عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 09-07-2014, 05:31 PM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

مازلنا مع قصة الوضع، نستكملها لحضراتكم:

فأسرعوا باصطحابها إلى المشفى المراد ، وقد برح بها ألم المخاض ...

ثم وضعوها في غرفة خاصة ، و قاموا باستدعاء الجَرَّاحة وطبيبة التخدير المختصة ...

وبينما توالت عليها عدة طبيبات ، يعملن في المشفى مساعدات ومعاونات ...

قامت إحداهن بفحص أختنا ، ثم قالت : لابد من عمل صورة أشعة لنعلم وضع جنيننا ...

فوافقت أختنا ومن صحبها ، بينما أمسكت المساعدة يدها ؛
ترافقها إلى الطابق المخصص لعمل صورة الأشعة المرادة ، بينما سألتها أختنا بغير شعور ولا إرادة :
هل المختصة بعمل الأشعة متواجدة ؟ وهل هي متمرسة جيدة ؟

- فأعلمتها المساعدة :
بأن من سيقوم بعمل صورة الأشعة رجل جيد و ليس امرأة جيدة ..!

ففزعت الأخت ووقفت وأبت إلا العودة إلى فراشها وأصرت ..!!

فأعادتها المساعدة إلى فراشها ، وذهبت لاستدعاء الطبيبات غير مخفية لعجبها ...!!

- فجاءت الطبيبات في دهشة واعتراض :
وماذا في كون المباشر لعمل صورة الأشعة رجلا ؛ ألسنا في أمر حتمي وضرورة شرعا ...؟!!

- فأجابتهم مبهورة :
من قال أن هذه ضرورة ...؟! ثم أليست هذه المشفى عن توفير النساء للنساء مسئولة ...؟!
أين المرأة المختصة ...؟! وكيف يسمح القائمون المتسننون على هذا المكان بمثل ذلك التكشف خاصة ؟!!

وما أسكت أختنا عن الثورة إلا دفقات من الماء تترى أفقدتها النطق و القدرة ...!!

و بينما تستمع الأم والشقيقة لهذا الحوار الساخن السريع ،إذ هبت الطبيبات يتناوبن الرد والتقريع : يتهمن أختنا بالتشدد المفزع المريع ،
ويتوعدنها ويخوفونها :
إن هي أبت عمل صورة الأشعة ، سيحدث كذا وكذا من أمور بشعة ..!!

- ثم هاتفن الطبيبة الجَراحة وأعلمنها بإيباء أختنا عمل صورة الأشعة قبل الجِراحة ...!!

- فتعجبت وقالت : أعلمنها إن هي أبت ولعمل المراد رفضت ؛ فالطبيبة لجراحتك تركت ...!!

- وهنا فقدت الأم رباطة جأشها ، فبدأت تبكي وتتوسل بنتها : رجاءً بنيتي يسري و لا تتشددي ..!!
تلك ضرورة وأنت إلى ذلك مضطرة مقهورة ..!!
ثم أخذت في نوبة من البكاء تشفع بها عند أختنا الرجاء ...!!

وكررت الشقيقة مثل هذا الكلِم ، فشعرت أختنا بحاجتها إلى قوة و دعم ؛ فقالت : استدعوا زوجي من الخارج ..!!

- قالت الأم : نعم نعم هو سيوافق ...!

- فلما دخل زوجها : بادرته بدموعها :وقصت عليه ما كان من أمرها ...!!
ثم توسلته ألا يوافق مهما بالغوا في ذكر العواقب ...!!

- فوافقها الرأي ، وأبى الامتثال لهذا الأمر ...!!

فقالوا : أهذا خياراكم ؟! إذن اصطحبوها إلى مشفى آخر فهذا شأنكم ..!!

فصرخت أمها على زوجها وقد علا نشيجها :
هل ستسمع لها ، ألا تهتم لأمرها ...!! ألا ترى حالها ...!!

