عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-03-2010, 08:40 PM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




افتراضي



وقفة تدبر مع آية من كتاب الله .. متجدد إن شاء الله




4- (( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ))



كم من عاصٍ .. كم من مذنب .. كم من جاحد لله

كم من عميت عيونه وبصيرته عن إدراك جبار السماوات والأرض

آية ويالها من آية لو تدبرناها بقلوبنا

لو تفكرنا في حروفها ورددناها بقلب حاضر


يا الله



تعالوا بنا نكتشف هذه الآية العظيمة

*******

ذم الله سبحانه وتعالى طائفة من عباده عدم توقيرهم له عز وجل كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، فقال:

(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)، وهذه الآية تكرر ورودها في القرآن في ثلاثة مواضع:-


1- في سورة الأنعام قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام: من الآية91)

2 -وفي سورة الحج قال الله تعالى: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج:74)

3- وفي سورة الزمر قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67).

أي ما عظموه حق تعظيمه وما عرفوه حق معرفته.


**


وتكرر ورود هذه الآية يدل على عظم معناها وأهميته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوها على أصحابه في خطبه

كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر :



(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67)

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ويحركها يقبل بها ويدبر يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر

أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به

رواه أحمد وصححه الألباني في ظلال الجنة، 1/290، (546).

*******



المنبر يرتجف برسول الله وهو يتلو هذه الآية فأين نحن منها ؟؟؟



عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

"يقبض الله الأرض بيمينه ويطوي السماء_بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض"

وروى مسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
" يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول:" أنا الملك، أنا الجبار،
أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين السبع ثم يأخذهن بشماله ثم يقول: أنا الملك، أنا الجبار، أين المتكبرون"

فلو علم العباد ما لله من عظمة ما عصوه، ولو علم المحبون أسماءه وصفاته وكماله وجلاله ما أحبوا غيره،
ولو علم العباد فضله وكرمه ما رجوا سواه، فالله تعالى رجاء الطائعين وملاذ الهاربين وملجأ الخائفين

وفي رواية لمسلم: والجبال والشجر على إصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، أنا الله

وفي رواية للبخاري: يجعل السماوات على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع .


وروي عن ابن عباس قال: ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم.



وقال: قال أبو ذر -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض .






أخرجه أبو داود وغيره، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

***

يالله لم نقدرك حق قدرك ...

1ـ فمن عصى الله وخالف أمره لم يقدر الله حق قدره، الربا، الغناء، قال بلال بن سعد:

"لا تنظر إلى صغر المعصية, وانظر إلى عظمة من عصيت"

2ـ ومن ظن انهزام الإسلام أمام قوة الغرب، ما قدر الله حق قدره.

3ـ ومن ظن أن الظلمة والطغاة يستطيعون أن يطفؤا نور الله بأفواههم، لم يقدر الله حق قدره.

4ـ ومن يأس من انتصار الإسلام وغلبة المسلمين، ما قدر الله حق قدره.

5ـ ومن ظن أن الله لا ينصر عباده المؤمنين أبدا فما قدر الله حق قدر.

6ـ ومن نفى عن الله صفاته التي تليق به، ما قدر الله حق قدره.

7ـ ومن شبه الله بخلقه، ما قدر الله حق قدره.


يتبع إن شاء الله

فإن لهذه الوقفة تكملة بإذن الله تعالى

**
دمتم في حفظ الله


التوقيع



اللهم جاز معلمتنا الخير عنا خيرا واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب

رد مع اقتباس