع مسلك الناس ، إلا شيطان يترصد مسار الانسان السوي ، ليجعله يتبع خطوات الشيطان.
إن مهمة الشرع دائما هي ضبط الحركة الانسانية ، كي تكون علاقاته برمتها سوية مشدودة الى بعضها ، الغالب عليها دائما هو الخير وليس الشر ، وتحقيق مصالح العباد ، إن الشرع يحافظ على رصيد الروح الانسانية في حركة الانسان في هذه الحياة الدنيا ، والتشريع الاسلامي هو دائما وابدا مصدر كل إبداع حي نافع ، وإنتاج حيوي في رصيد الحركة الانسانية برمتها "والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون" صدق الله العظيم
رداد السلامي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها رداد السلامي