عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-23-2008, 04:07 AM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

رثاء الشيخ منقولا من مشاركة احد اخواننا((مهند المعتبي)) في ملتقي اهل الحديث

<b>
يا ( ابنَ عبدِ اللَّطيفِ ) ماذا دهاني ** إذْ سمعتُ النَّبَا ؛ فهزَّ كيَاني
أتُراني أسَأْتُ بالفِعْلِ إذْ لمْ ** أُوْقِفِ الدَّمعَ ؛ فالنَّوى أشْجَاني
لا يُؤَاخِذْ إلـَهُنا بِبُـكَاءٍ ** لَيْسَ سُخْطاً وإنْ مَحَا أجْفاني
عَلِمَ اللهُ أنَّنا قَدْ فُجِعْنا ** ورُزِينا بِمَوْتِ ذي الرُّجْحَانِ
أُشْهِدُ اللهَ لوْ فقدتُ بَنِـيِّيْ ** لرجَوْتُ الثوابَ بالسّلْوانِ
ونَسيتُ المُصَابَ بعدَ ثلاثٍ ** وتَلَهَّيتُ بالمُنَى والأماني
مَوْتُ أَلْفٍ - واللهِ - أَهْوَنُ وَقْعاً ** في فُؤَادي مِنْ مَوتِ ذِي القُرآنِ
مَوْتُ حَبْرٍ عَـزَاءُ كُلِّ غَيُورٍ ** ليسَ يَسْلُو به سوى الشَّيطانِ
أُشْرِبَ القَلْبُ حُبَّكمْ ؛ فهنيئاً ** يا سَلِيلاً لأحمدَ الشَّيباني
وعَليٍّ [1] ، ومُسلمٍ ، والبُخاريْ ** ورفيقاً لناصرِ الألبــَاني
نضَّرَ اللهُ وجهَكُمْ فلأهْلِ الـْ ** عِلْمٍ في سُنَّةِ النَّبيْ العدناني
نُوْرُ وَجْهٍ ، وهَيْبَةٌ ، ووقـارٌ ** حُسْنُ سَمْتٍ ، و رِقَّةٌ في الجَنَان
كُنْتُ بالأمسِ ذاكِراً لخلالٍ ** حازها الفذُّ شَيخُنا الرَّباني
ذاكراً ذاكَ لـ’الطَّرِيفِي‘[2] فأَثْنَى ** "ذاكَ صِدْقُ الرِّجالِ في الإيمانِ "
إنْ تَشَا أنْ ترى التَّواضُعَ حَقاًّ ** فَاقْرَأَنْ ما يَقُولُ " في الميزانِ " [3]
كُلُّ بَيْتٍ أقُولُه في قَصِيدي ** عَلِـمَ اللهُ نابـعٌ من جَنَاني
ليتَني قدْ شَرُفْتُ قَبْلَ رَحِيلٍ ** بِلقـاءٍ ؛ لتَهنَيأ العيـنَانِ !
ليتَني نِلْتُ قُبْـلةً فِيْ جَبِينٍ ** وَسْمُهُ النُّوْرُ ؛ قُبْـلَةَ التَّحْنَانِ
أسألُ اللهَ سُؤْلَ عَبْدٍ ضَعِيفٍ ** أنْ تَحُطَّ الرِّحَالَ أعلى الجِنَانِ
جَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ والأرْضْ ** فهنيئاً بِالرَّوْحِ والرَّيْحـَانِ
ذاكَ فَضْلُ الإلـَـهِ أنْعِمْ بربِّي ** يُكْرِمُ المُتَّقـينَ بِالغُفْـرانِ
رحــمه اللهُ رحمةً واسعةً
____________
[1] عليّ بن المديني .
[2] سبحان الله !
كُنتَ قبل وفاتِه بيومٍ أذكرُ تواضعَ الشيخ محمد عمرو لشيخنا عبد العزيز الطريفي ؛ فأثنى عليه ؛ فجاءَنا الخبرُ فاجعاً للقُلُوب .
