عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-24-2015, 10:34 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

شبهات التبرك بالقبور

شبهة : واحتج بما رواه أحمد والحاكم ( ) أن أبا أيوب الأنصاري وضع رأسه على قبر النبي ïپ¥ .. " الحديث . وقد احتج به الحبشي وسكت عن تخريجه واكتفى بأن قال " رواه أحمد " ( ) .
وهذا ليس بتخريج فإن الحديث ضعيف ، وقد رواه أحمد وقال الحاكم صحيح ووافقه الذهبي ، وهو من أوهامهما ، فإن فيه داود بن أبي صالح وقد قال عنه الذهبي نفسه في الميزان " حجازي لا يعرف " ووافقه الحافظ في التهذيب ( ) فأنى له الصحة ؟ زد على ذلك الاختلاف حول كثير بن زيد نفسه فقد قال الحافظ فيه "صدوق يخطئ " وضعفه النسائي وقال ابن معين " ليس بذاك " (تهذيب التهذيب 8 / 414 ) .
وقد أوقف السبكي في (شفاء السقام ص 152) جواز مس قبر النبي ïپ¥ على صحة هذا الحديث . وهذا دليل على أنه ليس متيقناً من المسألة. واذا كان الحديث ضعيفاً فلا نترك إجماعاً حكاه عامة أهل العلم أبرزهم النووي على المنع من مس القبر .
• والحديث مع ضعفه فيه إشكال كبير يبطل الاستدلال به وهو : كيف يجعل أبو أيوب رأسه على القبر وقد كان القبر مسوى بالأرض غير مرتفع : إذ لو فعل ذلك لاضطر أن يصير على هيئة الساجد . هل يقول عاقل أن الصحابة كانوا يسجدون لقبر النبي ïپ¥ ؟ فإن قبره لم يكن بارزاً.
يؤكد ذلك حديث عائشة " أن النبي ïپ¥ قال في مرض موته " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجداً . قالت : ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً " ( ) .
فقولها " لأبرزوا قبره " يتعارض مع الرواية الضعيفة عن أبي أيوب .
شبهة : عن زيد بن الحباب عن أبي مودودة عن يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال (رأيت نفراً من أصحاب النبي ïپ¥ إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى رمانة المنبر القرعا فمسحوها " ( ) .
فيه زيد بن الحباب : صدوق كثير الخطأ ( ) لكنه مقبول في غير الرواية عن الثوري . والاضطراب من جهة يزيد بن عبد الملك ابن قسيط حيث لا يوجد راوٍ بهذا الاسم . وفيه أبو مودودة (عبد العزيز بن أبي سليمان) قال فيه ابن حجر مقبول (التقريب 4099) والمقبول عنده يكون ليّناً إذا لم يُتابعه أحد. وهو لم يتابعه أحد في هذه الرواية .
والرواية التي جاءت بعدها عند مصنف ابن أبي شيبة أوثق منها وهي مناقضة لها : حدثنا أبو بكر قال نا الفضيل بن دكين عن سفيان عن عبد الله بن يزيد الليثي عن سعيد بن المسيب أنه كره أن يضع يده على المنبر: صحيحة وعليها عمل السلف .
وتتعارض مع ما ثبت عن عمر رضي الله عنه شدة التحذير من تتبع آثار الأنبياء :
رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال : ما هذا؟ قالوا مكانٌ صلى فيه رسول الله قال : أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد ، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصلّ وإلا فليمض ِ" ( )
" وبلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي ïپ¥ فأمر بها فقُطعَتْ " ( )
وعن ابن عمر قال " رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها ، كانت رحمة من الله "( ) وقد بحث عنها أناس في زمن سعيد بن المسيب أثناء ذهابهم للحج فقال لهم سعيد " حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله ïپ¥ تحت الشجرة . قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها " وفي رواية فعميت علينا "وفي رواية " ثم أنسيتها بعد فلم أعرفها ". قال سعيد للحجيج الباحثين عنها : " إن أصحاب محمد ïپ¥ لم يعلموها وعلمتموها أنتم ؟ " ( ) .
فمثل هذه الأحاديث لا يجوز ترجيحها وتقديمها على رواية عمر عند البخاري في ترك التوسل بدعاء النبي ïپ¥ بعد موته والتوسل بدعاء عمه العباس ، فكيف وأن القوم يقدمون حديثاً ضعيفاً ويهربون به من رواية عمر القطعية السند ، الدالة على ترك السلف التوسل به ïپ¥ بعد موته ، وهذا ليس سبيل الصادقين المتجردين للحديث . والمتجرد لعلم الكلام لا يمكن أن يتجرد لعلم الحديث . كيف لا وكثير من الحديث يتعارض وأصول علم الكلام .
نعم . روي عن أحمد في مس المنبر والرمانة لكنه لم يرو في مس القبر فأما الرمانة والمنبر فقد احترقا وأما القبر فلم يثبت عن أحد من الصحابة أنه كان يمسه بل الثابت عنهم النهي عن مسه كما ثبت عن ابن عمر .
قال ابن وضاح محدث الأندلس في (البدع والنهي عنها ص 43) " وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد ، وتلك الآثار للنبي ïپ¥ ما عدا قباءً وأحدا ". وهذا من علامات إعراض الحبشي عن الحق حيث أعرض عن الرواية الثانية ومال إلى الأولى الملائمة لمذهبه الشركي ليعلق الناس بالقبور والجدران .
شبهة: عن مالك الدار أنه أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي ïپ¥ فقال : استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ( ) فقيل للرجل في المنام أقرئ عمر السلام وأخبره أنهم يسقون " .
- قال الألباني :
أولاً : " عدم التسليم بصحة هذا الحديث لأن فيه مالك الدار وهو مجهول الضبط . والعدالة والضبط شرطان أساسيان في كل سند صحيح كما تقرر في علم المصطلح . قال المنذري في الترغيب (41:2) " لا أعرفه " وكذا قال الهيثمي في الزوائد (3: 125) . وقد تفرد مالك (المجهول) به مع عظم الحادثة وإمكان انتشارها وتواترها بين الصحابة لو كانت صحيحة، فإذا لم ينقلوها وتفرد بها المجهول فكيف توثق وتعتمد " ؟!

