الموضوع: و كسرت الصليب
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-11-2008, 10:35 AM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


الحلقة الثالثة

مر علي أسبوع كامل وأنا أقرأ من القرآن يوميا جزئين أو ثلاثة أجزاء من الإنترنت.

لقد أصبحت مشدودا جدا لهذا الكتاب الذي يهزني بقوة من أعماقي..

أشعر أنني لا يمكن أن أدع يوما يمر على بدون أن أقرأ منه شيئا فقد أصبح قلبي أسيرا له! حتى الآيات التي لا أفهم معانيها ينتابني عند قراءتها شعور داخلي بالانسجام معها والقناعة الداخلية بها وكأن القرآن هو الذي يقرأني!!

إنني أشعر أن الله يكلمني من خلال هذه الآيات !

لم أجد أي صعوبة في تصديق ما أخبر به القرآن.. كثير من الأسئلة التي كانت عندي بدون إجابة وجدت الإجابة الشافية عنها في هذا الكتاب !

لقد عرفت الغاية من خلق البشر وهي عبادة الله وعرفت أن كل الأنبياء السابقين كانوا يحملون نفس الرسالة والعقيدة وهذا شيء في غاية البساطة والقوة في نفس الوقت.

لقد كنت أشعر بذلك في قرارة نفسي منذ زمن وإن لم أقرأه صراحة في الكتاب المقدس.

كم أعجبتني قصة النبي يوسف بن يعقوب في القرآن وهي تحكي كيف أن الإلتزام بالفضيلة والأخلاق تؤدي حتما للنهاية السعيدة..

أين هذا من قصص العاهرات في الكتاب المقدس؟!

إنني أشعر بأن قائل هذا الكلام يعلم كل خاطرة تدور في نفوس البشر.

خلال بحثي عن القرآن في أول يوم عثرت بالمصادفة على موقع عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

لم أهتم بدخول هذا الموقع في أول الأمر لإني كنت أبحث أساسا عن القرآن نفسه لكن عندما تصفحته بعد ذلك وجدت ما جعلني أقف مشدوها أمام عظمة هذا الكتاب.

لقد أخبر القرآن منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام عن حقائق علمية لم تكتشف إلا في العصر الحديث!!

كيف أمكن لمحمد أن يصف مراحل خلق الجنين في بطن أمه أو تكون السحاب في السماء بهذه الدقة؟

كثيرا ما قرأت في القرآن أيات تدعو الناس صراحة للتفكر والتأمل وإعمال عقولهم في هذا الكتاب.

إن هذا لشيء مبهر حقا يشعرك بالقوة والثقة في نفس الوقت.

لو كان هذا الكتاب مفترى لما استطاع مؤلفه أن يدعو الناس إلى التفكير في صحته بمثل هذه الجرأة، غير أن أكثر ما لفت انتباهي في القرآن هو حديثه عن المسيح وقصته مع اليهود..

إن القرآن واضح وصريح في إثبات الطبيعة البشرية للمسيح مثله مثل باقي الأنبياء ونفي أي طبيعة إلـهية عنه.

لقد تبين لي أن منطق القرآن في إثبات بشرية المسيح قوي جدا ..

فهو يذكر أن الله خلقه بقدرته مثل ما خلق آدم وهو بشر عادي يحتاج إلى الطعام فكيف يكون إلها من يحتاج إلى الطعام والشراب؟؟

لقد حيرتني طبيعة المسيح كثيرا جدا منذ أن بدأت في الذهاب إلى الكنيسة وأخذت أتعلم أن المسيح ناسوت ولاهوت في نفس الوقت.

لم أستطع أبدا أن أفهم كيف يكون المسيح إنسانا وإلها.

كلما قرأت الكتاب المقدس وجدته يتحدث عن المسيح كبشر عادي يأكل ويشرب وينام ويضحي ويصلي ويدعو الله فكيف يكون هو الله إذا كان يصلي لله ويضحي لله؟؟

وإذا كان شخصية مستقلة عن الله فكيف نعبده من دون الله؟

وكيف يكون المسيح هو الله وابن الله في نفس الوقت؟

مما يزيدني حيرة أن المسيح نفسه لم يذكر صراحة أي شيء عن طبيعته الإلهية هذه لتلاميذه وجميع كلامه لا يدل مطلقا على أنه جزء من ثالوث!!

