عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-03-2013, 01:39 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

· هل حقا انتفعنا برمضان وتهذبت نفوسنا بالصيام؟
نحن عندما نأتي لأذان المغرب نتحول من أناس طبيعيين لأناس مستجيبين تماما لشهوتهم، فنأكل أكلا لا نأكله طوال السنة! فأصبحت العملية ضد المقصد تماما، ضد ما أريد من الصيام.

أُريدَ من الصيام تهذيب النفس وتقليل طاقة البدن التي تسبب له القيام بالمعاصي. ستقول: (لما يقل الطعام تقل قدرتي على الطاعة). نقول: الطاعة تستلزم منك لا حول ولا قوة إلا بالله، تستلزم منك عبادة الاستعانة، ولو نريد أن نأكل الأكل الذي أُمرنا به شرعا سنطرح ثلاثة أرباع إذا ما كان أكثر من ذلك مما نضعه على سفرنا ونأكله، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ))[1]
حتى أنها لقيمات وليست لقمة! فبدأ الإشكال من هنا: النفس تأمرك بأوامر، وهذه الأوامر تقطع عليك المقصود من هذا الشهر، فلابد من الاستجابة لما معنا من إيمان، والحرص الشديد على متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصيام والإفطار، إلى أن يصل معنا الإيمان أن نقلل من حاجات الدنيا ونشعر لأي درجة نستطيع أن نتخلص منها.


نحن أعطانا الله القدرة على الاستغناء عن الدنيا إلى حد الكفاف، لكن لماذا لا نستمتع بهذه القدرة؟ لأننا استجبنا لهوى نفوسنا.
وأيضا من آثار الصيام أنه :
¿ يحيي القلب، ويزهد في الدنيا، ويرغّب فيما عند الله، ويذكر الأغنياء بالمساكين وأحوالهم؛ فتحصل حالة من العطف والشكر.
المقصود أن الصيام ضد استجابتك لهوى نفسك.
¿ أيضا من آثار الصيام أنه: يزكي النفس، ويقيمها على تقوى الله.
نأتي الآن لأمر مهم من آثار الصيام، نحن في رمضان يجتمع لدينا الصيام و قراءة القرآن، فماذا تحتسب على الله وأنت تصوم؟
¿ مِن الأعمال القلبية التي يجب أن تعيشها في الصيام أن تحتسب على الله أن يكون صيامك للنهار وقراءتك للقرآن سواء نهارا أو ليلا شفيعة لك لما تلقى الله.
كلما كنت محسنا في صيامك وقراءتك للقرآن كلما اشتد الأمل في أن يكون الصيام والقرآن شفيعان للعبد يوم القيامة، وهذا من معاني الاحتساب.
في الحديث: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))[1] الذي يريد أن يزيد قلبه من الإيمان عليه:
* بالتدبر.
* والتفكر.
* والقيام بالأعمال الصالحة.

معنى (إِيمَانًا): أن تؤمن بأنك ستلقى الله، وبأن الله أمرك بأمر وسيأجرك على هذا الأمر، لكن ما معنى (وَاحْتِسَابًا)؟
من الاحتساب أن تحتسب على الله أنك ستصوم النهار وينفعك هذا الصيام فيكون شفيعا لك، وفي رواية أحمدسنرى مكان الصيام وقت دخولنا للقبور، وهنا مكان الصيام وقت وقوفنا بين يدي الله.

ماذا سيكون الصيام وقت وقوفنا بين يدي الله؟ شفيعا. وأنت تصوم ماذا تحتسب على الله؟ تقول: يا رب أنا صائم وأود من صيامي هذا أن تقبله مني وأن تجعله شفيعا لي، هذا معنى الاحتساب، ليس شرطا بلسانك المهم أن يكون في وجدانك أني أحتسب على الله هذه الأعمال.

ولذلك كثير من الناس يظنون أن لا فائدة من ذكر الأجور، بالعكس: ذكرك للأجور وقت العمل هذا معنى الاحتساب، يعني لما يقال لك بأن (سبحان الله وبحمده) مائة مرة سبب لمغفرة ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر، فأي مشاعر تقوم بقلبك وقتما تقول سبحان الله وبحمده مائة مرة؟ ستحتسب على الله أن يغفر لك ذنبك بناء على الوعد. تصوم لأن هذا فرض، صم وأنت تحتسب على الله أن يكون هذا الصيام شفيعا لك، مثله ما نحتسبه من صيامنا لرمضان بشيء في قبورنا. في رواية لأحمد رحمه الله: ((إِذَا دَخَلَ الإِنْسَانُ قَبْرَهُ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ الصَّلاةُ ، وَالصِّيَامُ ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلاةِ ، فَتَرُدُّهُ ، وَمِنْ نَحْوِ الصِّيَامِ ، فَيَرُدُّهُ ، قَالَ : فَيُنَادِيهِ اجْلِسْ ، قَالَ : فَيَجْلِسُ))[2].

[1] "سنن ابن ماجة (كِتَابُ الأَطْعِمَةِ/ بَابُ الاِقْتِصَادِ فِي الأَكْلِ، وَكَرَاهَةِ الشِّبَعِ/ 3349)، وصححه الألباني.
[1]"صحيح البخاري" ( كتاب الإيمان / باب صَوْمُ رَمَضَانَ احْتِسَابًا مِنَ الإِيمَانِ / 38 ) ، "صحيح مسلم" ( كتاب صلاة المسافرين / باب التَّرْغِيبِ فِى قِيَامِ رَمَضَانَ وَهُوَ التَّرَاوِيحُ : 1817 ) .

[2] رواه أحمد وروى الطبراني منه طرفاً في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 07-03-2013 الساعة 01:45 PM
رد مع اقتباس