معاوية خازن عمر قبل مالك الدار

- وأما احتجاج الأحباش بأنه ثقة لأنه كان خازن عمر فهذا توثيق في العدالة إن سلمنا به ، ولكن : أين الوفاء بشرط الضبط وقد علم من شرط الراوي : العدالة والضبط وليس العدالة فقط ؟
وحتى لو كان مالك ثقة فإن روايته تكون شاذة لمخالفتها رواية خروج عمر بالصحابة عام الرمادة وتصريحه على لسان جميع الصحابة بأنهم تركوا التوسل بالنبي ïپ¥ وطفق يتوسل بغيره ïپ¥ هذه سنة عمر ، فان خالفها خازن عمر خالفناه وتمسكنا بفعل عمر . فكيف وأن السند لم يثبت !!!
- وأما قولهم أنه يكفيه توثيقاً أن عمر ائتمنه على خزائنه . فنقول : ألا يكفيكم توثيقاً لمعاوية أن النبي ïپ¥ قد ائتمنه على وحيه ، وأن أبا بكر وعمر وعثمان قد ائتمنوه على ولاية الشام فكان أميناً وفيا وما زلتم إلى اليوم تحكمون بفسقه تريدون بذلك تبييض وجوهكم عند أعداء معاوية وأبي بكر وعمر: سود الله وجوه أعداء صحابة رسول الله ïپ¥ .
- وأما محاولة الأحباش توثيق مالك الدار محتجين بقول الحافظ عنه " له إدراك " أي معدود من الصحابة :
فقد تعقبهم شيخنا علي حسن عبد الحميد في كتابه القيم (كشف المتواري من تلبيسات الغماري ص 8) بأن " إيراد الحافظ لمالك الدار إنما هو في القسم الثالث من كتابه " الإصابة" وهو القسم الخاص في ذكر المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولم يرد في خبر . قط أنهم اجتمعوا بالنبي ïپ¥ ولا رأوه ، سواء أسلموا في حياته أم لا ، وهؤلاء ليسوا صحابة باتفاق من أهل العلم بالحديث كما قال الحافظ نفسه في مقدمة (الإصابة 1 / 4) ومع ذلك فقد كتم هذا الجهول هذا كله ليسلم له مراده ، إمعانا في التضليل والتلبيس والتغرير : فقد دمج هذا الخسّاف بيانه وشرحه لكلمة الحافظ ابن حجر بها دونما فصل أو إظهار ، بل إنه- عامله الله بعدله- جعل علامة (انتهاء النقل أ. هـ) بعد ذلك البيان والشرح كله !! " .
وقد ساق الحافظ ابن كثير هذه الرواية من رواية البيهقي في دلائل النبوة وهي معلولة بعلل منها :
عنعنة الأعمش وهو مدلس ، والمدلس لا يقبل من حديثه الا ما قال فيه : حدثنا أو أخبرنا ونحوها دون قال أو عن . إذ احتمال أنه أخذه عن ضعيف يوهي الحديث بذكره كما هو معلوم في " مصطلح الحديث " ، مع أن الأعمش في الطبقة الثانية من المدلسين عند الحافظ و غيره .
وقد صحح ابن كثير الإسناد على طريقته في توثيق مجاهيل كبار التابعين كما هو معروف عنه في التفسير وغيره . وإذا كان مجهولاً فلا علم لنا بتاريخ وفاته .
ثانياً : أن أبا صالح وهو ذكوان - الراوي عن مالك لا يعلم سماعه منه ولا إدراكه لمالك ، إذ لم نتبين وفاة مالك . سيما وأنه رواه بالعنعنة فهو مظنة انقطاع لا تدليس " ( ) .
ثالثاً : أنها مخالفة لما ثبت في الشرع من استحباب إقامة صلاة الاستسقاء لاستنزال الغيث من السماء . كما ورد في أحاديث كثيرة . ومخالفة لقوله تعالى { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا 10 يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا } ( نوح 10 ) ولم ينقل عن أحد منهم أنه التجأ إلى قبر النبي ïپ¥ ( )، بل المنقول الثابت عنهم عكس ذلك كما في قصة عمير المشهورة فإنه كان بمجمع من الصحابة ولم يذهب إلى قبر النبي ïپ¥ ليستسق به . بل طلب من العباس أن يستسقي كما مر معنا.
رابعاً : أنها جعلت عمر يضل عن شيء يهتدي إليه رجل من العامة .
• شبهة : واحتج الحبشي برواية سيف بن عمر التميمي الضبي وفيها تسمية صاحب القصة أنه الصحابي بلال بن الحارث .
أولاً : أن سيفاً هذا منكر الحديث فقد قالوا عنه إنه كان يضع الأحاديث، قال ابن عدي وأبو حاتم متروك الحديث وقال أبو داود ليس بشيء وقال ابن حبان يروي الموضوعات ( ) .
ثانياً : فيه الضحاك بن يربوع والسحيمي . قال الأزدي في الضحاك : حديثه ليس بقائم . وهو والسحيمي من المجهولين اللذين تفرد بالرواية عنهما سيف .
• وهذا يُبطل تمسك الحبشي بهذه الرواية التي توهم أن الصحابة كانوا يلجأون عند النوازل والشدائد بقبر النبي ïپ¥ .
ثالثاً : أن إيراد ابن جرير لها وغيرها من الروايات الضعيفة والموضوعة إنما جرى فيه على جمع شتات الروايات من غير تمحيص لها . فقد قال في مقدمة تاريخه (1 / 8 ) " فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه ، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة : فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قتل بعض ناقليه إلينا ، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا ) .
• فاعجب كيف يردّ الحبشي (والأشاعرة) أخبار الآحاد التي في الصحيحين ثم يتمسك بروايات ضعيفة مخالفة للصحيح ليقرر للناس عقيدته الشاذة ناكثاً ما تعهد به من الاقتصار على الصحيح في العقائد .
وهذه طريقة أهل الأهواء : لا يتجردون للحديث ولا يلتزمون فيه بالقواعد العلمية في التصحيح والتضعيف ، بل ما كان عليهم ضعفوه ولو كان في نفسه صحيحاً ، وما كان لهم صححوه أو " أستأنسوا به " ولو كان ضعيفاً .
ألم يتمسك من قبل ( ) بقول السيوطي :
وخذه حيث حافظٌ عليه نص ومن مصنف بجمعه يُخَصّ