يا إلهي هل يمكن أن يترك أمر خطير كهذا عرضة للظن والتخمين؟

ولم كل هذا التعقيد في أمر يفترض أن يكون أعظم الأمور أهمية في هذا الكون وأكثرها بساطة في نفس الوقت لكي يؤمن به الجاهل والمتعلم والصغير والكبير؟ ..

لقد عشت فترة من حياتي في صراع مع مفهوم الثالوث هذا..

لا أدري كيف يكون الله واحدا وثلاثة في نفس الوقت ؟!

إنني تصفحت العهد القديم كله فلم أجد جملة واحدة تشير لوجود ثالوث بل كله يدل على توحيد الله.

لا أدري لماذا لم يستعمل رجال الكنيسة ألفاظا أسهل من ناسوت ولاهوت وثالوث ؟

يراودني إحساس أن هذه الألفاظ وضعت خصيصا بهذه الصعوبة لكي يزيد الأمر غموضا في عقول العوام ويسلموا أن هذه أمور صعبة لا ينبغي لهم أن يخوضوا فيها فضلا عن محاولة إدراك معناها !!

يا إلهي إن هذا الأمر هو أكثر الأمور أهمية في حياتي فكيف يمكنني أن أحيا في سلام داخلي وأنا لا أعرف الحق في أمر جوهري كهذا ؟

ولكن لماذا لا أرجع إلى كلام المسيح عن نفسه؟

ألم يذكر صراحة أنه إنسان يتكلم بالحق الذي سمعه من الله عندما هم اليهود بقتله !!

ألم يقل أن من يؤمن بالذي أرسله فله الحياة الأبدية؟

ألم يقل إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم وكثيرا ما تكرر وصف الله بالأب في العهد الجديد؟

إذن هو إنسان يسمع من الله ويصعد إلى الله الذي أرسله وليس هو الله !

هذا هو الذي أطمئن إليه..فلا يمكن أن يكون آباء الكنيسة أعلم بالمسيح من نفسه..

لفت انتباهي صوت قطرات المطر وهي تتساقط على نافذة الغرفة...

نظرت من خلال الزجاج إلى السماء وكأني أنتظر شيئا ما...

انحدرت من عيني دمعة صغيرة أحسست ببرودتها على خدي وأخذت أناجي الله متوجها إلى السماء ..

يا رب أنا أعلم أنك موجود وأنك قادر على كل شيء وقد استجبت دعائي كثيرا فاهدني للحق من عندك وارزقني الشجاعة للتمسك به.

يا رب أعلم أن رحمتك واسعة وأنا مخلوقك الضعيف فلا تدعني في ظلمات الشك و أخرجني من الظلمات إلى النور.

يا إلهي .. يا من تسمعني الآن وتعلم حالي ومآلي.. قد ضاقت عليّ نفسي وحار فؤادي .. ارزقني أن أعبدك بالطريقة التي تحبها ولا تحرمني من معرفة الحق..

يا رب إن كان الحق في الإسلام فاشرح له صدري وثبتني عليه ..

يا رب إني أخاف أن أموت قبل أن أهتدي للحق فتغضب عليّ ..

يا رب لا تتركني للظنون والأوهام واقذف نور الحق في قلبي بأسرع وقت ممكن ..

يا رب إن كنت تعلم أني أساعد الفقراء والمساكين من أجلك فاهدني لنورك ومعرفتك حق المعرفة..

قطعت دعائي لما سمعت صوت الآذان من المسجد القريب..

ما أجمله من نداء .. أشعر كأنه نازل من السماء وليس خارجا من المسجد.

برغم أني سمعت هذا النداء مئات المرات من قبل إلا أنني أشعر هذه المرة فيه بروحانية من نوع خاص.

الله أكبر .. ما أجملها هذه الكلمة!

وهل يوجد شيء أكبر من الله؟

لا إله إلا الله.. وهل هناك عاقل يشك في وحدانية الله ؟!

كلما تأملت في أحد المعاني أو العبادات التي توجد في الإسلام أرى أشياء رائعة لم ألاحظها من قبل ..

عندما كنت أسمع الأذان في التلفاز كنت أشعر بشيء غريب يجذبني إلى الكعبة كلما رأيت صورتها ..

لقد انتهى الأذان سريعا لكن لم ينته تأثيره الرائع في نفسي..

صوت من أعماق نفسي يدعوني لأن أقوم بدراسة متعمقة لهذا الدين..

من العار عليّ أن يكون دين بهذا النضج وهذه الروعة أمامي ولا أحاول استكشافه بنفسي !!
رد مع اقتباس