[3] قال - رحمه الله - في مقدمة كتابه : [ أحاديث ومرويات في الميزان ] : ( كما أتقدم إلى الجميع ـ ناصحاً ـ أن يتقوا الله عز وجل فيَّ ، ويقدروني قدري ، ويكرروا النظر والتأمل فيما سطرته في تقدمتى للجزء الأول من «تكميل النفع» وفي ص 103 : 105 منه أيضاً .
<B>
</b>
<b>
والذي استبان لي بيقين أن استعجالي في تصنيف الرسائل والكتب ، والتعليق عليها ، بل ومراجعة بعضها ، هو الذي جرَّ عليَّ أموراً لم تكن في الحسبان ، وتَعَرُّفاً من الكثيرين عَلَيَّ ، بصورة لم تخطر على القلب ، بحيث ارتسم في أذهان الكثيرين تصور غير صادق لحقيقة أمري ومبلغ علمي ، وزادهم اغتراراً بي : إجازةٌ من الشيخ محمد نجيب المطيعي ـ رحمه الله ـ لم أستشرف لها ولم أسع إليها ، ولم أُرِه من نفسي ما يؤهلني لها. إنما هو مجرد توسم للخير فِيَّ من شيخ فاضل لم ألازمه ولم أُطِل صحبته ولا الانتفاع به .
وقد صرت أسمع ألقاباً وأوصافاً لا تنبغي للمتقين ، ولا تليق إلا بالعلماء ـ حقاً وصدقاً ـ من الحفاظ العاملين!
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل تجاوزه إلى تعليق آمالٍ على المسكين وأنه أهل أن يدرس فقهاً ، أو يلقي محاضرة في قضية عامة ، أو يُطْلَب منه موعد لحل مشكلة زوجية ينبني عليها تقرير مصير!! وجماعة من المتقين من علماء الأمة ـ حقاً وصدقاً ـ كانوا يتحاشون كثيراً من هذه الأمور فلا ينطقون فيها بحرف ، مع الأهلية والكفاءة !
<B>
</b>
<b>
إن إنساناً ابتُلِي بمعرفة الناس إيَّاه وتمييزه في المعاملة ومبالغتهم في أمره أحياناً إلى درجة الكذب عليه (!) ينبغي أن يُرحم وأن يُعان على تخليص رقبته ، وعلى هوى نفسه وشيطانه ودنياه ، فإن النفوس ـ في هذا الزمان ـ ضعيفة تسارع إليها الفتنة إن لم يتداركها ربها ـ تعالى ـ برحمته فأرجو هؤلاء وأولئك أن يصححوا تصورهم ، وألاَّ يحملوا ما ذكرتُ على تواضع أو غيره ، فإن لكل مقام مقالاً كما قال أبو الطفيل عليه رضوان الله ، وذلك قبل أن يؤاخذني ربي ـ جل وعلا ـ على ما يقولون(1)ويفعلون ويعتقدون ويغالون .
إذ أن المقصد الأسمى عند كل من عرف هذا الرب الجليل ـ تعالى ـ ورضيه رباً وإلهاً ، ورضي محمداً ـ ? ـ نبياً ورسولاً ، وشريعة الإسلام ديناً ومنهجاً هو رضوانه ـ تعالى ـ في الدنيا والآخرة ، ومغفرته للذنوب الأوزار ، وستره عليه في الدنيا والآخرة ، ودخول جنته ، والتزحزح عن ناره وعذابه ، وكل ما سوى ذلك فهو تابع له ، دائر في فلكه .
فعلى كل امرئٍ أن يُقبل على شأنه ويعرض عما لا ينفعه في الدنيا ولا في الآخرة . اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد .
وكتبه :
محمد عمرو بن عبد اللطيف
القاهرة في أوقات متفرقة كان آخرها يوم الثلاثاء الموافق
7 من صفر سنة 1414 هـ ..) ا . هـ .
</b>
رد مع اقتباس