أكذوبة تبرك الشافعي بقبر أبى حنيفة

وقد ادعى الأحباش القبوريون أن التبرك بمس القبر من عقيدة الفرقة الناجية، وتمسكوا بما رواه الخطيب البغدادي عن الشافعي أنه قال " إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائراً- فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عني حتى تقضى " ( ) .
هذه الرواية سندها إلى الشافعي فيه مجاهيل كما حكى العلامة المعلمي.
قال الشيخ الألباني في (سلسلة الضعيفة 1 / 31 ) " هذه رواية ضعيفة بل باطلة ، فإن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال ، ويحتمل أن يكون هو (عمرو) بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي . وقد ترجمه الخطيب ( 12 / 226 ) وذكر أنه بخاري قدم حاجا سنة ( 341 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال ، ويبعد أن يكون هو هذا ، إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة (247) على أكثر الأقوال ، فبين وفاتهما نحو مائة سنة، فيبعد أن يكون قد أدركه " .
أنتم مطالبون بتبيين صحة سند هذه الرواية. وإلا فأنتم محجوجون بقول الشافعي " مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعى وهو لا يدري " ( ) . فأنتم حُطاب ليل إن لم تأتوا بالسند صحيحا. هذا من مذهب الشافعي .
• ومعلوم أن الأحباش أشاعرة ، والأشاعرة يشترطون في العقاند تواتر السند ولا يكفيهم مجرد صحته . فهل هذه الرواية متواترة ؟
أما نحن فنأتيكم بسند قوي عن الشافعي من كتبه ، فقد قال " وأكره أن يعظَم مخلوق حتى يُجعل قبره مسجداً مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس " ( ) . وهذا تناقض بين القول والفعل ينزه عنه الشافعي. ولو كان هذا التبرك صحيحا لقال له الناس كيف تخشى على الناس فتنة لا تخشاها على نفسك!
ولو كان الشافعي محبذا للتبرك بالقبور لما نهى عن البناء عليها وأنتم لا توافقون على ذلك وتعتبرون ما فعله أهل اليمن من هدم للبناء على القبور هدماً للقبر نفسه فاسمعوا فتوى الشافعي الموافقة لما فعله أهل اليمن :
• ففي عصر الشافعي لم يكن ببغداد قبر لأبي حنيفة ينتاب الناس للدعاء عنده ألبته . وكان المعروف عند أهل العلم هدم ما يبنى على القبور وذلك باعتراف الشافعي نفسه . فقد روى عنه النووي قوله فيما يبنى على القبر " رأيت من الولاة من يهدم ما بني فيها ولم أر الفقهاء يعيبون عليه ذلك " ( ) . والله لو جاءكم الشافعي لرفضتموه ولقلتم له " أصابتك عدوى الوهابية ".
وصرح البيضاوي بأن اليهود والنصارى كانوا يتوجهون إلى قبور صلحائهم بالصلاة والدعاء ( )
وجاء في (مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر 1 / 313 ) النهي عن الدعاء عند القبور ( ) . فالشافعي لا يمكن أن يشابه اليهود والنصارى .
روى عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة أن علي بن الحسين رضي الله عنه رأى رجلا يأتي فرجة كانت عند قبر النبي ïپ¥ فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال : " ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي - يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله ïپ¥ قال : لا تتخذوا قبري عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وسلموا على فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم " قال السخاوي " وهو حديث حسن " ( )
ولقد كان أبرز من تمسك بهذه الرواية الواهية شيخكم الكوثري في مقالاته (381) . وهو هو الذي كتب كتاباً اسمه " التأنيب في رد أكاذيب الخطيب " حذر فيه من الروايات المختلقة على أبي حنيفة الطاعنة فيه والتي حواها الخطيب في كتابه . وقد تلقف الرواية عنه رجال متهمون بالوضع والكذب كأبي مقاتل السمرقندي وأبي محمد الحارثي وأبي مطيع البلخي ( ) وأبي المنذر البجلي وإبان بن جعفر النجيرمي . لكنه لا يعتبر هذه الرواية من الأكاذيب لأنها ترفع من شأن مذهبه ولو على حساب الشافعي .
وكم في تاريخ الخطيب من الأسانيد الواهية . فإذا كنتم مصرين على الأخذ بهذه الرواية من غير تحقق من سندها فخذوا بما ذكره الخطيب من الروايات وسكت عليه :
• وخذوا برواية " الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل ، وما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع ، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد " قال الخطيب : قال أبو بكر المروذي قال لي أبو علي الحسين بن شبيب قال لي أبو بكر بن العابد - حين قدمنا بغداد- أخرج ذلك الحديث الذني كتبناه عن أبي حمزة ، فكتبه أبو بكر بن سلم بخطه وسمعناه جميعاً ، وقال أبو بكر بن سلم " إن الموضع الذي يفضل لمحمد ïپ¥ ليجلسه عليه ، قال أبو بكر الصيدلاني : من رد هذا فإنما أراد الطعن على أبي بكر المروذي وعلى أبي بكر بن سلم العابد " (تاريخ بغداد 8 / 52). ونحن لا نقول بهذا ولا نصححه ولكن ذكرناه للحجة .
وأما رواية ابن عباس التي أوردها الخطيب في تاريخه (9/ 251) والتي تقشعر منها أبدانكم حيث فسر قوله تعالى { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } قال " كرسيه موضع قدميه ". فهي رواية صحيحة يثبتها الخطيب وتستنكرها قلوبكم.
• وخذوا برواية " رأيت ربي في صورة شاب أمرد" (تاريخ بغداد 11/ 214) .
• وخذوا بحديث أن الله استوى على العرش حتى يُسمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد " (تاريخ بغداد 1 / 295 ) .
• وخذوا بحديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " (تاريخ بغداد 2 / 377)
• وخذوا بحديث " من لم يقل : عليٌّ خير الناس فقد كفر" (تاريخ بغداد 3/ 192) .
فكتب التاريخ لا تلتزم صحة ما تنقله من الأخبار ، وقليل منهم من يمحص ما ينقله . مثال ذلك تاريخ الطبري الذي هو أفضل كتاب في التاريخ ، ومع ذلك فقد قال في مقدمة تاريخه ( 1 / 8 ) " فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه ، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة : فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا ، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا ، وأنا إنما أدّينا ذلك على نحو ما أُدِّيَ إلينا " .
وهذا الشأن ليس في كتب التاريخ فحسب : بل في كتب الحديث ، وهو في كتب الفقه أكثر .
فلا حجة تقوم لكم قبل تصحيح السند . قال الإمام المازري " عادة المتورعين أن لا يقولوا : قال مالك قال الشافعي فيما لم يثبت " ( )
ولا يخفاك أيها المنصف أنه لم يُكذب على الرسول ïپ¥ فقط وإنما كذب كثيرون على الأئمة لترويج ضلالاتهم باسم أئمة المذاهب . اتخذوا مذهب الشافعي جُنةً فصدوا عن سبيل الله . ويا ليتهم كانوا على مذهب الشافعي ونهجه السني .
وقد جرى كثير من الفقهاء على العناية بسند الحديث فقط . ويتساهلون في الرواية عن أئمة المذاهب من غير توثيق ، فإن النهي عن الاستدلال بالضعيف ليس مقصوراً على الحديث النبوي دون غيره !
ألعلهم يظنون أن كل ما ورد عن الشافعي أو أحمد يجب أن يكون صحيحاً تقوم به الحجة ؟ إذا كان الأمر كذلك فليأخذوا بما رواه حنبل بن إسحاق عن أحمد أنه كان يقول " وإذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام " ( ) . وهم يطعنون صباح مساء في معاوية وعمرو بن العاص وجملة من الصحابة رضي الله عنهم .
• ثم أين كان يعيش الشافعي ليأتي قبر أبي حنيفة (كل يوم) وقد كان في أول أمره بالحجاز ثم انتقل إلى مصر.
وقد كان الشافعي بالحجاز بمكة والمدينة وفيها قبر من هو خير من أبي حنيفة : وهو قبر رسول الله ïپ¥ وقبور أصحابه ، فلم يعرف عنه أنه كان يأتيه ليدعو عنده ويتبرك به . . فما له يفضل قبر أبي حنيفة على قبر سيد ولد آدم وصحابته ؟ !
• أأنتم أعلم بمذهب الشافعي أم النووي الذي حكى إجماع الأمة على النهي عن الاقتراب من القبر ولمسه باليد وتقبيله ، ونقل مثله عن الحليمي والزعفراني وأبي موسى الأصبهاني ؟ فمن المخالف لإجماع الأمة !
• قد نهى أبو حنيفة عن التوسل إلى الله بأنبيائه - ولا يمكن أن يكون ذلك خافياً على الشافعي - فهل يرضى أبو حنيفة أن يتخذ أحد قبره للصلاة والعبادة ؟ نعم الصلاة معناها الدعاء قال تعالى { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } والدعاء هو كما قال النبي ïپ¥ " الدعاء هو العبادة " فمن اتخذ قبراً للدعاء عنده فقد اتخذه للصلاة والعبادة . فأبو حنيفة والشافعي يكرهان ما يكرهه الله .
• ولم يكن أحد من أصحاب أبي حنيفة وطبقته كمحمد وأبي يوسف يتحرون الدعاء عند قبره بعد موته . ولا يزالون ينكرون على من يمس القبر ويقولون كما في الفتاوى البزازية والتتارخانية ورد المحتار أن مس الرجل القبر للتبرك من عادة النصارى .
والحمد لله الذي عصمنا من التقليد الأعمى ، فلقد علمنا الشافعي أن ندور مع الكتاب والسنة مهما عظم الرجال قائلا " إذا رأيتم قولي يعارض قول الرسول ïپ¥ فاضربوا بقولي عرض الحائط " . وقال ابن عباس " ما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر" وبناء على تعاليم الشافعي نضرب بفعله المزعوم (إن صح) عرض الحائط ونتمسك بقول النبي ïپ¥ " ألا لا تتخذوا قبور أنبيائكم وصلحائكم مساجد فإني أنهاكم عن هذا " .
وهذا أصل يعلم الله كم خالفتم فيه الشافعي وسائر الأئمة الأفاضل .
فالحق والشافعي حبيبان إلى قلوبنا : فان افترقا فالحق أحب إلى قلوبنا من الشافعي .
• وعلى افتراض صحة سندها فإنكم لا تزالون مخالفين للشافعي ، فالرواية تفيد بأن الشافعي كان يدعو الله عند القبر وأما أنتم فتدعون القبر نفسه فتقولون المدد يا رفاعي مدد يا أولياء وتمسحون وجوهكم وأيديكم بالقبر، وتتوجهون إلى قبر الرفاعي من أي مكان في العالم وتخطون نحوه ثلاث خطوات وهيهات أن يفعل الشافعي ذلك .


