عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-12-2008, 03:08 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




I15 فقه النصر والتمكين في القران الكريم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعرض لكم من كتاب الدكتور محمد علي الصلابي (فقه النصر والتمكين في القران الكريم ) وهو كتاب رائع علي كل مسلم وداعية قراته وتعلم هذا الفقه فالنصر باذن الله للمسلمين ادعو الله ان ينفع به واقول لكل المسلمين (ولاتهنوا ولاتحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين )

فرفع راسك ايها المسلم بفجر واعتزاز واحمل راية النصر ليمكن لك الله في الارض


.................................................. ..............................
هذا تمهيد مختصر يعطى نبذة موجزة عن المصطلحات المتعلقة بعنوان البحث:

أولاً: الفقه: له معنيان، معنى لغوي، ومعنى اصطلاحي.

أ- والمعنى اللغوي فيه ثلاثة أقوال:

1- الفقه: مطلق الفهم سواء كان غرضًا للمتكلم أم لغيره، وهذا الذي عليه أئمة اللغة، واستدلوا له بما ورد في القرآن الكريم مثل قوله تعالى في شأن الكفار: *فَمَا لِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا" [النساء: 78]، ومثل قوله تعالى على لسان قوم شعيب عليه السلام: *مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ" [هود: 91] فيستفاد ويفهم من الآية الأولى أن فهم أي حديث ولو كان واضحًا سمي فقهًا، ويفهم من الآية الثانية أن قوم شعيب عليه السلام كانوا يفهمون بعض كلامه. ([1])

ويدل على ذلك أيضًا قوله تعالى: *وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ" [الإسراء: 44]، وقوله تعالى على لسان موسى عليه السلام: *وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ` يَفْقَهُوا قَوْلِي" [طه: 27، 28].

وقوله e: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين».([2])

2- الفقه: هو فهم غرض المتكلم من كلامه سواء كان الغرض واضحًا أم غير واضح، فلا يسمى فهم ما ليس غرضًا للمتكلم فقهًا كفهم لغة الطير مثلاً.

3- الفقه: هو فهم الأشياء الدقيقة، فلا يقال فقهت أن السماء فوقنا والأرض تحتنا([3])، وهذا مردود بما قاله أئمة اللغة: إن الفقه هو مطلق الفهم، وامتناع قولهم فقهت السماء والأرض إنما هو من ناحية أن الفقه يتعلق بالمعاني لا بالمحسوسات، والسماء والأرض من قبيل المحسوسات.

والراجح من هذه المعاني هو المعنى الأول للفقه، الذي هو مطلق الفهم، ويقال فقه بكسر القاف: أي فهم، وفَقُهَ بالضم: صار الفقه له سجية وملكة، وفَقَه بالفتح: سبق غيره إلى الفهم. ([4])

ب- المعنى الاصطلاحي للفقه:

يراد بالفقه في اصطلاح الفقهاء والأصوليين: العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية. ([5]) أو هو: العلم بالأحكام الشرعية الفرعية العملية المستنبطة من أدلتها التفصيلية. ([6])

ج- التطور التاريخي لكلمة (فقه):

أذن النبي e لبعض الصحابة في الاجتهاد بعد أن توافرت فيه شروطه وبسبب ابتعادهم عن النبي eوتعذر مراجعتهم له حين حدوث الواقعة كمعاذ بن جبل رضي الله عنه ([7]) حين بعثه إلى اليمن معلمًا وقاضيًا, وكان الصحابة الذين يجتهدون في بعض الوقائع الخاصة يعرضون اجتهادهم على النبي e بنية إقرارهم أو توجيههم إلى الصواب، ومع ذلك لم يشع إطلاق اسم الفقهاء عليهم، وإنما كانت هذه الكلمة ترد في توجيهات الرسول eوعلى ألسنة الصحابة والتابعين، وكان معناها عندهم يقصد به أصحاب الفطنة والبصيرة النافذة في أحكام الدين ومعاني النصوص من الكتاب والسُنَّة، ففي الحديث يقول e:«نضر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه ليس بفقيه»([8])، فذل الحديث على تفاوت الناس في فهم معاني النصوص وما ترمى إليه عند استخلاص الأحكام منها. ([9])

