الموضوع: ألام أمتنا
عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 03-12-2007, 06:32 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

الذي حدث أنه فور دخول الإسبان إلى غرناطة نقضوا المعاهدة التي أبرموها مع حكامها المسلمين
، إذ كان أول عمل قام به "الكاردينال مندوسيه" عند دخول الحمراء هو نصب الصليب فوق أعلى أبراجها
وترتيل صلاة "الحمد" الكاثوليكية،
وبعد أيام عدة أرسل أسقف غرناطة رسالة عاجلة للملك الإسباني
يعلمه فيها أنه قد أخذ على عاتقه حمل المسلمين في غرناطة وغيرها من مدن إسبانيا على أن يصبحوا كاثوليكاً،
وذلك تنفيذاً لرغبة السيد المسيح الذي ظهر له وأمره بذلك كما ادَّعى،
فأقره الملك على أن يفعل ما يشاء لتنفيذ رغبة السيد المسيح،
عندها بادر الأسقف إلى احتلال المساجد ومصادرة أوقافها،
وأمر بتحويل المسجد الجامع في غرناطة إلى كنيسة، فثار المسلمون هناك دفاعاً عن مساجدهم، لكن ثورتهم قمعت بوحشية مطلقة،

و صدق أبو البقاء
تبكي الحنيفيةَ البيضاءَ من أسفٍ * كما بكى لفراق الإلف هيمانُ
حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ ما * فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ

وتم إعدام مئتين من رجال الدين المسلمين حرقاً في الساحة الرئيسة بتهمة مقاومة المسيحية.
وبدءا ً من عام1515 سن الملكان الكاثوليكيان أوامر عديدة تقضي بتغيير هوية أهل المدينة المسلمة إلى نصرانية قسراً وعنوة

ليبدلوا لباسهم وأسماؤهم ودينهم وحتى التكلم بالعربية أو الختان لأبنائهم ,"حتى نعلم ما يريده منا اعدء الختان و أعداء لباس السنة و أعداء العربية انما يسيرون على درب أربابهم و أسيادهم لعنهم الله جميعا "

لقد أعطوا ولقبوا أسماءً غير العربية ومسخت هويتهم تخيل أخي في الله لو حرمت يوما أن تسمي ابنك او ابنتك الاسم الذي تريد
لو اطلقوا عليك اسما نصرانيا
ماذا تفعل ؟

و ليس هذا فحسب بل القصة أعقد كثيرا من هذا

و اكثر حزنا و ألما

واتخذت قرارات للقضاء عل كل حماماتهم وتعيين العشرات من المتتبعين ,
لحصر كل الممارسات الدينية الإسلامية التي يمارسونها في الخفاء حتى والتضييق عليهم كإجبارهم على التردد على الكنائس يوم الأحد
فتخيل أخي بالله لو اجبروك على اصطحاب زوجبتك و أبنائك للكنيسة ماذا كنت فاعل
و الأدهى دعوتهم إلى تناول الطعام وتقديم الخمر ولحم الخنزير ,
في محاولة من دواوين محاكم التفتيش لامتحانهم ومعرفة خلفية عقائدهم ومدى احترامهم أولاً للديانة الجديدة التي فرضت عليهم فرضاً ,

تخيل أخي في الله ذلك أي ذل أعظم من ذلك
أي جرح في جبين المجد غائر
أي الم
أي بأس
و لم يقتصر الأمر على ذلك بل امعانا في ذلهم أطلق عليهم المسيحيين الجدد ,

ثم كانت الطامة الكبرى
كما أن السلطة السياسية سعت إلى تفكيك عرى العلاقات الاجتماعية والعائلية ,
و منعوا الزواج فيما بينهم وإدخال العناصر الأجنبية لضرب العصبية العرقية والدينية , كما سعت إلى تهجير المواطنين من أماكن تجمعهم , والعمل على تذويبهم في المجتمع الأسباني ,
تخيل أخي في الله لو اجبروك على تزويج اختك من نصراني