قبر معروف الكرخي الشرك المجرب
وليس الترياق المجرب

وأما زعم الحبشي أن " قبر معروف الكرخي هو الترياق المجرب لقضاء الحوائج " ( ) : فما أظلم أسانيدها وما أكذبها، وقد نقض بها ما كان تعهد به من أنه لا تجوز الرواية في أمور العقائد إلا بما صح سنده بل بما تواتر إن كنتم للعقيدة الأشعرية تتبعون .
والجواب :
قد جرب قبلكم عمرو بن لحي الخزاعي أصنام بلاد الشام حين نزل بركة مياه محاطة بالأصنام فشفي من مرض البرص فقال : لولا بركة هذه الأصنام ما شفيت من مرض الجذام حتى أتى بها إلى جزيرة العرب وعبدها الناس حينئذ.
فالأصنام عند عمرو بن لحي هي الترياق المجرب ، وأما أنتم فقبر معروف الكرخي عندكم هو الترياق المجرب ولكن نسألكم :
هل جرّبتم ترياق الحي الذي لا يموت حتى فضلتـم عليه من لا حياة له ؟! { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } ؟
ولماذا لم يجرب النبي ïپ¥ قبور الأنبياء من قبله ؟ وكأن التجربة هي الميزان في معرفة المشروع من الممنوع .
ولو كان قبر الكرخي كما تزعمون لكان قبر نبينا ترياقاً أولى بالتجربة من قبر معروف الكرخي :
فما بال الصحابة لم يجربوا هذا الترياق ، ولم يعكفوا على قبر نبيهم كما هو حال من لا يقتدي بهم ويرى الاقتداء بالشيعة وبالنصارى أولى من الاقتداء بسلف هذه الأمة ؟ ما جربوا هذا الترياق المزعوم ، ولم يعكفوا على قبر نبيهم بالرغم مما وقعوا فيه من المِحَن والفتن والحروب .
وهؤلاء لا يقولون " قبر رسول الله هو الترياق المجرب " لأنهم اذا قالوا ذلك سألهم الناس : فلماذا لم يجرب صحابته ترياق قبر نبيهم ïپ¥ ؟
ثم هل تبحثون عن " صمد " آخر غير الله ، وقد فسرتم الصمد بمعنى المقصود بقضاء الحوائج ( ) . فصار الكرخي بمقتضى تفسيركم هو الصمد.
• لو كان الله أمر بدعاء المقبورين أو رسوله ïپ¥ لكان لقولك يا حبشي مسوغ ، لكن ليس عندك : قال الله قال رسوله فما لم يأمر الله به ولا رسوله ïپ¥ لا يكون ترياقاً وإن زعم أصحاب الخيالات تجربته كالصوفية النقشبندية الذين يزعمون تلقي العلم وأخذ العهد والبيعة عن مشايخ الطريقة الأموات وهم في قبورهم على النحو الذي يدعيه الشيعة في المهدي صاحب السرداب والذين يصفون قبور الحسين والمهدي والأئمة بالترياق المجرب ، فما أشبهك يا حبشي بهم ، وقد جرب النصارى قبور القديسين ومقام السيدة مريم فوجدوها : الترياق المجرب فلماذا تدافعون عن شيء هلك به المشركون وبنوا لأجله الأصنام ؟
إنكم لن تجدوا في أفعال الصحابة ما يوافق ذلك اللهم إلا الشيعة ومن قبلهم اليهود والنصارى ومن قبلهم قوم نوح الذين كانوا يعتبرون قبور ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر : هي الترياق المجرب أعني الشرك المجرب : هم سلفكم: يا خلفهم !
• أن الموحد مؤمن موقن أن رفع الأيدي إلى الله هو الترياق المجرب لقضاء الحوائج وكشف الكروب وتفريج الهموم ، مؤمن بما قاله صالح عليه السلام { إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ } أما أنتم فالقبر عندكم أقرب إلى الإجابة من الله القائل { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } فالله أقرب إلينا من قبوركم ، هذا هو ترياقنا فجربوه لعلكم تعودوا إلى رشدكم أو اصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين .
وقال الأحباش " قبر السيدة نفيسة معروف بالإجابة" ( ) . يعني إن قبرها لسميع الدعاء لسريع الإجابة !



