عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 06-02-2013, 05:30 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

السؤال : هل أفتش في يومي وليلتي ما أنا فيه من الإيمان ؟
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال : إن من فقه المرء أن يعرف إيمانه هل هو في زيادة أو نقص؟! هذا الموضوع ما مكانه في قائمة المهام؟ المفروض أعلى، لكن عملياً إلى أي درجة أنا أفتش؟ أنت تقول: أنا لا أعرف الإشارات كيف يزيد وكيف ينقص؟لو كنت مهتمة بالإيمان وشعرت أن الإيمان هو القاعدة، وعلى أساس هذه القاعدة يكون:
· الصبر ويكون الشكر.
· ويكون بقية الطاعات.
· ويكون التلذذ بحلاوة المناجاة.
· ويكون سهولة الدعاء.
· ويكون حسن الأخلاق.
تصور!! كل شيء مبني على ما معك من إيمان، أنا أحس نفسي تدهورت أخلاقي، أحد أولادي يكلمني أجد نفسي سريعة الغضب مع أنني قبل يومين أو ثلاثة كنت في حال أحسن، نقول: نحن أكيد هناك عوامل
بدنية سببت مثل هذه التأثيرات ارتفاع الغضب وانخفاضه، نحن ما ننكر العوامل البدنية، لكن نقول: لما يزيد الإيمان يحجب الإنسان ويحفظ عن المعاصي، والعكس لما ينقص الإيمان يوكل الإنسان إلى نفسه.
فقضية الإيمان ليست قضية يسيرة؛ لها علاقة بالاستعداد لرمضان، والإنسان لا يستعد لرمضان إلا بالإيمان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من صام رمضان من قام رمضان إيماناً واحتساباً)) والاحتساب مبني على الإيمان، إذاً وأنا داخلة رمضان يجب أن يكون معي إيمان من أجل أن أحقق الشرط الذي به يغفر لي، لكن لا تظن أن القصة فقط في رمضان، أنت طول الحياة تحتاج إلى مقياس تقيس به إيمانك، ولهذا كم من شواهد لنقص الإيمان يشهدها الإنسان على نفسه وهو لا يشعر.

نأتي بشاهد مشهور: (انتشار ظاهرة العري في المجتمع النسائي) ماذا تقول بصريح العبارة؟
ظاهرة العري هو عدم الحياء، لكن نقص الحياء إشارة لنقص الإيمان، بكلمة واضحة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ))[1] كل النصوص التي تتكلم عن الحياء والإيمان واقترانهم. الآن واحد بنفسه يشهد على نفسه أنه ضعيف الإيمان، فبعد هذا يقول: أنا ما أدري إيماني قوي أو ضعيف!! ثم يقول: الإيمان في القلب! نقول: نعم، الإيمان في القلب وما تفعله شاهد على ضعف الإيمان؛ لأن الحياء تعبير عن الإيمان، لا نقف عند هذا المثل فقط لابد أن تتصور أن هناك شواهد كثيرة إما على ضعف الإيمان وإما على نقص الإيمان، كم مرة بحثت في كتاب الله يا مؤمن يا من تود أن يزيد إيمانك ( إن الله لا يحب ) أو ( إن الله يحب ) ؟ أي عمل تفعله يقال لك: إن الله يحبه معناه أن فيك إيمان فعلت فعلاً يحبه الله من أجل الله، وكل مرة تفعل فعلاً لا يحبه الله هذا شاهداً على نقص إيمانك لأنك تعرضت لما لا يحب الله ومع ذلك فعلت. فالمقصد أن هناك شواهد على زيادة الإيمان وعلى نقصه، العناية بموضوع الإيمان وجعله على رأس المهام والاهتمام به من جهة ملاحظته زائداً أو ناقصاً هذا موضوع غاية في الأهمية ليس له علاقة فقط برمضان إنما بالحياة كلها.

دائماً احرص أن تفتش نفسك في موطنين:
· قبل مواسم الطاعة.
فتش من أنت في إيمانك وسلوكياتك؟! هل هذه تأتي بشخص مؤمن أو غير مؤمن؟!


· بعد حالات انشغالك في الدنيا.
ندخل في الدنيا في أزمات أولادي يختبروا أو أفرش بيتي إلى أخر الأشياء التي تشتغل في الدنيا، الآن بعد ما أمر بأزمة دنيوية وأجد نفسي انخرطت في الدنيا أيام وليالي آتي بعدها أفتش عن إيماني ماذا حدث له؛ لأن الانهماك في الدنيا لابد أن يضعف الإيمان.

فكلما زاد زمن الانهماك في الدنيا كلما زاد ضعف الإيمان.
الحل: التفتيش أمر مهم وطلب أسباب زيادة الإيمان أمر مهم، وأهم منه أن نبقى ملاحظين إيماننا فنسأل الله أن يجدد إيماننا؛ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(( فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم )) راجع قائمة دعواتك وانظر كم مرة تسأل الله أن يجدد إيمانك ويزيده؟ غفلتك عن هذا معناه أن الإيمان ليس ذا بال وضيعت الأساس الذي يبنى عليه كل العمل.

حرص السلف على ازدياد إيمانهم:
· كان عمر رضي الله عنه يقول لأصحابه:"تعالوا نزدد إيماناً".
· مثل هذه الاجتماعات سبب من أسباب زيادة الإيمان هنا أو في أي مكان ينشر فيه السنة؛ هذه اجتماعات تسبب زيادة الإيمان فكان عمر ـ رضي الله عنه ـ يقول: تعالوا نزداد إيماننا، معنى هذا أنه من فعل السلف الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أنهم كانوا يجتمعون ويعتنون في اجتماعهم بزيادة الإيمان.
· وكان مثله يقوله ابن مسعود رضي الله عنه يقول:"اجلسوا بنا نزدد إيمانًا"؛ ويقول في دعائه:"اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفقهًا".
· وكل هذه الأدعية إشارة ودليل على فقهه؛ لأن الإيمان لو زاد صلحت الأعمال، نقص الإيمان سبب لنقص العمال أو نقص صلاحها، فعندما تجد جفاء في قلبك لازم تعرف أن الذي ضعيف هو الإيمان.
· وكان معاذ رضي الله عنه يقول:"اجلسوا بنا نؤمن ساعة" نجلس مجلساً نذكر فيه الله عز وجل فيزداد الإيمان.
[1] "صحيح البخاري" (كتاب الإيمان/ بَابٌ أُمُور الإِيمَانِ/ 9)، "صحيح مسلم" (كتاب الإيمان/ باب شُعَبِ الإِيمَانِ/ 161).
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 06-02-2013 الساعة 05:33 PM
رد مع اقتباس