عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 05-07-2012, 04:22 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

قضية الشعارات
قضية الشعارات أيها الإخوة قضية مهمة:(
اعلُ هُبَل)أجيبوه
قولوا:(
الله أعلى وأجَلَ)،(لنا العُزَّة ولا عُزة لكم)،أجيبوه:( الله
مولانا ولا مولى لكم
)،(يا منصور، أمت أمت) من شعارات
المسلمون فى الغزوات، كان لهم شعارات(
حـم لا ينصرون)
هنالك فى إعلان الشعارات، والإسلام هو الحل مهمة فى إيقاظ
حِس الناس، مهمة فى التنبية على الوجود الإسلامي فى الواقع
لكن يجب أن لا تستغل هذه الشعارات فى أمور الدنيا لدغدغة
عواطف الناس من الناحية الدينية،لجذبهم إلى المنافع الدنيوية
وربما عمد بعض الناس إلى تسمية بضائع بأسماء دينية،بل
ربما كان فى بعضها تسمية بضائع بأسماء دينية، فيسمَّي عطراً
بجنة الفردوس، وهل هذا العطر هو جنة الفردوس؟ وما الذي
فيه من جنة الفردوس؟ ما لا عينٌ رأت،ولا أُذن سمعت، ولا
خطر على قلب بشر؟!

ليست القضية الخطأ فى الإسم، لكن ما المسمَّى؟
وعندما تسمي كذا الإيمان، وكذا التقوى، وكذا الإستقامة
فأنظر هل للمسمَّى من هذا الإسم نصيب؟ هل تلتزم بهذا الإسلوب الشرعي؟ّ

وبعضهم يعلَّق مصحفاً أوسجَّادة صلاة على الجدار،أو هلالاً
أو نغمة جوَّال تكون إسلامية،يوجد زخاف فى بعض المساجد
يود آيات منقوشة على الجدران، هذه الأشياء ليست من الشرع
بل الشرع حاربها، وحارب الزخرفة التى هى إهدار للمال، لأن
النفع الحقيقى هى قراءة هذه الآيات، وامتثالها بالقلب، والعمل
بها بالجوارح..

والأعمال الخيرية من الطبيعى أن تُسمي بأسماء من هذا القبيل
لأنه لا منفعة شخصية فيها وإنما هى لله،وأحياناً يكون من وراء
بعض الأعمال قصد التجارة فقط،وتظهر بأشكال ومظاهر فيها حق
وفيها تقصير فى اتباع الحق،ثم إن بعض الطبائع عجيبة تلتزم
بأمور من الدين وتعرض عن أمور،فربما من إعفاء اللحية لا يوجد
مقاومة هوي، فهو مستعد أن يقوم بذلك، لكن توجد قضايا تتعلق
بالنظرة المحرَّمة غير مستعد للقيام بذلك، التورع عن الخمرعند
بعض الناس قوى،لكن فى أكل أموال الناس لا يتورع عن ذلك..
فالعجيب يتورع عن شئ ولا يتورع عن شئ آخر، فالدَّين جاء بمنع
هذا ومنع هذا،فلماذا فرَّقت بينهما؟ لأن هذا ليس مخالفاً لهواك
أنت ليس عندك مانع أن تمتثل به،لكن الآخر مخالف لهواك
ولذلك لا تمتثل بالنهي الذي ورد فيه..
قال ابن القيم رحمه الله:
ولهذا تجد الرجل يتورع عن الكثرة من الخمر، أو بإستناده
إلى وسادة حريرة لحظة واحدة، ولكنه يطلق لسانه فى الغيبة
والنميمة فى أعراض الخَلق..

كما يُحكي أن رجلاً خلا بإمرأة أجنبية فلما أراد مواقعتها
قال: يا هذه، غطى وجهك فإن النظر إلى وجه الأجنبية حرام
{ عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لإبن القيم}

وقال ابن الجوزي رحمه الله:
فإن الإنسان لو ضُرب بالسياط ما أفطر فى رمضان عادة قد استمرت
ويأخذ أعراض الناس عادة غالبة،فأين هؤلاء من قوله تعالى:
{ وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْم وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ
بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ} ( الأنعام:120)

فنهَى الله عباده عن اقتراف الإثم والباطن،
يعني: فى السر والعلانية
سواء متعلَّق بالقلب مثل سوء الظن، أوالجوراح مثل الإعتداء والبغي..

انعكاس الباطن على الظاهر
وكذلك فإن الظاهر والباطن، والجوهر والمَخْبر متلازمان إذا صحَّ
هذا صحَّ هذا،ولابد أن القلب إذا كان صحيحاً ينعكس ذلك علىّ،
ويظهر على الجوارح، وقد يظهر بعض الناس مجاملة أو مسايرة
لِمن معه بِمظَهر إسلامي،ولكن إذا خَلا بمحَارم الله انتهكها..

ولَما جاءت إلينا طلائع الغزو الإباحي فى الموجات،والشاشات
والاجهزةوالرسائل الإلكترونية والمنقولات والمنسوخات، صار
هناك نخريب داخلى فى قضية الإستسلام للشهوات..
ولذلك لابد من مقاومة داعى الهوى،{
لأعلمنَّ أقواماً من أمتي
يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال تِهامة بيضاً،فيجعلها الله
عز وجل هباءً منثوراً
} قال ثوبان: يارسول الله،صِفهم لنا،جلَّهم
لنا ألا نكون منهم، ونحن الآن لا نعلم، قال:{
أما إنهم إخوانكم
ومن جلدتكم،ويأخذون إلى الليل كا تأخذون، ولكنهم أقوامٌ
إذا خَلوا بِمحَارِم الله انتهكوها
} ..


 
يُتبع إن شاء الله
 
 
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس