عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-07-2010, 11:30 PM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




افتراضي





وقفة تدبر مع آية من كتاب الله .. متجدد إن شاء الله









3 -(( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ))
الذاريات (50)






ففروا إلى الله ....
يا الله كم أرتجف كلما سمعتها ...
كم أشعر بفقري وانكساري وحاجتي الشديدة لربي


ففروا إلى الله ...


تعالوا بنا نتدبر هذه الآية الرائعة


*****


يقول الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية الرائعة


في الآيات السابقة لهذه الآية من سورة الذاريات دعا الله العباد النظر إلى لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه،
أمر بما هو المقصود من ذلك، وهو الفرار إليه أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا، إلى ما يحبه، ظاهرًا وباطنًا، فرار من الجهل إلى العلم،
ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، و من الغفلة إلى ذكر الله فمن استكمل هذه الأمور،
فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب، وحصل له، نهاية المراد والمطلوب.


وسمى الله الرجوع إليه، فرارَا، لأن في الرجوع لغيره، أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه، أنواع المحاب والأمن،
[والسرور] والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره، إلى قضائه وقدره، وكل من خفت منه فررت منه إلى الله تعالى،
فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه،



***



ومن موقع ذكرى أنقل لكم هذه الكلمات


أيها المغتر بالله .. فر من الله إلى الله ..
ولذ به وأسأله من فضله .. فقد نجا من لاذ بالله ..
وقم والليل في جنحه .. فحبذا من قام لله ..
وأتل من الوحي ولو آية .. تكسى بها نوراً من الله ..
وعفر الوجه له ساجداً .. فعز وجه ذل لله ..


ففروا إلى الله !! ..


إنه يوم الحسرة وما أدراك ما الحسرة ؟!! ..
يوم أنذر به وخوف .. وتوعد به وهدد .. هناك يوم الطامة والصاخة .. أنسيت يوم الحسرة والأهوال والسكرة ؟!! ..
فلا إله إلا الله إذا طال الوقوف بين يديه .. ولا إله إلا الله يوم يرهن العبد بما جناه بيديه ..
آه من تأوه يومئذ لا ينفع .. ومن عيون صارت كالعيون مما تدمع ..


فياحسرتاه .. تولى العمر في سهو .. وفي لهو .. وفي خسر ..
ويا حسرتي على ماضيعت في الأيام من عمري ..
ومالي في الذي ضيعت في عمري من عذري ..


هل تفكرت في تلك اللحظة ؟!! ..



يوم يفر المرء من أخيه .. وأمه وأبيه .. وصاحبته وبنيه .. لكل امرإ منهم يومئذ شأن يغنيه ..

يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه .. وصاحبته وأخيه .. وفصيلته التي تؤويه .. ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه ..
يوم لا يغني مولاً عن مولاً شيئاً إلا من رحم الله ..


فهذا إنذار واخبار بتخويف وترهيب في يوم الحسرة حين يقضى الأمر ..
يوم يجمع الأولون والآخرون في موقف واحد .. يسألون عن أعمالهم .. فمن آمن وأتبع سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ..
ومن تمرد وعصا شقي شقاءاً لا يسعد بعده أبداً .. وخسر نفسه وأهله ..
وتحسر وندم ندامة تتحسر منها القلوب .. وتتقطع منها الأفئدة أسفاً وندماً ..


مثل وقوفك يوم الحشر عرياناً .. مستعطفاً قلق الأحشاء حيرانا ..
النار تزفر من غيظ ومن حنق .. على العصاة وتلقى الرب غضبانا ..
إقرأ كتابك يا عبدي على مهل .. انظر إليه ترى هل كان ماكانا ..


ففروا إلى الله !! ..


برئت إليك يا رباه من حولي إلى حولك .. برئت إليك يارباه من طولي إلى طولك ..
برئت إليك من حزني .. ومن فرحي .. ومن أسفي .. ومن مرحي .. ومن جهلي .. ومن علمي ..
ومما خطه قلمي ..
برئت إليك .. فررت إليك ..


وبي شوق وبي غربة .. وبي توق إلى توبة .. إلى فجر يزيل الهم والكربة ..
يفيء الناس تواقين إلى أفياءه الرحبة ..
برئت إليك .. فررت إليك ..


يارب لا تخزنا يوم الحساب ولا تجعل لنارك فينا اليوم سلطاناً ..


****


أما آن أن تفروا إلى الله ؟؟؟


ففروا إلى الله ..


ففروا إلى الله ..


***
وإلى لقاء مع وقفة جديدة إن شاء الله
**
التوقيع



اللهم جاز معلمتنا الخير عنا خيرا واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب

رد مع اقتباس