فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حينما نتحدث بحديث قد يراد من هذا الحديث أمور عدة :
تلقي الخبر حينما تتحدث بحديث ويكون لك غرض من هذا الحديث
قد تتحدث بحديث تريد منه :
أن تشمت بعدوك
تريد منه التحسر
والحزن
تريد منه الفرح والاستبشار
إذاً :
الخبر له أغراض كثيرة وتعرف هذه الأغراض بالسياق
لو تأملنا قوله تعالى عن أم مريم امرأة عمران :
((قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى ))
يراد من هذا الخبر حينما تقول هذا الكلام :
هل هي مستبشرة أم في قلبها شيء من التحسر والحزن ؟
حينما نتأمل قوله تعالى :
((وَقُلْ جَاء الْحَقُّ))
((وَزَهَقَ الْبَاطِلُ))
الخبر حينما يلقى له أغراض متعددة وتفهم هذه الأغراض حسب السياق :
((قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي))
هذا المتحدث : حينما يلقي حديثا :
هل من اللائق بالمتحدث أن يحدث نفسه ؟
ما رأيك لو رأيت إنسانا يتحدث مع نفسه في الطريق ؟
من هو ؟
مخاطب
حينما تلقي هذا الخبر تريد أن تخاطب به شخصا
هذا الشخص لا يخلو من ثلاث حالات :
ـــ إما أن يكون هذا المخاطب جاهلا بالحكم
المخاطب حينما تخاطبه بأمر من الأمور وتريد أن توصل إليه شيئا فلا يخلو من :
أن يكون مترددا
فمن البلاغة ومن حسن البيان أن تعطي لكل مخاطب ما يناسبه
فإن كان جاهلا فلا يحتاج هذا الحكم إلى تأكيد
مثاله :
فهو جاهل بحضور أخيه
فهنا لا يحتاج هذا الحكم إلى توكيد
أما إن كان مترددا بين بين فهنا يحسن ولا يتحتم يحسن أن تؤكد هذا الخبر :
فتقول :
أما إن كان منكرا فيتحتم ويجب أن تؤكد هذا الحكم لهذا المنكر
وكلما كان إنكاره أكثر وأكبر كلما كانت التوكيدات أكثر :
فتقول :
هذه الجمل التي ألقيت تسمى خبرا
أخوك حضر
سنأتي إلى النوع الأول من الخبر
إذاً عندنا الخبر ثلاثة أقسام :
ــ خبر ابتدائي
وهذا يطلق على النوع الأول
ــ خبر طلبي :
وهذا يطلق على النوع الثاني : إن أخاك حضر
ــ خبر إنكاري :
وهذا يصدق على قولنا : والله إن أخاك قد حضر
إذا أردت أن تميز بين هذه الأضرب الثلاثة كيف يتأتي لك أن تميز بينها ؟
إذا رأيت الجملة ليس فيها مؤكد فهذا :
إذا رأيت الجملة فيها مؤكد واحد فهذا :
إذا رأيت الجملة فيها أكثر من مؤكد فاعلم بأنه خبر:
نأتي إلى هذه الأمثلة مرة أخرى :
أخوك حضر :
إن أخاك حضر :
والله إن أخاك قد حضر :
كذلك لو نُفيَ ما تقد آنفا يصدق على النفي كما يصدق على الإثبات
يعني :
أن التأكيد يصدق على النفي كما يصدق على الإثبات
كما لو عكست :
فقلت في الخبر الابتدائي المنفي :
إذا قلنا في الخبر الطلبي المنفي :
الخبر الإنكاري المنفي :
خبر ابتدائي
وهذا التقسيم يراعى فيه حال المخاطب :
فإن كان جاهلا فهو خبر ابتدائي
فإن كان مترددا فهو طلبي
فإن كان منكرا فهو إنكاري
وننظر إلى خلو الكلام من التوكيد من وجوده :
ـــ فإن كان التوكيد غير موجود فهو ابتدائي
ـــ إن كان موجودا ولكن بتوكيد واحد فهو طلبي
ـــ وإن كان فيه أكثر من مؤكد فهو إنكاري
والإنكاري يزاد فيه على حسب الإنكار
الكلام الفصيح :
هو الذي يؤتى به بقدر الحاجة دون زيادة أو نقصان
فإن زيد أصبح عبثا
وإن انتقص منه أخل بالمقصود
ما هي التوكيدات ؟
وهي من الضرورة بمكان فلابد أن تعرفها لأن التوكيد يفيدنا في معرفة مراد الله ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام
أدوات التوكيد كثيرة لكن المشهور منها حسب التتبع والاستقراء ما يأتي :
منها :
إن : من أدوات التوكيد كما لو قلت :
الثاني من أدوات التوكيد :
مثالها :
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
من أدوات التوكيد :
ألا : هذه من أداوت التنبيه
كقوله عليه الصلاة والسلام :
(( ألا وأن في الجسد مضغة ))
من أداوت التوكيد :
((وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم))
أيضا من أدوات التوكيد:
نونا التوكيد : الثقيلة والخفيفة :
((لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ))
و
((وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ))
الثقيلة :
((لَيُسْجَنَنَّ))
و
{كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ }
أيضا :
كما لو قلت :
من أداوت التوكيد :
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ }
من أداوت التوكيد :
((إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء))
من أداوت التوكيد :
قلنا في الخبر الابتدائي مثاله :
أخوك حضر
أخوك : مبتدأ
وحضر : فعل ماضي والفاعل مستتر والجملة الفعلية في محل رفع خبر
( غير مؤكد ،لأن الجملة الفعلية لا يؤكد بها )
لكن الجملة الاسمية تكون من المؤكدات مثل :
الجملة هنا جملة اسمية
أيضا من أداوت التوكيد :
قد يؤكد الخبر مع أنه ليس فيه تردد ولا إنكار لشرفه لشرف الحكم وتقويته :
كقولك :
إن أفضل الكلام : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
الخبر شقيق الطلب
جملة اسمية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