عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 04-10-2008, 03:35 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي حكم عليه بالاعدام فحفظ القرءان كله قبل تنفيذ الحكم عليه






ما اشد هذه اللحظات التى تشعر فيها بانها ستكون هى اخر لحظات عمرك فوالله ان هذه القصه لتعلمنا الكثير الكثير مع شدة لحظاتها اترككم معها ولا تنسونا من دعوه صالحه بظهر الغيب



قال أبو عبد الرحمن :
اسمه أحمد وعمره ثمان وعشرين سنة .. قتل من أجل السرقة .. كانت تبدو على وجهه علامات الذل والانكسار لله الواحد القهار .

وكان يستعظم ذنبه جدا , ويكثر البكاء خوفا من عذاب الله عز وجل وكان خطيبا فصيحا بليغا صادق النصح قوى النبرة .

وأشهد الله لقد نفعنى الله بخطبه كثيرا , فلم أكن أنا الداعى له إلى الله عز وجل بل كان هو داعية لى إلى الله بحسن صوته وهو يتكلم على الصبر فيقول لإخوانه إذا رأى أحدهم من أخيه ما يكره:

{ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا } [ الفرقان : 21]
فاسمعهم يقولون له : نصبر إن شاء الله.
وكان إذا خطب فى إاخوانه جذب القلوب والأسماع .
وكان كلامه يزيدنى إيمانا ويقينا بل ويجعلنى احتقر نفسي التى لا تصبر فى سبيل الله لحظات .
كان أحمد على شاكلة إخوانه فى الطاعة والعبادة ويزيد عليهم بحسن خلقه - وكلهم ذوو خلق - وكان يحب القرآن حبا جما وكان يحث إخوانه على حفظ القرآن .
وكان يحدد للسورة وقتا ثم يحدد وقتا للتسميع ..
والذى يخطىء أكثر يعزر بأن يقوم عشرة ليالي يقرأ فى كل ليلة بألف آية ..

( سبحان الله يعاقبون أنفسهم بقيام الليل وأنها والله لنعم المكافأة وليست عقاب )

ولقد كانوا يتقالون الألف آية رحمهم الله رحمة واسعة ؛ بل كان أضعفهم من يقول بالألف آية ؛ ولا عجب فأنهم ينتظرون الموت فى أى لحظة ؛ ولقد كان أحمد يتبارى مع إخوانه فى تسميع السور الطويلة .

وكانوا لا يخطئون إلا فى أحرف يسيرة فمازالوا كذلك حتى ختموا القرآن ولقد كان أحمد يكثر من من الدعاء لمن شارك فى قتلها ؛ وهى قريبته وكان يتصدق عنها
فرآها فى المنام وهى تقول له : يا أحمد ابشر فإنك لن تعدم .
فقلت له : يا أحمد لعلها تقصد أن إعدامك هو الحياة

زيادة للشيخ أحمد فريد - حفظه الله -على هذا المنام يقول :
وقد يراد والله اعلم لن تعدم من الله خيرا لتوبتك وعملك الصالح .

فاستبشر هو بذلك جدا ..
ولقد كان يوم إعدامه هو يوم إعدام أخيه عماد وقد خرج من حجرته وهو يردد لا إله إلا الله . ويسلم على إخوانه .

ولما مر بحجرة خميس وكان مثلهم ينتظر التنفيذ قال له مازحا : السلام عليكم يا خميس , أنا سوف ارسل إليك السوبر جيت حتى لا تتأخر على ..
ثم قال له : لا إله إلا الله يا خميس..

ثم انطلق الى قضاء الله وقدره بخفة الطير وهو يردد :
لا إله إلا الله .

وكان صائما فى هذا اليوم لأنه كان يصوم يوما ويفطر يوما.. وقد من الله عز وجل عليه بصيام شهرين متتابعين كفارة القتل .

وهناك فى حجرة الإعدام أوصى إخوانه بالصبر والثبات على لا إله إلا الله
ثم سجد سجدة شكر لله على أن ثبته عليها الى هذه اللحظة..
ثم انطلق إلى حبل ( الحياة ) كما ينطلق العروس الى عروسه ..
وهناك فاضت روحه يرحمه الله برحمته الواسعة .


نقلته لكم من كتاب عنبر الحياه للشيخ احمد فريد حفظه الله
رد مع اقتباس