عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-18-2011, 11:39 PM
الصورة الرمزية الطامعة في رضا ربها
الطامعة في رضا ربها الطامعة في رضا ربها غير متواجد حالياً
( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
 




Hasrean (( اقبــل الدواء ولا تــردّه ))❤

 

اقبل الدواء ولا ترده

يامن اشتكى قلبه ...

يامن أحسست بنفسك تسبح منك نحو ساحل الفتور ولمست قلبك فأحسست بقسوته ، وطلبت عينك فوجدتها جافة من قلة الدمع ، وبحثت عن روحك فوجدتها سارحة
في ما يغضب الله ...
فهرول مسرعاً إلى أسرع ما يشفيك وأعظم ما يحدث أثره فيك ، لتغرف منه وتشرب فترتوي وتهتدي بإذن باريك .




يامن اشتكى قلبه ...
أيقن بفاعلية الدواء الذي أرشدك إليه سبحانه وتعالى ... وكيف لاتوقن وقد جربه قبلك الملايين فوجدوا عظيم الأثر ووصلوا إلى ما ينشدون ، وحتى متى لانوقن والوعد وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهل أوفى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فوالله لو أيقنتم بشفائكم لاستكثرتم من دوائكم ، ولو انتبهتم من رقادكم لوصلتم إلى مرادكم ،
فأعطوا أنفسكم دواءها الذي وصف لكم ربكم سبحانه وتعالى ورسولكم محمد - صلى الله عليه وسلم - ...




يامن اشتكى قلبه ...
اعلم أنك لن تنال مرادك بعبادة يوم وليلة ، لابد لك من المداومة ، فالنفس لا تقبل أثر الطاعة ولا تتشرب فائدتها إلّا بعد مدة طويلة ومواظبة عليها حتى تكون لها عادة .

قال أبو يزيد :
مازلت أسوق نفسي إلى الله تعالى وهي تبكي ، حتى سقتها وهي تضحك - يعني أكرهتها على العمل حتى استقامت برضاها - ..
وحُكي عن بشر الحافي أنه سار ومعه رجل .. سارا في طريق طويل ..
فعطش صاحبه فقال له : نشرب من هذه البئر ..
فقال بشر : اصبر إلى البئر الأخرى ..
فما زال يعلله ويصبره ..
ثم قال : هكذا تنقطع الدنيا .. بالصبر والتصبير .. فدرّب النفس على هذا الأصل .. وتلطّف بها .. وعدها الجميل .. لتصبر على ما قد حُمّلت ..

كان بعض السلف يقول لنفسه :
والله ما أريد بمنعك هذا الذي تحبين إلّا الإشفاق عليك.



يامن اشتكى قلبه ...
لا تتأخر ولا تتهاون في تناول الدواء، فهذا ليس في صالحك ، فتأجيل جرعة الدواء عن ميعادها يزيد المرض رسوخاً والمقاومة انهياراً ، والنفس إلفاً لما يضرها، وبغضاً لما ينفعها؛
لأن التأخير يمنح الفرصة للسم بأن يسري إلى القلب ويتمكن منه ، والقلب منبع الحياة ، فتأخيرك عن تناول الجرعة المقررة سيصل بك يوماً إلى الجرعة الحرجة التي لو لم تتناولها
لمات قلبك في الحال ، ولا عزاء في القلوب الغافلة .


قال ابن القيم :
حذار ، حذار من أمرين لهما عواقب سوء : أحدهما : رد الحق لمخالفة هواك فأنك تعاقب بتقليب القلب، ورد ما يرد عليك من الحق رأساً ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك
قال تعالى : ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) الأنعام:110 . فعاقبهم على رد الحق أول مرة بأن قلّب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك .
والثاني : التهاون بالأمر إذا حضر وقته ، فإنك إن تهاونت به ثبطك الله وأقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك . قال تعالى : (فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ ) التوبة:83 .
فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين فليهنأ بالسلامة .



فيا من اشتكى قلبه ...


أنزل نفسك بمنزلة المريض الذي عرض عليه أن يتناول الدواء أياماً معدودة لينال عاقبة الدهر ، فهو بمنزلة كسير عليه أن يحتمل مرارة الدواء حيناً لتحصل له الصحة الأبدية
أو بمنزلة الغريق الذي ألقي إليه طوق النجاة فإن تشبث به وإلّا صار طعام السمك في قاع البحر، فتنبه واذكر لحظة الموت والاحتضار .




الكلمات من : ( مطويّة "كلمات" ، العدد الرابع )
مؤسسة عيد بن محمد آل ثاني الخيرية .
التوقيع

رسالتي في الحياة :


سأطوّر نفسي باستمرار
من أجل خدمة الإسلام والمسلمين
وسأسخّر التقنية في مجال دعوة الآخرين

رد مع اقتباس