وانضمت شقيقتها للحوار تتوسل زوجها ليخالفها الاختيار ...!!

ولشدة وهنها زاد كربها و همها وعنّ في نفسها : ماذا إن وافقهم زوجها ، وبيدهم صار أمرها ، لن تستطع الصمود وحدها ،
ماذا لو استجاب لهم ، من أين لها من يقويها و يدعم ...!!

فهمست لشقيقتها كي تهاتف فلانة صديقتها ...!!

فأسرعت الشقيقة : تهاتف تلكم الصديقة ، تدعوها للحضور أملا في أن تدعمهم في عمل المأمول ...!!

وظلت أختنا تتجلد لتصمد ، حتى إذا بالانهيار أحست ، حضرت صديقتها ، وأعلمتها بما حدث شقيقتها ،
فوقفت تلكم الصديقة ، تدعم أختنا نعم الرفيقة ...!!

- قالت تزجرهم : ألا تستحون يا قوم ..!!
كيف تُدخِلون تلك المسكينة في عراك ، أحوج ما تكون إلى الدعم والرفق و الوفاق ...!!

وحضرت الطبيبة ، و وقف الجميع في غضبة و محنة عصيبة ...!!

وقالت الطبيبة بنبرة متعالية كئيبة : من يتحمل المساءلة إن حدث خطأ لعدم وجود صورة الأشعة ...؟!!

فأجابت بوهن أختنا : لا بأس سأتحمل العواقب مهما كانت أنا ...!!
اكتبوا ما شئتم من صيغة تبرئ ساحتكم وسأوقعها لكم ...!!

فاندهش الجمع ، ولكنهم خضعوا في الأخير لهذا الأمر ...!!

فوقَّعتْ على ما شاءوا بروية و راحة ، و كادت تغيب عن الوعي حين ساقوها إلى غرفة الجراحة ...!!

و كانت آخر كلماتها لصديقتها ورفيقة دربها :
فضلا استريني ، وهوني على والدتي و لا تتركيني ...!!

وبفضل من الله ونعمة ، كانت الجراحة ميسرة حتى التتمة ...!!






لي تعقيب على هذه القصة الرائعة:
__________________________________________________ _________
- ذكرت الأخت الفاضلة كاتبة هذه القصة أنها حقيقية، ورفضُ المرأة الفاضلة التكشف على طبيب رجل -برغم إجازة العلماء للضرورة- يدل على تورعها وتقواها لله تعالى،
وباب الورع باب عظيم لما فيه من فضائل عظيمة.

- للفائدة تابعوا هذا الموضوع عن الورع:
--------------------------------------



- ومـن الفتـاوى راجعوا أيضا رأي العلماء فـي:
------------------------------------------------
حكم تداوي المرأة عند الطبيب

توليد الرجل الطبيب للمرأة لا بأس به عند الحاجة - للشيخ بن باز رحمه الله


- وأخيرًا هذه الفـائـدة الهـامـة:
--------------------------------
فعندما واجهت الزوجة الأمر أمام فريق المشفى وأمها وشقيقتها؛ سارعت بطلب زوجها ليؤازرها، وقد فعل،
ثم طلبت صديقتها التي وقفت تساندها هي الأخرى بإخلاص ويقين في الله،
وهنا نرى حقيقة الترابط بين الزوجين القائم على معاونة كل منهما للآخر على طاعة الله عز وجل،
معاونة صادقة يتحقق بها مراد الله سبحانه في طبيعة العلاقة الزوجية التي أمرنا بها ويحبها لنا،
ثم نرى مساندة الصديقة المخلصة لصديقتها أيضا والوقوف معها.
فما بالكم إذا بنيت مجتمعاتنا الإسلامية على الترابط بين الزوجين في كل بيت، وعلى إختيار الصحبة الصالحة؟!
ألا تتغير أحوالنا وتنصلح بحول الله وقوته؟!




ويتبـــــع بقصص أخرى إن شاء الله...


التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس