الموضوع: و كسرت الصليب
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03-11-2008, 10:43 AM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



الحلقة الخامسة

اليوم أشعر أني ولدت من جديد .. من اليوم لن أحتاج إلى التفكير في حل متاهات التثليث.. أو التفكير في معضلة الفداء والصلب .. من اليوم لن أعد نفسي مذنبا بسبب خطيئة أبي آدم التي مر عليها آلاف السنين ولن أحتاج لبشر مثلي كي يتوسط بيني وبين ربي.. راودتني هذه الأفكار وأنا أقوم بالاغتسال بالماء البارد. أشعر أن قطرات الماء وهي تنحدر على جسمي تمسح معها رواسب الشك والشرك الذي ترسب في نفسي لأكثر من عشرين سنة كاملة قضيتها بعيدا عن معرفة الله ..كتمت ضحكة كادت تخرج مني حين تذكرت كيف أنني لم أكن أؤمر بالطهارة ولا بالنظافة قبل الصلاة في الكنيسة..

أنهيت الغسل ولبست ملابسي.. أشعر أني أصبحت أنظر لكل شيء بمنظار جديد..منظار صاغه لي الإسلام أدرك به الأشياء على صورتها الحقيقية..بلا تزييف أو تزيين.. ولا شك أو ارتياب.. بل هو الحق واليقين..

أصبحت أحس بانسجام مع كل الأشياء الموجودة حولي وكأنها تردد معي لا إله إلا الله.. الآن سوف أصلي لله رب العالمين.. يا لها من نعمة!..

راجعت كيفية الوضوء والصلاة سريعا من أحد مواقع الإنترنت للمرة الثالثة.. لم أحفظ بعد سورة الفاتحة.. لكن لا بأس سوف أقرأها من ورقة صغيرة في الصلاة حتى أتمكن من حفظها..

كتبت في هذه الورقة أيضا صيغة التشهد وسورتين قصيرتين من آخر المصحف هما سورتا الإخلاص والناس.. ولكن كيف أحدد اتجاه القبلة؟

لم يخطر هذا الأمر ببالي من قبل.. تذكرت بسرعة الاتجاه الذي تشرق منه الشمس وبمعرفة أن موقع مكة بالنسبة للبلد الذي أعيش فيه يقع في الجنوب الشرقي علمت اتجاه القبلة.. الحمد لله..

سوف أحاول التأكد عندما أمر بجوار المسجد مرة أخرى.

الآن سوف أصلي أول صلاة في حياتي، ما أجمله من شعور أن تقبل على الله بالصلاة في الوقت الذي تريد بدون الحاجة إلى قسيس أو بقية الطاقم !!

كم أشفق على المسيحيين أنهم لا يستطيعون الصلاة بمفردهم !

من الآن سأصبح على صلة بالله خمس مرات في اليوم، بل في كل لحظة من لحظات اليوم، بالاستغفار والتسبيح والدعاء والتفكير والتأمل ..

أحقا سوف أقف أمام الله رب العالمين أناجيه وأدعوه .. يا له من موقف !!

لأول مرة في حياتي أشعر بهيبة العبادة برغم أني أصلي في غرفتي المتواضعة وليس في الكنيسة بكل زخارفها وطقوسها الغامضة !!

تأكدت مرة أخرى أن باب الغرفة مغلق حتى لا تدخل أمي أو أختي فترياني وأنا أصلي.. استقبلت القبلة .. وقبل أن أرفع يدي للتكبير وقع نظري على صليب خشبي صغير موضوع على المكتب كانت أمي أمرتني بالاحتفاظ به لكي يحفظني !!

يا إلهي كيف كنت سأصلي وهذا الوثن أمامي.. بالرغم أن أمي متعلمة ومثقفة إلا أنها وللأسف تعتقد مثل أكثر المسيحيين أن هذا الصليب ينفع ويضر.. هل بعد هذا وثنية وشرك ؟؟

تناولت الصليب كي أخفيه في أحد أدراج المكتب لكني بعد أن أمسكته انتابتني رغبة شديدة في أن أفرغ كل ما تراكم في نفسي من غيظ على المسيحية في هذا الصليب.. أمسكته من ذراعيه بكلتا يدي وضغطت عليه بقوة و..

وكسرت الصليب.

انتهي ....
لا تنسوني من صالح دعائكم..

منقول...


رد مع اقتباس