قضاء الحوائج استدراج

قال تعالى { سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } . فهذا ترياق بدني استدرجكم الله إليه ، لكن المرض انتقل إلى قلوبكم حيث دخلها اعتقاد الاستشفاء بالأضرحة والقبور وهو مرض أشد من الأمراض البدنية التي طلبتم العلاج لها عند قبر الكرخي .
هل الاستجابة دليل على صحة العقيدة
فلا يغرنك أن المستغيث بمخلوق قد تقضى حاجته فهذا ابتلاء واستدراج وهذا يحصل للبوذيين ممن يستغيثون بالصنم فيتمثل لهم الشيطان بصورة من يستغيثون به كما كان يتكلم في جوف الأصنام ليزيد يقين المشركين بشركهم.
بل إن الله لرحمته وفضله يستجيب حتى للمشركين إذا توجهوا إليه في ضرهم { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } { قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ } .

والشيطان يضل الناس بما يظن أنهم يطيعونه فيه
فيتمثل للنصارى بصورة المسيح أو مريم أو بصورة جرجس أو بولس ، وفي كل مرة تخرج صرخة من إحدى كنائس العالم من قسيس أو راهبة تزعم أن مريم ظهرت عليها وخاطبتها ، وهذا ليس إلا شيطاناً فإن الشياطين تظهر للناس بصورة الولي الميت وتقضي لهم حوائجهم باسم الولي كما كانت تفعل عند الأصنام فتخاطب من يدعو الأصنام تحتال على الجهال لتزيدهم تمسكاً بشركهم وتخدعهم بهذه الحيل .
كما يتمثل الشيطان لجهال المسلمين في صورة عبد القادر الجيلاني أو البدوي أو الرفاعي .
وما من أحد دعا غير الله واستغاث به إلا وكله الله إلى نفسه ، وحينئذ يتمكن الشيطان منه ويظهر له بصورة من يستغيث به زاعماً أنه الرفاعي أو الجيلاني أو نحو ذلك . وقد يقضي له حاجة دنيوية فيها خسارة أخروية ؟
ورؤية الأموات في المنام تحتمل الصدق والكذب : وأما رؤية ميت في اليقظة فلا شك أنها كذب قطعاً .
• أن الله قد أغنانا عن التجارب في الدين فقـال { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } فدعاء الله وحده أعظم وأفضل ترياق بشهادة الله وليس بالتجربة. نحن جربنا دعاء الله فوجدناه ترياقاً يغنينا عن ترياقكم المسموم . ومجرد عدم أمر الله به يجعله سماً وإن شربه أكثر الناس، وكيف نسميه ترياقاً ولم يأمر الله به بل قد نهى عنه أكثر من نهيه عن الزنا والربا وشرب الخمر!
• وقد أخبرنا الرسول ïپ¥ أين ومتى ترجى الإجابة فترجى في الثلث الأخير من الليل وفي دبر الصلوات المكتوبات وبين الأذان والإقامة ، وفي حلقات الذكر ولم يذكر منها قبر نبي ولا غيره. فترياقنا المساجد وترياقكم القبور التي اتخذتموها مساجد .
• فأنتم - كما عهدناكم - تقدمون بين يدي الله ورسوله ، فيصير قول إبراهيم الحربي (الترياق المجرب) أولى عندكم بالأخذ من قول النبي ïپ¥ " لعن الله اليهود والنصارى : اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد " . تعارضون ما صح سنده عن النبي ïپ¥ بهذه الأكاذيب المروية عن غير المعصومين !
وكم كنا نتمنى أن تذكروا الناس أن توحيد الله في الدعاء والتضرع هو الترياق المجرب قبل أن تحدثوهم عن تجربة قبر معروف الكرخي .
• أن عبارة (الترياق المجرب) عبارة شركية تناقلها الخرافيون من كتب سلفهم وأضرابهم لم يجربوها بأنفسهم وهي تجربة من نسج الخيال ، وإلا: فليدع الحبشي معروف الكرخي أو ليعتكف هو وأضرابه عند قبره لعله يجد عنده ترياقاً لمصائب الأمة كأحوال المسلمين في البوسنة والصومال وفلسطين (ولن يجد) { فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } .
فأين أولياؤكم أين أقطابكم وأبدالكم وأنجابكم وأغواثكم : أين أبو العلمين "غوث الثقلين " الذي زعمتم أنه حتى النعجة تستغيث به إذا هاجمها الذئب وتناديه بلسان عربي مبين : أغثني يا سيدي أحمد ؟ كلا والله لا تقع هذه النعجة في الشرك فإنها أكثر توحيداً منكم ، هي على ملة هدهد سليمان .
لقد جرب الموحدون دعاء الله وحده فوجدوه هو الترياق المجرب : جربه رسول الله ïپ¥ يوم بدر فنصره الله وجربه البراء بن مالك وسعد بن أبي وقاص وغيرهما فأجابهم الله . بل جربوا رفع الأيدي بالدعاء إلى الله فوجدوه هو الترياق .
• وأما احتجاج نبيل الحبشي (مجلة منار الهدى19/30) بابن الملقن من حفاظ الحديث والفقهاء الشافعيين ، وأنه ذهب بنفسه إلى قبر معروف الكرخى فأجيب دعاؤه فهو احتجاج بصوفي والاحتجاج بصوفي منهم ليس حسماً للنزاع ولا هو حجة الله على خلقه فان الصوفية يختلط عليهم الليل والنهار وأحوال النوم واليقظة فقد حكى ابن الجوزي أن شاة صاحت فشهق أحد الصوفية لبيك سيدي (تلبيس إبليس170) ! .
ولا ننسى أن ابن الملقن الصوفي حشا كتابه (طبقات الأولياء) بالأخبار الباطلة التي تنسب إلى الأولياء الإحياء والإماتة ، فقد جاء في كتابه أن الرفاعى أكل سمكاً مع تلاميذه ثم قال لعظام السمك : كوني سمكاً كما كنت أولاً . فما استتم كلامه حتى قامت وتناثرت سمكاًَ حياً : شاهدة لله بالوحدانية وللنبي بالرسالة وللسيد الرفاعي بالولاية العظمى ، وأنها كانت تسأل الرفاعي بحق الله أن يأكلها ، وأنه دخل رجل على الرفاعى مكتوب على جبهته سطر الشقاوة فمحاه " أي بدّل ما قدره الله فصار مكتوباً سعيداً ( ) .
ومثل هذا لا يؤخذ بشهادته ولا نستفيد من تجربته ، فقد شهد لمخلوق بأنه يحيي العظام وهي رميم ويغير ما سطره الله في اللوح المحفوظ .
ïپ± ويجدر بك أن تعلم أن ما يفعله هؤلاء عند القبور ليس مجرد استغاثة بأصحابها وإنما بلغ الأمر إلى درجة الطواف حولها كما يطاف بالكعبة وإن أردت التأكد فما عليك إلا أن تنظر إلى قبر الحسين في مصر وغيره من الطواف حول قبره قال الشيخ محمد بن درويش الحوت في (أسنى المطالب ص 609) " ومنها المكان المشهور بالمشهد الحسيني بالقاهرة ، إذ ليس الحسين رضي الله عنه مدفوناً به بالاتفاق ، لأن القاهرة بناها عبد القاهر الفاطمي العبيدي ، ودولتهم كانت في القرن الرابع ، فلعل الفاطميين هم الذين عمّروا المشهد الحسيني لأنهم عظّموا أهل البيت ونسبوا أنفسهم إلى الحسين وهم كاذبون " .

