الموضوع: و كسرت الصليب
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-09-2008, 03:31 AM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


الحلقة الثانية

أفٍ لهذا الكتاب .. دائما ما يخيب ظني.. ألقيت نظرة أخيرة على رسالة رومية محاولا البحث عن أي جملة تدل على أن الله هو الذي أوحى هذا الكلام للبشر أو أن هذا الكتاب يصلح أن يكون دليل الهداية للبشر جميعا لكني لم أجد.. أغلقت الكتاب المقدس بمرارة ثم استلقيت على السرير أفكر..

هل هذا هو وحي الله حقا؟

هل كل هذه السلامات والشتائم والسباب وقصص الزناة والعاهرات التي يحفل بها العهد القديم والجديد هي التي أوحاها الله لرسله لتكون منهجا للبشر ؟

ما هذه التناقضات الكثيرة في روايات الكتاب المقدس للأحداث؟

هل يجب أن أؤمن أن هذا الكتاب مقدس فعلا؟

وكيف أقدسه وأنا لا أعرف أكثر مؤلفي أسفار العهد القديم والجديد!!

ألا يمكن أن أكون مسيحيا بدون أن أقدس هذا الكتاب؟

إنني أصبحت مؤمنا أن جزءا كبيرا من هذا الكتاب المقدس هو من آراء البشر ونتاج عقولهم وليس من كلام الله.. كم أتألم عندما أتذكر أنني بحثت في الكتاب المقدس كله من أوله إلى آخره لعلي أجد جملة واحدة صريحة يأمر الله أو أحد أنبيائه الناس بعدم النظر إلى نساء غيرهم فلم أجد .. فأنا يحزنني جدا عندما ألاحظ أحد معارفنا أو أصدقائنا يختلس النظر لأمي أو لأختي ..

إن ما يؤلمني أكثر أنهم لا يعتبرون هذا ذنبا على الإطلاق !!

وحتى لو كانوا يعدونه ذنبا أليسوا يرون الصليب كفيلا بأن يغفر لهم خطاياهم ؟!

ما أحمق هذه الفكرة - فكرة الصلب - التي تلغي مسؤولية الإنسان عن عمله وتسقط عنه كل آثامه فلا يردعه عن الشر رادع!!

كم تمنيت لو وجدت في الكتاب المقدس جملة صريحة مثل التي سمعتها يوما في قراءة القرآن في الإذاعة : {َفَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ(8)} شعور غريب يعتريني كلما قرأت في هذا الكتاب أو سمعت منه شيئا.. أشعر أنه ليس كلاما عاديا ولكنه كلام نازل من مصدر علوي ..

إنني أصاب بالإحباط كلما قارنت بينه وبين رسائل بولس أو أسفار العهد القديم !!

كم أود لو أنني قرأت هذا الكتاب كله وكونت رأيي الشخصي فيه فأنا لم أعد صغيرا ولابد أن أحكم بنفسي ولا أكتفي بالأقوال التي أسمعها في الكنيسة بدون أن أدري مدى صحتها..

ولكن من أين لي بمصحف فلو رآه أبي معي لكانت فيها نهايتي !!

انتظر!

لقد رأيته من قبل في أحد المواقع على الإنترنت أثناء بحثي عن موضوع ما. الحمد لله يمكنني إذن القراءة فيه بدون أن يشعر أحد.

قمت من السرير وفي لحظات فتحت موقع البحث وكتبت كلمة واحدة: "القرآن" .

أحسست بقشعريرة في جسدي وأنا أفتح أول موقع ظهر لي في نتائج البحث. ظهرت لي قائمة بأسماء السور فاخترت منها سورة آل عمران وفتحت أول صفحة فيها فقرأت: { الم(1) اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ{(2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ(3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ{(4) إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء(5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(6)} سرت في جسدي قشعريرة أخرى عندما وصلت إلى هذه الآية ووجدت عيناي أغرورقت بالدموع..

يا الله.. ما أجمل هذا الكلام..

إنني أحس براحة نفسية وسكينة لم أشعر بها في حياتي من قبل.

بدون تفكير مسحت دموعي وأكملت القراءة وحين وصلت إلى الآيات التي تتحدث عن السيدة العذراء والمسيح بعد عدة صفحات من بداية السورة لم أتمالك نفسي وأجهشت بالبكاء !!

هذا الكلام لا يشبه أى كلام سمعته من قبل عن المسيح !

لم أكن أتصور أن القرآن يعظم المسيح والسيدة العذراء بهذه الدرجة.

إن هذا يخالف تماما ما كنت أسمعه في الكنيسة عن الإسلام والقرآن..

لقد ازددت اقتناعا أنني لا ينبغي أن أقبل كل ما أسمعه في الكنيسة عن الإسلام قبل أن أتحقق منه بنفسي.

توقفت عن التفكير حين سمعت طرقات أمي علي باب الغرفة.

أغلقت صفحة الإنترنت بسرعة وقد عزمت على قراءة القرآن كله في أقصر وقت ممكن.
رد مع اقتباس