ومن هنا يتضح أن إطلاق كلمة (الفقه) كانت تعنى العلم بأحكام الدين على وجه العموم والشمول سواء كان فقه العقيدة، أو فقه التفسير أو فقه الحديث أو فقه الفتيا في أمور العبادات، والمعاملات، فيكون المقصود (بالفقهاء) هم العلماء في أمور الدين الإسلامي جملة، أما في أوساط عهد التابعين، فقد أخذت كلمة (الفقه) مدلولاً أخص من مدلولها الأول، فلا تطلق إلا على علم الأحكام الشرعية العملية التي يتوصل العلماء إلى استنباطها من الأدلة التفصيلية، واشتهر من اشتغل بهذا الجانب (بالفقهاء) فقيل: فقه الإمام أحمد([10]), وفقه الإمام الشافعي([11]), وفقه الإمام مالك, وفقه الإمام أبى حنيفة([12]) وهكذا([13]).
ثانيًا: التمكين في اللغة والاصطلاح:

أ- التمكين في اللغة:

مصدر الفعل (مَكَّن) الذي يتكون من الحروف (م، ك، ن) ومنه (أمْكَنَه) منه بمعنى استمكن الرجل من الشيء، وتمكّن فلان من الشيء، وفلان لا (يُمْكِنه) النهوض أي لا يقدر عليه. ([14])

ومن التمكين المَكِنَة تقول العرب: إن بنى فلان لذو مَكِنة من السلطان أي تمكَّن ([15]). وتسمى العرب موضع الطير مكنة لتمكن الطير فيه ([16]), والمكانة عند العرب هي المنزلة عند الملك، والجمع مكانات، لا يجمع جمع تكسير، وقد مَكُن مَكانةً فهو مَكين، والجمع مُكنَاء, ونُمكّن - تمكُّن.

والمتمكن من الأسماء: ما قبـِـلَ الرفع والنصب والجر لفظًا. ([17])

فالتمكين في اللغة: سلطان وملك.

وقد أشار المولى عَزَّ وَجَلَّ في قوله تعالى عن ذي القرنين: *إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا" [الكهف: 84].

والمعنى: أن الله مكن لهذا العبد الصالح في الأرض، فأعطاه سلطانًا قويًا، ويسر له كل الأسباب التي تدعم هذا السلطان، وأعطاه من كل شيء مما يحكم السلطان ويقويه، وكذلك الشأن في حديث القرآن الكريم، عن نبي الله يوسف بن يعقوب، عليهما السلام، فقد مكن الله ليوسف في الأرض * وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَشَاءُ وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ` وَلأَجْرُ الآَخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ" [يوسف: 56، 57].

ب- التمكين في الاصطلاح:

دراسة أنواع التمكين وشروطه وأسبابه ومراحله وأهدافه ومعوقاته ومقوماته من أجل رجوع الأمة إلى ما كانت عليه من السلطة والنفوذ والمكانة في دنيا الناس.

وقد عرفه الشيخ الدكتور على عبد الحليم، بقوله: (هو الهدف الأكبر لكل مفردات العمل من أجل الإسلام، فالدعوة بكل مراحلها وأهدافها ووسائلها، والحركة وكل ما يتصل بها من جهود وأعمال، والتنظيم، وما يستهدفه في الدعوة والحركة، والتربية بكل أبعادها وأنواعها وأهدافها ووسائلها بحيث لا يختلف على ذلك الهدف الأكبر أحد العاملين من أجل الإسلام، كل العاملين مهما اختلفت برامجهم - بشرط أن تكون هذه البرامج من العاملين نابعة من القرآن الكريم والسنَّة المطهرة، وليس فيها شيء مما يغضب الله - لا يستطيعون أن يختلفوا في أن التمكين لدين الله في الأرض هو الهدف الأكبر في كل عمل إسلامي ([18]), حتى يكون سلطان الدين الإسلامي على كل دين, ونظام الحكم بهذا الدين على البشرية كلها وهذا التمكين يسبقه الاستخلاف والملك والسلطان، ويعقبه أمن بعد خوف) ([19]).