تقديس القبور والتوجه إليها
من سنن اليهود والنصارى

وقد جاءت الشريعة بالنهي عن هذه البدع والشركيات التي انحرف بسببها اليهود والنصارى عن ملة إبراهيم إلى ما كان عليه قوم نوح :
قال رسول الله ïپ¥ " لا تتخذوا قبري عيداً ، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر" فقبر رسول الله ïپ¥ أفضل قبر على وجه الأرض ومع ذلك نهى عن اتخاذه عيداً ، فقبر غيره أولى بهذا النهي والعيد اسم للوقت والمكان الذي يعتاد الاجتماع فيه .
وعن ثابت بن الضحاك أن رجلاً نذر أن ينحر إبلاً بـ " بوانة " فأخبر النبي ïپ¥ بذلك فقال له " هل كان فيها وثن من أوثانهم ؟ فقالوا : لا ، فقال : هل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ قالوا : لا ، قال ïپ¥ : أوف بنذرك " ( ) .
وفي الحديث فائدة : وهي أن : أعياد المسلمين لابد أن يكون لها أصل شرعي منصوص عليه .
ثم قال " ولا تتخذوا بيوتكم قبوراً " أي لا تعطلوها عن الصلاة والدعاء والقراءة فتكون بمنزلة القبر الذي يجب أن يخلو من ذلك فأمر بتحري العبادة في البيوت ونهى عن ذلك في القبور، والمشركون يفعلون عكس ذلك : بيوتهم خالية من العبادة وهم ينحرونها عند قبر الولي الفلاني .
وعن عائشة أن النبي ïپ¥ قال في مرض موته " لعن الله اليهود والنصارى ( ) اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . قالت : ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً " ( ) .
قال الحافظ " وكأنه ïپ¥ علم أنه مرتحل من ذلك المرض ، فخاف أن يعظم قبره كما فعل من مضى ، فلعن اليهود والنصارى إشـارة إلى ذم من يفعل فعلهم " ( ) .
وقول عائشة يدل على السبب الذي من أجله دفنوا النبي ïپ¥ في بيته : وهو يسد الطريق على من عسى أن يبني عليه مسجداً يؤكد ذلك قولها في رواية أخرى " يحذر مثل الذي صنعوا ".
وقد حذر ïپ¥ من ذلك فقال " ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " (مسلم) فما خشي الصحابة قد وقع حيث تم إدخال قبره ïپ¥ في المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك لضرورة توسعة المسجد ( ) من غير أن يكون هناك صحابي واحد وإنما أنكر هذا الفعل التابعي الجليل سعيد بن المسيب كما حكاه العلامة ابن كثير في (البداية والنهاية9/75) .
قال ابن الجوزي " وكان الوليد بن عبد الملك قد أمر عمر بن عبد العزيز بهدم حجر رسول الله ïپ¥ بعد أن اشتراها من أهلها ليدخلها في المسجد" ( ) .
وعن عروة قال " نازلت عمر بن عبد العزيز في قبر النبي ïپ¥ أن لا يجعل في المسجد أشد المنازلة فأبى وقال: كتاب أمير المؤمنين لا بد من إنفاذه " ( ) .
وقد وسّع عمر بن الخطاب المسجد من الجهات الأخرى من غير أن يتعرض للحجرة أو يدخلها المسجد وقال " لا سبيل إليها " ( ) ومن هنا يظهر خطأ النووي رحمه الله حينا قال في (شرح مسلم 5 / 14) بأن الصحابة أدخلوا بيوت أمهات المؤمنين إلى المسجد .
قال الحافظ ابن حجر " وقول عائشة ( لأبرزوا قبره ) أي لكُشف ولم يُتخذ عليه الحائل ، والمراد الدفن خارج بيته ، وهذا ما قالته عائشة قبل أن يوسع المسجد ، ولهذا لما وسع المسجد جعلت حجرتها مثلثة الشكل محددة حتى لا يتأتى لأحد أن يصلي إلى جهة القبر مع استقبال القبلة قال الكرماني : مفاد الحديث منع اتخاذ القبر مسجدا " ( ) .
- وقال الحافظ " والمنع من ذلك إنما هو حال خشية أن يصنع بالقبر كما صنع أولئك الذين عنوا ، وأما إذا أمن ذلك فلا امتناع " قال " وقد يقول بالمنع مطلقاً من يرى سد الذريعة وهو هنا متجه قوي " ( ). وقد أخبر ïپ¥ أنهم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، أولئك شرار الخلق عند الله" .
- وقال الحافظ العراقي " فلو بنى مسجداً يقصد أن يدفن في بعضه دخل في اللعنة ، بل يحرم الدفن في المسجد ، وإن شرط أن يدفن فيه لم يصح الشرط : لمخالفة وقفه مسجداً " ( )
واعتبر العلامة ملا علي القاري الحنفي أن سبب لعنهم إما لأنهم كانوا يسجدون لقبور أنبيائهم : وذلك هو الشرك الجلي، وإما لأنهم كانوا يتخذون الصلاة لله تعالى في مدافن الأنبياء وذلك هو الشرك الخفي " ( )
- وقوله " إذا مات فيهم الرجل الصالح " واضح التحذير مما يفعله الناس اليوم عند قبور الأولياء وواضح التشابه بين ما فعله اليهود في صالحيهم وبين ما يفعله جاهليوا هذه الأمة في أوليائهم . ولذلك علم النبي ïپ¥ أصحابه أن يهدموا القبور المرتفعة ويطمسوا الصور :
• فعن أبي الهياج الأسدي أن علياً رضي الله عنه قال له " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ïپ¥ ؟ أمرني أن لا أدع قبراً مشرفاً (أي مرتفعاً) إلا سويته (بالأرض) ولا تمثالاً إلا طمسته " ( ).
وعن ثمامة بن شفي قال " كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم بِرُودُس فتوفى صاحب لنا ، فأمر فضالة بقبر فسُوّي ، ثم قال : سمعت رسول الله ïپ¥ يأمر بتسويتها " ( ) .
• وعن عبد الله بن شرحبيل بن حسنة قال : رأيت عثمان بن عفان يأمر بتسوية القبور فقيل له هذا قبر أم عمرو بنت عثمان فأمر به فسوي " ( ) .
ولهذا روي عن عمرو بن شرحبيل أنه قال عند موته " لا ترفعوا جدثي- يعني القبر- فإني رأيت المهاجرين يكرهون ذلك " ( ) .
• وعن أبي بردة قال " أوصى أبو موسى حين حضره الموت فقال : إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي... ولا تجعلوا على قبري بناء ( ).
وهذا كان سبب عبادة اللات . فقد روى ابن جرير بإسناده عن مجاهد { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى } [ النجم 19 ] ، قال : كان رجل صالح يلتُ السويق للحجاج فلما مات عكفوا على قبره ( ) .
ولأجل هذه العلة نهى الله عز وجل عن اتخاذ القبور مساجد لأن أصل صناعة صنم اللات نتجت عن تعظيم قبر اللات . ولهذا لعن رسول ïپ¥ من اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد ووصفهم بأنهم شرار الخلق عند الله ونهى أمته عن أن تتخذ قبره عيداً وأمرهم أن يصلوا عليه حيث كانوا .
فالأصنام نماذج تعريفية لصور أصحاب القبور التي افتتن بها الناس أيضاً حتى صاروا يرجون من بركة العكوف عندها والنذر لها ما يرجون من المساجد ويحصل لهم عندها من الخشوع والبكاء ما لا يحصل لهم في الصلاة أثناء وقوفهم بين يدي الله عز وجل .
وممن زين الشيطان لهم الشرك وأضلهم الله على علم : ذاك الغماري (أبو الفيض أحمد الصديق) فإن من فيوضاته الشركية كتاب (إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء المساجد على القبور) . والذي يخالف في عنوانه ومضمونه الصحيح المتواتر من تحذير النبي ïپ¥ اتخاذ القبور مساجد . وهذا الغماري ثقة معتمد عند أشباهه الأحباش .