أي الم لما يحال بين و بين أبنائك لينصروهم

أخواتي في الله
أعلم أن جلكن من الشابات رعاكن الله زهرات الاسلام

و لكن الأمومة غريزة اودعها الله في قلب كل أنثى منذ أن تولد و حتى تموت
ما بالك لو كان بين يديك طفل رضيع يبكي مستغيثا

يرجوك يسترحمك
دمعاته تمزق نياط قلبك و يأتي علج لينزعه من بين يديك قهرا و على وجهه ابتسامة متشفية ؟
ماذا بك اذا صفعك بعدما أخذ ريحانة قلبك ؟
ماذا بك اذا شعرت بأن ابنك هذا سينصرونه او يهودونه ؟
كيف تطيب لك الحياة ؟

تخيل أخي في الله لو أن هذا في زماننا
و أجبروا أختك الملتزمة على الزواج من رجل لا يغتسل و يجبرها على شرب الخمر و أكل لحم الخنزير
و لا يعاملها معاملة سوية بل يسومها سوء العذاب

أي ألم و أي جزن

أي جرح
و صدق أبو البقاء و كأني و الله أحيي معه اذ يقول :

يا ربَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينهما * كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ * إذ طلعت كأنما ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً * والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
أي عين يا أبا البقاء
رحمك الله ما أصدق هذا التعبير

أهي عين الفتاة ؟

أم عين الخونة
ام هي أعيننا ؟

لله درك قلبت علينا أحزاننا و ذكرتنا بما كان
و لا حول و لا قوة الا بالله
و لم يتوقفوا عند هذا الحد بل و وزعت محاكم دواوين التفتيش قائمة مفصلة لكل المظاهر التي تنبئ عن اتباع الدين المحمدي الإسلامي من طرف المسلمين
, وطلبت من كل المواطنين الأسبان الإخبار عنها لمحاكمة أصحابها ومن هذه المظاهر :-
- إذا تم الاحتفال بيوم الجمعة .

- إذا احترموا تعاليم الإسلام الخمسة .
- إذا قاموا بالصلاة وحولوا وجهتهم إلى الشرق وتم ذلك فوق حصير أو قطعة قماش .
- إذا احتفلوا بعيد الأضحى .
- إذا ختنوا أبنائهم ولقبوهم بأسماء عربية أو أظهروا الفرح بتلقبهم بتلك الأسماء ونادوهم بها .
- إذا رفضوا أكل لحم الحيوانات الغير مذبوحة أو التي تم ذبحها عن طريق النساء .
- إذا قالوا أنه وجب الإيمان بالله وبمحمد نبيه .
- إذا حلفوا بكل الأيمان القرآنية .
- إذا قاموا بصيام رمضان وراعوا ذلك أثناء عيد الفصح وسلموا بعض الصدقات , وأنهم لم يأكلوا ولم يشربوا حتى يلاحظوا النجمة الأولى .
- إذا قاموا بالوضوء وغسلوا السواعد والأيدي حتى المناكب والوجه والفم والأنف والأذنين والساقين .
- إذا تزوجوا على المنهج المحمدي .
- إذا غسلوا موتاهم و لفوهم في كفن من قماش أبيض ودفنوهم .
- إذا قالوا أن الدين الإسلامي هو الأحسن , وأنه لا يوجد غيره للوصول إلى الجنة .
- إذا قالوا أن المسيح كان نبياً ولم يكن إلها .
من هذا ترى أن الباب كان مفتوحاً للوشاية والحقد والانتقام ,

و لما كانت القصة بهذه القتامة

و شعر النصارى في الأندلس بأن ما فعلوه لم يأت بنتيجة

قرروا أن يتبعوا وسيلة وحشية

للغاية

و كانت هي محاكم التفتيش التي ابتكرت من وسائل التعذيب ما لا نعرف مثله قط

و هذه هي قصة الرسالة القادمة

و قصة الدير الغامض

و ماذا وجد المورسيكيين به

و الله من وراء القصد

سلام عليكم و رحمة الله و بركات
رد مع اقتباس