عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 06-02-2013, 11:45 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

هذه الإشهادات يا بصير نفعتك وطردت كل أحد من قلبك، وخلت قلبك لله أو لا زلت تتعلق بغيره وتُعظّم غيره؟ من أجل ذلك أهل العلم تعلموا عن الله كمال الصفات وتعلموا عن أنفسهم وعن الخلق نقصهم، ثم كلما أشهدهم الله شهدوا وكلما مرت عليهم أحداث تبصروا، وأنتِ ابحثي في كتاب الله كم مرة يقال الناس أعمى وبصير؟ ولماذا يكرر أعمى وبصير؟! من أجل أن يقول لكِ: تبصري ترى الله يشهدك أنه لا يستحق أن تتعلق إلا به ولا تعظم إلا إياه، يعني لا تؤله في قلبك إلا إياه.




معنى هذا أن العلم الذي تتعلمه سترى شواهده في كل شيء، وهكذا يتحول العلم من مجرد منظور إلى يقين، ألسنا كلنا نحفظ قوله تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[1] كلنا نعرف أنه تبارك وتعالى وتعاظم، وكلنا نعرف أنه بيده ملك كل شيء، وكلنا نعرف أنه على كل شيء قدير، هذه مسلّمات لكنها (مسلّمات معلوماتية). لكن الممارسة كلما أتاك أمر وجدت نفسك ممكن أن تفزع لغيره ممكن أن تطلب غيره أو تصاب بالإحباط فلا تطلب ولا تسأل ولا تبحث ولا تفعل أي شيء لا تطلب الله عز وجل، طيب أنت لا تعلم أن وصفه أنه له ملك كل شيء؟ أنت عن ماذا تبحث ؟! عن قلب أبناء، أو عن قلب زوج، أو عن عقل، أو عن دراسة، أو عن ماذا تبحث؟ كل الذي تريد أن تبحث عنه ملك لله، والله قادر على أن يهبك أو يهبه أو يفعل ما يريدـ سبحانه وتعالى ـ فما بالك يشهدك الله أنه على كل شي قدير ويخبرك أن له كل شيء وأنه على كل شيء قدير ثم تأتي مواقف يشهدك كيف تأتي لك حبة من الخردل من صخرة يأتي لك من المضائق حاجاتك، ثم يقال لك: هذا مثال لقدرته! بعد ما ترى المثال على قدرته تنسي المثال وتعيش كأنك لا تعرف ربك !! هذا الإشكال واضح ضعف الإيمان يحصل كيف ؟! أنا أحفظ نصوص كثيرة فيها وصوفات الكمال لله ـ عز وجل ـ والحياة كلها أحداث تجري بعضها خلف بعض، المفروض تبصرني لشواهدي كمال صفاته كل الحياة عبارة عن أحداث تقول لك: تنطق أن الله كامل الصفات، من يسمع هذا النطق ومن يرى هذا التفسير؟! البصير الذي أعطى نفسه فرصة أن يتدبر.

لذلك مهم جداً أن تعرفي الأسباب الثلاثة:
· العلم النافع
· يأتي بعده التأمل في آيات الله الكونية
· التي في الكون وفي الآيات التي تجري عليّ شخصيًا

فهذا التأمل هو الذي يحول العلم من مجرد معلومات إلى يقين. كثير من الناس يحملون القرآن كاملاً يحفظون، ثم تأتي من المواقف والأحداث تقولي هذا لا يعرف آية في كتاب الله! كم مرة بخلنا في الإحسان
[1] سورة الملك:1.





التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 06-02-2013 الساعة 11:48 PM
رد مع اقتباس