أئمة المذاهب الفقهية ينهون عن شرك التبرك

الاحتجاج عليهم بعبد الباسط فاخوري
ونبدؤهم بالشيخ الفاخوري مفتي لبنان الراحل حيث ذكر أصنافاً من المحرمات منها " اتخاذ القبور مطافاً واستلام القبور باليد " ( )
الاحتجاج عليهم بصاحبهم البوطي
قال محمد سعيد رمضان البوطي " فإذا دنوت من القبر الشريف فإياك أن تلتصق بالشبابيك أو تتمسح بها كما يفعل كثير من الجهال فتلك بدعة . . . ثم استقبل القبلة ولا تتوهم أن في هذا سوء أدب مع رسول الله ïپ¥ وأن الدعاء ينبغي أن يكون مع استقبال القبر . فإن الدعاء خطاب لله عز وجل لا يجوز أن يشرك فيه غيره ... " ( ) قال : " ولا تلتفت إلى كثرة من قد تراهم من الجهال والمبتدعين " ( ) .
المفاجأة الكبرى : السبكي ينهى عن مس قبر النبي ïپ¥ :
قال (وإنما التمسح بالقبر وتقبيله والسجود عليه ونحو ذلك فإنما يفعله بعض الجهال ومن فعل ذلك ينكر عليه فعله ذلك ويعلَم آداب الزيارة " ( ) وقال " ولا يمس القبر ولا يقرب منه ولا يطوف به " ( )
ونقل قول ابن تيميه بأن الصحابة لم يكونوا يأتون قبره ïپ¥ للصلاة عنده ولا لمسح القبر ثم قال " ونحن نقول إن من أدب الزيارة ذلك ننهى عن التمسح بالقبر والصلاة عنده " ( ) . ونقل السبكي قول مالك " ولا يمس القبر بيده " ( ) . فخذه يا حبشي حيث نص عليه حافظك السبكي محتجاً بالحافظ ابن تيميه في العقيدة .
مفاجأة من أبي حامد الغزالى
وقال الغزالى " ولا يمس قبراً ولا حجراً فإن ذلك من عادة النصارى " وقال أيضاً " فإن المس والتقبيل للمشاهد من عادة اليهود والنصارى " ( )

الشـافعيـة

نهى الإمام الشافعي وأتباعه رحمهم الله عن تجصيص القبور ورفعها والبناء والكتابة عليها وإضاءتها واتخاذها مساجد واستقبالها للدعاء والطواف بها وتقبيلها ومسحها باليد .
وذكر النووي أن هذا مذهب الشافعي وجمهور العلماء ( )
ونقل النووي عن الشافعي أنه قال فيما يبنى على القبر " رأيت من الولاة من يهدم ما بني فيها ولم أر الفقهاء يعيبون عليه ذلك " ( )
وحتى قال ابن حجر الهيتمي " وتجب المبادرة إلى هدم القبور المبني عليها المتخذة مساجد ، وهدم القباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار لأنها أسست على معصية رسول الله ïپ¥ " ( )
* ولم يفرق بين المقبرة المسبلة وغير المسبلة وبين قبور العلماء وغيرهم حتى قال في (شرح المنهاج 33) " وقد أفتى جمع بهدم كل ما بقرافة مصر من الأبنية حتى قبة الإمام الشافعي عليه الرحمة التي بناها بعض الملوك ، وينبغي لكل أحد هدم ذلك ما لم يخش منه مفسدة " ( ) .
- وحكى الشيخ علاء الدين بن العطار- تلميذ النووي الملقب بـ "مختصر النووي " لكثرة ملازمته إياه- أنه لما توفى النووي أراد أهله أن يبنوا على ضريحه قبة ، فرأته عمته في المنام وهو يقول لها : قولي لهم لا يفعلوا ذلك وأن يهدموا كل شيء بنوه " فأنفذوا وصيته ( ) .