وعرفه الأستاذ محمد السيد محمد يوسف بقوله: (دراسة الأسباب التي أدت إلى زوال التمكين عن الأمة الإسلامية، والمقومات التي ترجع الأمة إلى التمكين، والعوائق التي تعترض العمل للتمكين، دراسة طبيعة الطريق إلى التمكين، وكذلك المبشرات على هذا الطريق، وذلك كله في ضوء القرآن الكريم مع الاستعانة بأحاديث النبي العظيم صلى الله عليه وسلم).([20])

وعرفه الأستاذ فتحي يكن بقوله: (بلوغ حال من النصر، وامتلاك قدر من القوة، وحيازة شيء من السلطة والسلطان، وتأييد الجماهير والأنصار والأتباع، وهو لون من ألوان الترسيخ في الأرض، وعلو الشأن) ([21]).


:astagfor:
ثالثًا: القرآن الكريم في اللغة والاصطلاح:

أ- معنى القرآن في اللغة:

القرآن من مادة قرأت, ومنه قرأت الشيء فهو قرآن: أي جمعته، وضممت بعضه إلى بعض، فمعناه: الجمع والضم، ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة جنينًا، أي لم تضم رحمها على ولد ([22]).

قال أبو عبيدة ([23])- رحمه الله -: (...وإنما سمي قرآنًا لأنه يجمع السور فيضمها, وتفسير ذلك في آية القرآن، قال الله تعالى: *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ" [القيامة: 17]، أي: تأليف بعضه إلى بعض...) ثم قال: وفي آية أخرى: *فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ" [النحل: 98]، أي: إذا تلوت بعضهم في إثر بعض، حتى يجتمع، وينضم بعضه إلى بعض، ومعناه: يصير إلى معنى التأليف والجمع، ثم استشهد على هذا المعنى بقول عمرو بن كلثوم: ([24])

ذراعــي حـــرة أدمــاء بــكر هيـــجان اللــون لــم تقــــرأ جنينــا ([25])

أي لم تضم في رحمها ولدًا قط([26]), فيسمى القرآن قرآنًا، لأنه جمع القصص، والأمر والنهي، والوعد والوعيد، والآيات والسور: بعضها إلى بعض([27]).

يذكر أبو بكر الباقلاني([28]): أن القرآن يكون مصدرًا واسمًا: مصدرًا كما في قوله تعالى: *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ" [القيامة: 17] واسمًا كما في قوله تعالى: *وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا" [الإسراء: 45] ويروى عن الشافعي - رحمه الله - أن القرآن اسم علم لكتاب الله، غير مشتق: كالتوراة والإنجيل. ([29])

قال القرطبي ([30])- رحمه الله-: (والصحيح الاشتقاق في الجميع) ([31]) أي في القرآن والتوراة والإنجيل.

:anotherone:
ب- معنى القرآن في الاصطلاح:

القرآن الكريم: هو اسم لكلام الله تعالى، المنزل على عبده ورسوله محمدصلى الله عليه وسلم، وهو اسم لكتاب الله خاصة، ولا يسمى به شيء غيره من سائر الكتب ([32])، وإضافة الكلام إلى الله تعالى إضافة حقيقية، من باب إضافة الكلام إلى قائله.

ولما ظهر الخوض في صفات الله تعالى، وفي كلام الله خاصة، من قبل الزنادقة، وفرق المبتدعة، احتاج أهل السُّنَّة إلى تعريف القرآن تعريفًا يظهرون فيه معتقدهم في صفات الله تعالى عامة، وفي صفة الكلام خاصة، ومنه القرآن, مخالفين بذلك أهل البدع من الجهمية([33]) والمعتزلة ([34]) وغيرهم.

قال أبو جعفر الطحاوى ([35])-رحمه الله -: (وإن القرآن كلام الله، منه بدا بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحيًا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقًا, وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه، فزعم أنه كلام البشر فقد كفر)([36]).

:ozkorallah:
--------------------------------------------------------------------------------

([1]) انظر: لسان العرب لأبي الفضل جمال الدين بن منظور (ج 11كتاب الهاء فصل الفاء/ 522).

