عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-03-2013, 01:53 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

أ‌- مشكلتنا العظيمة في الهموم، فقل اللهم ((وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا))[1].
ب‌- ثم حارب الهموم الدنيوية.
لو أردت أن أقطّع نهار رمضان سأجد أن أكثر الهموم التي تهمنا أن نطبخ وننام جيدا، هذه متصلة بالدنيا، وهناك هموم متصلة بالآخرة: أن ننتهي سريعا من وِردنا المفروض علينا، وأن نصلي التراويح، هذا غالبا، وهناك هموم أخرى في السوق والبيت لكن نضعها في الجانب ونبدأ بالأربعة التي يشترك فيها غالب الناس.
· نبدأ بهموم الآخرة: القرآن والتروايح.
اهتمامنا بالتراويح كثيرا من الأحيان يغلب اهتمامنا بالفريضة، وهذا في حد ذاته خطأ. الفريضة أحب إلى الله -عز وجل- من النافلة، فراجع همومك وقدّم الأولويات، فالفرائض أهم من النوافل، واستعمل عبادة الاستعانة من أجل أن تدخل على الله وأنت قادر على جمع قلبك في العبادة.
لنرى قراءة القرآن: غالبا نجد سؤالا ملحّا على القلب: متى أنتهي؟كم صفحة بقيت على الجزء؟ كم صفحة باقية على السورة؟ ينظر الله إليك وأنت تقرأ كلامه وأنت متملل منه ؟! لو أعطاني أحد من الخلق ورقة له وأقرأها بسرعة وأريد أن أنتهي، يشعر هذا المخلوق أني تمللت منه، والله مطّلع على القلوب، ينظر إليك وأنت مهتم أن تنتهي وتخلص! فهل هذا هَم حقيقي؟ هل هذا هَم يُؤجر عليه العبد؟
ومن أجل ذلك ننصح في هذه المسألة أن لا تجعلها بختم الصفحات ولا الأجزاء، إنما بالأوقات، يعني أعط لنفسك في اليوم ساعة مثلا قبل الفجر وساعة بعد الظهر وساعة بعد التراويح، قسّم كما تشاء، المهم أعط نفسك وقتا وليس عدد صفحات أو أجزاء لكي لا يطّلع الله على قلبك وأهم شيء عندك أن تنتهي!.
هذا في حق المخلوق عيْب فكيف في حق الخالق سبحانه وتعالى وهو مطّلع على قلوبنا؟ أترون كيف نعالج همومنا؟ عندنا عدم ترتيب في الأولويات، نقدّم التراويح على الفرائض! فأنت لا تجعل الدنيا أكبر همك واهتم كذلك بأن يكون همك في الآخرة صحيح، فاهتم لجمع قلبك في الفرائض واسأل الله في النوافل أن ييسر لك الفريضة والنافلة، استعمل عبادة الاستعانة في كل شيء، ثم في قراءتك للقرآن اعتن أن تفهم ما تقرأ، لا نريد أن تدخل في التفاصيل والإعجاز العلمي والبلاغي، أهم شيء أن تفهم ما تُخاطب به.
· نرى هموم الدنيا.
أما هموم الدنيا فهي الغالبة حقيقةً، والناس من أجل هذه الهموم يخططون أو يشترون أو يقلّبون القنوات ويتصفحون الشبكات ليخرجوا أكلة جديدة، يتصلون بالتلفون ببعضهم، كل الأدوات الحديثة والقديمة تستعمل في صالح خدمة هذا المشروع الذي هو الإفطار. فراجع نفسك قليلا، كل هذا الذي نفعله غالبا أننا لا نحتاج ربعه! وكثير منا يحتج بالأزواج والأبناء، هناك احتجاجات كثيرة ونحن لما نريد أن نقوم بإضراب في البيوت نحسن الإضراب وتربيتهم وأقول بأني لن أقوم إلا بكذا وكذا. هذا الإضراب الذي تريد أن تستعمله قدّم له مقدمات، لكن بشرط: لا تضرب عن القيام بالطعام للزوج والأبناء وتكمل نومك! هذه مشكلة، تعني أننا قلّلنا من هَم ودخلنا في هَم أعظم منه!


[1] "رواه الترمذي" (كتاب الدعوات/ باب اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ/ 3841) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس