يقول الرواي : لا اعرف كيف اروي لك القصة التي عشتها منذ فترة طويلة والتي غيرت مجرى حياتي كلها , والحقيقة انني لم اقرر ان اكشف عنها لاحساسي بالمسئولية امام الله عزوجل , ولتحذير الشباب الذي يعصي ربه , وبعض الفتيات الاتي يسعين وراء وهم زائف اسمه الحب ......
كنا ثلاثة من الاصدقاء يجمع بيننا الطيش والعبث , كلا بل اربعة فقد كان الشيطان رابعنا , , كانت ايمنا وليلينا كلها معاصي في المخيمات والسيارات علي الشاطئ الي ان جاء اليوم الذي لا انساه .....
ذهبنا كالمعتاد الي المزرعه , وكل وسائل لمعصية متاحة , شيء واحد نسيناه هو الطعام , وبعد قليل ذهب احدنا لشراء الطعام بسيارته , كانت الساعة تقريبا السادسة عندما انطلق , ومرت الساعات دون ان يعود , وفي العاشره شعرت بالقلق عليه , فانطلقت بسيارتي ابحث عنه , وفي الطريق وجدت السنة النيران تندلع علي جانبي الطريق وعندما وصلت اليها وجدتها سيارة صديقي , والنار تلتهما , وهي مقلوبة علي احد جانبيها , اسرعت كالمجنون احاول اخراجه من السياره , وذهلت عندما وجدت نصفه جسده وقد تفحم تماما , لكنه لا يزال علي قيد الحياه , فنقلته الي الارض , وبعد دقيقة فتح عينيه , واخذ يهذي , النار النار النار , فقررت ان احمله بسيارتي الي المستشفي , لكنه قال لي بصوت باكي , لا فائده لن اصل , فخنقتني الدموع , وانا اري صديقي يموت امامي وفوجئتبه صرخ , ماذا اقول له ... ماذا اقول له ؟ نظرت اليه بدهشه وسألته: من هو ؟ قال بصوت قادم من بئر عميق : الله الله , احسست بالرعب يجتاح جسدي ومشاعري , وفجأه اطلق صديقي صرخه مدويه ولفظ اخر انفاسه ..... ومضت الايام , لكن صورة صديقي الراحل لا تزال تترد في ذهني وهو يصرخ والنار تلتهمه , ماذا اقول له ... ماذا اقول له ؟ , ووجدت نفسي اتسأل وانا ماذا سأقول له, فاضت عياني واعترتني رعشه غريبه وفي نفس اللحظه سمعت المؤذن يؤذن لصلاة الفجر مناديا الله اكبر ...الله اكبر .
وعندما نادي : حي علي الصلاه , احسست انه نداء خاص بي , يدعوني الي طريق النور والهداية , فاغتسلت ةتوضأت وطهرت جسدي من الرذيلة التي غرقت فيها لسنوات , واديت صلاة , ومن يومها لم يفتن فرض , واحمد الله الذي له كمال الحمد , ولقد اصبحت انسانا اخر وسبحان مغير الاحوال , انه اعتراف رهيب , يكشف عن واقع مؤلم , واقع يتكرر والضحية دائما هن الفتيات .... فهل من معتبر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