قياس مس القبر بمس الحجر الأسود
وفي نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج لشمس الدين الرملي " يكره تقبيل القبر ومسحه " ( ) غير أنه استثنى ما إذا كان للتبرك بقبور الأولياء ودليله الشرعي " ما قاله الوالد" على حد قوله . وتعقب ابن حجر الهيتمي هذا الاستثناء وتعقب استنباط السيوطي تقبيل قبور الصالحين بتقبيل الحجر الأسود ولم يسلم له هذا لأنه يؤدي إلى تعظيم القبور ( ) .
وهذا الاستنباط عين الجهل فإن ما كان عبادة وقربة إلى الله لا مدخل للقياس فيه. وقد تقدم بأن القياس لا يجوز استعماله في أمور التوحيد ، قال الحافظ ابن عبد البر " لا خلاف في نفي القياس في التوحيد وإثباته في الأحكام " ( ) .
وقد كان بإمكان عمر أن يقيس الحجر على مثيله من الأصنام فيمتنع من تقبيل الحجر الأسود لكنه ترك القياس وفعل ما رأى النبي ïپ¥ يفعله .
وقد أذن الله لنا في مس الحجر الأسود وتقبيله ، ولم يأذن بتعليق السيوف على الشجرة ذات الأنواط مع أن الصحابة لم يطلبوا التبرك بمسها وإنما بمجرد تعليق السيوف فشبه النبي ïپ¥ قولهم بقول بني إسرائيل لموسى { اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } .
- ولكن إذا جاز مس القبر قياساً على مس الحجر الأسود ، فماذا نقول فيمن قاس الطواف حول قبور الصالحين بالطواف حول الكعبة أو نجيز لهم مثل هذا القياس ؟!
واحتج في المهذب في النهي عن البناء على القبور بحديث " لا تتخذوا قبري وثناً فإنما هلك بنو إسرائيل لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ( ) واحتج بقول الشافعي " وأكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجداً مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس " ( ) . وقال " وأكره أن يبنى على القبر مسجد أو يصلى عليه… وإن صلى أجزأه وقد أساء " ( ) .
• وقال أبو شامة الشافعي " لا يجوز أن يطاف بالقبر وحكى الحليمي عن بعض أهل العلم أنه نهى عن إلصاق البطن والظهر بجدار القبر ومسحه باليد وذكر أن ذلك من البدع " ( ) .
وجاء في المجموع للنووي والحاشية للبيجوري " وكانوا يكرهون أن يضرب الرجل على القبر مظلة " واستدلاً بما رواه البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى مظلة على قبر فأمر برفعها وقال " دعوه ؟ يظله عمله " ( ) .
وجاء في حاشية البيجوري على ابن قاسم " ويكره تقبيل القبر واستلامه ( ) ونقله عنه الإمام عبد الله بن محمد الجرداني الشافعي عن شرح البيجوري ( ) .
• وروى البخاري في باب (ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور) : ولما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنه ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت فسمعوا صائح يقول " ألا هل وجدوا ما فقدوا ؟ فأجابه الآخر: بل يئسوا فانقلبوا " قال الحافظ ( ) مناسبة هذا الأثر لحديث الباب أن المقيم في الفسطاط لا يخلو من الصلاة هناك فيلزم اتخاذ المسجد عند القبر. وقال ابن المنير: فجاءتهم الموعظة على لسان الهاتفين بتقبيح ما صنعوا " .

موقف النووي من مس القبر

قال النووي " ويكره مسحه - قبر النبي ïپ¥ - باليد وتقبيله ، بل الأدب أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضر في حياته ïپ¥ ، هذا هو الصواب وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه ( ) وهذا تصريح من النووي بالإجماع على ذلك . وبه تثبت مخالفة الحبشي للإجماع وموافقة ابن تيميه له .
قال " وينبغي ألا يُغترّ بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك ، فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بأقوال العلماء ، ولا يلتفت إلى محدثات العوام وجهالاتهم .
و قال " ولقد أحسن الشيخ الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله : اتبع طريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين ، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين. ومن ظن أن المسح باليد ونحوه أبلغ في البركة فهو من جهالته وغفلته ، لأن البركة إنما هي فيما وافق الشرع . وكيف يبتغى الفضل في مخالفة الصواب ؟! " ( ) .
وقال في المجموع " وقال الإمام محمد بن مرزوق الزعفراني- وكان من الفقهاء المحققين- في كتابه (في الجنائز) : ولا يستلم القبر بيده ولا يقبله . قال: وعلى هذا مضت السنة. قال أبو الحسن: واستلام القبور وتقبيلها الذي يفعله العوام الآن من المبتدعات المنكرة شرعا ينبغي تجنب فعله ويُنهى فاعله .
قال : فمن قصد السلام على ميت سلم عليه من قبل وجهه ، وإذا أراد الدعاء تحول عن موضعه واستقبل القبلة ( ) . قال الزبيدي " ويستدبر القبر الشريف " ( ) أي قبر النبي ïپ¥ عند زيارته .
وقال أبو موسى الأصفهاني في كتاب آداب الزيارة : وقال الفقهاء المتبحرون الخراسانيون : المستحب في زيارة القبور أن يقف مستدبر القبلة مستقبلا وجه الميت يسلم ولا يمسح القبر ولا يقبله ولا يمسه فان ذلك من عادة النصارى . قال : وما ذكروه صحيح لأنه قد صح النهي عن تعظيم القبور ولأنه إذا لم يستحب " استلام الركنين الشاميين من أركان الكعبة لكونه لم يسن مع استحباب استـلام الركنين الآخرين : فلأنْ لا يستحب مس القبور أولى والله أعلم " ( ) .
التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس