قد كان لي تعقيب بسيط على ما كُتِب أكتُبُهُ مختصرا لضيق الوقت بسبب دخول الامتحانات
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله
والأهم من كل دا اننا جميعا نعي تمام ليس لدينا سبيل شرعي لتطبيق الشريعة
تمام ؟! تمام .
|
لا ... بل لدينا السبيل الشرعي لكن لِعَجَلَةِ الإنسانِ و جَهلِه و ظُلمِه تركناه لأنه طويل و عجلنا الى طريقٍ هو في ظاهره قصير سهل المنال بل و يُعجِبُ العامة و الجهّال من الناس لكنه طريقٌ مسدودٌ .... و نسينا أنه بسلوكنا هذا الطريق قد نفقد التقدم الذي فعلناه....
و لننظر بإنصاف الى حال الدعوة السلفية أيام النظام - الذي زعموا أنه يحارب الله و رسوله - ففي آخر بضع سنوات تقدمت الدعوة تقدما عجيبا و ازداد عدد الأخوات المنتقبات بصورة مفزعة - لأعداء النقاب طبعا - و ازدادت المتابعات بشدة للقنوات السلفية - أو بمعنى أصح كانت سلفية - ..... و إن كانت وُجدت مضايقات من الأمن فهذا بسبب الترسبات التي سببتها أفعال الجماعات المخرّبة و كانت هذه الترسبات قد بدأت في الزوال ...... و فجأة!! ينقلب كل شئ و تُجحد النعم و ينقلب الثناء على الحكام و وصفهم بالحكمة الى بكاءٍ بسبب الكبت - زعموا - و ذم ٍّ و وصفٍ لهم بأنهم محاربين للدين و و و الخ
المهم أن السبيل لإقامة الشريعة بيّن و واضح و الله سبحانه و تعالى أعظم من ألا يترك سبيلا لعباده المؤمنين يقيمون به دين الله تديّنا لله و نصحا لخلقه .... لكن حكمة الله تقتضي ابتلاء الخلق ليميز الخبيث من الطيب ... و ليتبين من يستقيم على الطريقة و يسير على الصراط المستقيم
فسبيل إقامة الشرع هو أن يقيم كل إنسان يدّعي أنه متحمس بشدة الى الشريعة - أن يقيم الشرع في نفسه و في ماله و ولده و و زوجته و ... الخ
ثم ليقم بدعوة غيره الى الحق على منهاج النبوة
يقول تعالى : وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) [ العصر ]
فعلى من عنده حماسة و ثورية بدل أن يفرّغ طاقته في الهتافات و الصراخ و النياحة و الخروج الى الميادين و الشوراع و السب و إلقاء الحجارة و و و ... الخ
- عليه أن يفرّغ طاقته - إن صدق فعلا - في تَعَلُّمِ الحقَّ ... و العملِ بِه ... و تعليمِه لغيرِه ... و الصبرِ على تَعَلُّمِ الحقَّ و تعليمه الأذى فيه
هذا هو مضمون سورة العصر ...
قال الشافعي رحمه الله :لو فكر الناس في هذه السورة لكفتهم
يقول الشيخ الألباني رحمه الله : " الطريق الى الله طويل ونحن نمضى فيه كالسلحفاة وليست الغاية ان نصل لنهاية الطريق ولكن الغاية أن نموت ونحن على الطريق. "
و الحمد لله رب العالمين