[ام حسان]

 

عفوا لا وقت لدينا فالناس يستعدون للصيف





بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نتوب إليه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا


و بعد إخواني في الله و الله الذي لا اله إلا هو أني لست أهلا لان أعظ احد من المسلمين و لست أهلا لان يقتدى بي فانا أشركم و أحوجكم إلى الموعظة لكن خوفي أن أقف بين يدي ربي و يسألني هل بلغت ما تعلمته؟ ماذا سأقول حينئذ؟ لم أجد جوابا... لهذا قررت أن أسرد لكم شيئا مما سمعت ممن هم أعلم و أفقه مني معتمدين على كتاب ربي و سنة خير المرسلين عليه الصلاة و السلام.



كما تعلمون إخواني في الله لم يخلقنا ربنا عبثا و لكن خلقنا للعبادة،نعم عبادته حق عبادته و من منا حقق هذا المبتغى الأسمى إن هذه الفتن التي ترسل من يقع تحت تأثيرها و يستسلم لها و لم يعد لها الأسلحة المناسبة ترسله إلى نار جهنم و من منا يقوى على حرها ،يقول احد العلماء إن إقدام العبد المسلم على المعاصي الصغيرة و حتى الكبيرة منها رغم تمام معرفته بالعقوبة و الجزاء جراء فعله لهذه المعصية و التي يتلو ربما عقوبتها كثيرا في تلاوته للقران دون حاجته الى من ينصحه بها لوضوحها وضوح الشمس. قال هذا العالم إن عدم تصور العبد المسلم للجزاء و العقوبة التي تنتظره هو سبب إقدامه على المعصية دون مبالاة، إنني إخوتي اعلم أني أخاطب الملتزم منكم و العاصي منكم و أنا ذلك العاصي إننا على أبواب فصل الصيف و ما أدراك ما فصل الصيف نعم إخوتي انه فصل المعاصي و فصل كثرة الفتن انه الفصل الذي يتضاعف فيه كل شيء خبيث من كان يلبس ثيابه كاملة أصبح يلبس نصفها و من كانت ترتدي لباسها و هو مجسد جسمها و تفتن به المسلمين، في الصيف تنفجر و تظهر كل شيء، و الناس يقصدون الشواطئ و المسابح و يستمتعون بحرارة الصيف لا بأس إن تعرت الفتاة في الشاطئ أمام الملأ القريب منهم و الغريب و لكن حرام كل الحرام أن تتعرى خارج الشاطئ ... هذا قانون الشيطان و يجب أن يحترم كل هذا الذي يرتكب من فواحش لماذا؟إنها الغفلة أحبتي و كما يقولون يجب على الواحد منا أن يرتاح من تعب السنة كاملة و كأنه أمضاها عبادة و لا باس أن يعصي الله في أيام معدودات بل يقع هذا تحت عذر الشمس الحارة فماذا بنار جهنم التي تفوق نار الدنيا بسبع و عشرين درجة إنني لم أستثني احد لان الكل مشترك حتى الآباء فهم يتركون أبناءهم يفعلون ما يشاءون تحت شعار حرية التفكير و التعبير هذا إن لم نجد الأب و الأم هم الذين يأخذون أبناءهم للشواطئ بل هم الذين يشترون لهم ملابس الصيف، و يا لفرحة الشيطان بهذا الفصل و كيف لا يفرح و هو يرى الناس يعصون الله على أرضه و بحره كيف لا و هو يستمتع بكثرة السالكين لطريقه بل العجب كل العجب أننا نسمع الكثير يقول إننا في زمن غير زمن الرسول و الصحابة فلا تكن معقدا و لا تكن منعزلا و اتبع التيار و ساير العصر و لا تكن متطرفا و تخرج عن الجماعة و يقول إنا نتغير مع تغير الزمن و متطلباته يا سبحان الله أليس الله عز و جل القائل في كتابه" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا "

أليس رسول الله صلى الله عليه و سلم القائل " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله و سنة نبيه"

أليس الله تعالى القائل"وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"

أليس الرسول صلوات ربي عليه و سلامه القائل ليكونن في هذه الأمة خسف ، و قذف ، و مسخ ، و ذلك إذا شربوا الخمور ، و اتخذوا القينات ، و ضربوا بالمعازف "

أليس الله القائل " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ''



أليس رسول الله القائل" صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا



أرضيتم بالحياة الدنيا؟ أرضيتم بالحياة الدنيا؟ أرضيتم بالحياة الدنيا؟

و ما الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل، افيقو من غفلتكم و اعلموا أن الخير خير و لو قل متتبعوه و الشر شرو لو كثر مقترفوه فألزموا كتاب الله و سنة رسوله و لا يغرنكم من ضل عن السبيل فالحق حق كما قد قال سبحانه " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى "


لننظر إلى أنفسنا و لنعلم أن كل ما نفعله فان الله به عليم مهما أخفيناه و لنتعلم كيف لا نجعل الله أهون الناظرين إلينا إنني لا ألومكم و لا أعاتبكم لسبب واحد هو أنكم مسلمون موحدون و لا أريد أن ينتصر عليكم الشيطان كما انتصر على الكثير و ماتوا على ذلك و ما الحياة الدنيا الا لعب و لهو ،صوني نفسك اخيتي المسلمة و لا يغرنك ابتسامة الناظرين إليك بل انظري إلى غضب الله عليك أن يقول منحت عبدي الصحة و منحته المال و منحته الآمان و منحته العقل و منحته القوة........ و انظر كيف شكرني بالتبرج و عدم تقبله لجسمه الطبيعي شكرني بارتكاب المعاصي بمحاربتي على ارضي، و الله إن العين لتدمع و القلب يقف حيران ما أحقرنا و ما أذلنا كيف نرفع رؤوسنا و ماذا سنقول و نحن مذنبون اتقوا الله نعم اتقوا الله باب التوبة مفتوح لماذا لا نريد أن نتوب لماذا نرى أعمالنا حسنة و لم نتحرى أهي حلال أم حرام اعلم إن هناك الكثير لن ياخد كلامي هذا بعين الاعتبار بل هناك من لن يعطيه أهمية فذلك حسب القلوب فاللهم ثبتنا على دينك اللهم اهد شباب المسلمين اللهم أرهم الحق حقا و ارزقهم إتباعه و أرهم الباطل باطلا و أرزقهم اجتنابه و صلي اللهم و سلم عمن علمنا و قربنا إليك و الحمد لله على نعمة الإسلام

لا تنسونا من صالح دعائكم