للفائدة .... تحرير مذهب عبد الله بن عمر رضي الله عنه (( الحقيقي ))
يقول في كتاب " ثورة 25 يناير تأصيل شرعي " :[ .... نحب أن نبين حقيقة مذهب ابن عمر في المسألة فعن روح بن عبادة: حدثنا العوام بن حوشب، عن عياش العامري، عن سعيد بن جبير قال: لما احتضر ابن عمر قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا -يعني: الحجاج.
اذن الفئة الباغية عند ابن عمر هي الحجاج ابن يوسف الثقفي و زبانيته بالسند الصحيح ] كذا قال ... و أحال في الحاشية الى كتاب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله
يقول الذهبي رحمه الله - و هو من نقل عنه المؤلف - : " ولابن عمر أقوال وفتاوى يطول الكتاب بإيرادها، وله قول ((ثالث)) في الفئة الباغية.
فقال روح بن عبادة: حدثنا العوام بن حوشب، عن عياش العامري، عن سعيد بن جبير قال: لما احتضر ابن عمر قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا -يعني: الحجاج."اهـ ... و في نفس الترجة أورد الذهبي رحمه الله رواية حمزة بن عبد الله بن عمر الآتية لكن يبدو أن مصنف الكتاب لم يرى منه الا ما أراد و أعرض عن رواية حمزة عن أبيه التي صرح فيها عبد الله رضي الله عنه بمن هي الفئة الباغية من كلامه هو جوابا على سؤال وُجه اليه - فالكلام كلامه و ليس تصرفا من بعض الرواة كما في الرواية المنتقاة دون الأخرى كما في كتاب التأصيل الشرعي !
و الرواية الصحيحة هي كما ذكرها الذهبي و أعرض عنها مؤلف الكتاب : " الزهري( ثقة امام ) ، عن حمزة بن عبد الله - أي عبد الله بن عمر - ( ثقة و هو ابنه و أعرف به من غيره ) ، قال: أقبل ابن عمر علينا، فقال: ما وجدت في نفسي شيئا من أمر هذه الأمة ما وجدت في نفسي من أن أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله.
قلنا: ومن ترى الفئة الباغية؟ قال: ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم، فأخرجهم من ديارهم، ونكث عهدهم." و هذا اسناد صحيح و الرواوي عن ابن عمر هو ابنه و هو ثقة امام كما قال الذهبي
فرواية الزهري الذي صرح فيها أن ابن الزبير هو الفئة الباغية هو ابن عمر نفسه ..... أما في الرواية التي ساقها المصنف قول " يعني الحجاج" تصرف من الرواه ... و قد ذكر الذهبي رحمه الله الروايتين في تاريخ الاسلام و رجح الرواية الصحيحة الواضحة من كلام ابن عمر نفسه فقال : " وقال الزهري: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر، قال: أقبل علينا ابن عمر فقال: ما وجدت في نفسي من أمر هذا الأمة ما وجدت في نفسي من أن أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله، فقلنا له: ومن ترى الفئة الباغية؟ قال: ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم، فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم.
وقال العوام بن حوشب، عن عياش العامري، عن سعيد بن جبير قال: لما احتضر ابن عمر قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل هذه الفئة الباغية التي نزلت بنا، يعني الحجاج.
قلت - القائل هو الذهبي نفسه المنقول عنه في كتاب التأصيل الشرعي للفتنة / الثورة -: هذا ظن من بعض الرواة، وإلا فهو قد قال: الفئة الباغية ابن الزبير كما تقدم، والله أعلم." اهــ
منقول بتصرف
|