([2]) البخاري، كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين (1/30) رقم 71.

([3]) شرح الأسنوي (ج1/15)، أصول الفقه لأبي النور زهير(1/6).

([4]) انظر: أصول الفقه الإسلامي، د. حسن الأهدل ص10.

([5]) انظر: المفردات للراغب الأصبهاني ص384.

([6]) انظر: شرح الكوكب المنير للفتوحي ص11.

([7]) هومعاذ بن جبل الخزرجى الأنصاري البدرى من أعلم الصحابة بالحلال والحرام, توفى في طاعون عمواس سنة 18هـ وعمره ست وثلاثون سنة، سير أعلام النبلاء (1/443-460).

([8]) أبو داود، كتاب العلم، باب فضل نشر العلم (3/322) رقم 3660.

([9]) انظر: المدخل إلى الفقه الإسلامي، د. عبد الله الدرعان ص31.

([10]) هو أبو عبد الله أحمد بن محمد الشيباني ولد عام 164هـ وتوفى عام 241هـ, انظر: تقريب التهذيب ص84.

([11]) هو محمد بن إدريس بن هاشم المطلبى ولد عام 150هـ ، وتوفى عام 254هـ, تقريب التهذيب ص 467.

([12]) هو النعمان بن ثابت الكوفي فقيه مشهور مات عام 150هـ, تقريب التهذيب ص 563.

([13]) انظر: المدخل إلى الفقه الإسلامي، د. عبد الله الدرعان، ص 31.

([14]) انظر: مختار الصحاح لأبي محمد الرازي، ص 635.

([15]) انظر: لسان العرب (ج13، فصل النون، باب مكن ص414).

([16]) نفس المصدر، (ج13، فصل النون، باب مكن ص414).

([17]) نفس المصدر السابق، ص415.

([18]) انظر: فقه المسئولية، ص358.

([19]) انظر: فقه الدعوة إلى الله (2/713، 714).

([20]) التمكين للأمة الإسلامية في ضوء القرآن الكريم، ص13.

([21]) انظر: مجلة المجتمع العدد 1249- 6محرم 1418هـ 13/5/1997م.

([22]) انظر: الصحاح للجوهري، مادة قرأ (1/65).

([23]) هو معمر بن المثنى التميمي مولاهم البصري، النحوي، صاحب التصانيف، ولد سنة 11هـ ومات سنة 209هـ . انظر: سير أعلام النبلاء (9/445).

([24]) هو عمرو بن كلثوم التغلبي : من أصحاب المعلقات السبع ومن كبار شعراء الجاهلية. انظر: شرح المعلقات السبع ص180.

([25]) انظر: شرح القصائد السبع الطوال، لأبي بكر محمد بن القاسم الأنبارى، ص380.

([26]) مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر التميمي (1/1-3).

([27]) انظر: لسان العرب، كتاب (أ-ب) فصل الهمزة، باب أقرأ (1/128).

([28]) هو إمام المتكلمين ورأس الأشاعرة أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد القاضي المعروف بابن الباقلاني البصري المالكي صاحب المصنفات, وكان له حظ في العبادة توفى سنة 403هـ، انظر: شذرات الذهب (3/167).

([29]) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ج2/ 298).

([30]) هو الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري القرطبي، تفقه على مذهب الإمام مالك، واعتنى بتفسير القرآن الكريم, توفى رحمه الله سنة 671هـ انظر: المذهب لابن فرحون (318،317).

([31]) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (2/298).

([32])المصدر السابق نفسه.

([33]) هم أتباع جهم بن صفوان الخراساني توفى عام 128هـ انظر: سير أعلام النبلاء (6/26).

([34]) أتباع واصل بن عطاء وهم يقولون بخلق القرآن وغير ذلك من البدع، والملل والنحل (1/43).

([35]) هو أحمد بن سلامة الأزدي المصري من صعيد مصر توفى عام 321هـ. انظر: البداية والنهاية (11/174).

([36]) شرح الطحاوية (ص 121، 122).




يتبعععععععععععععع ان شاء الله


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس