عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 04-10-2008, 05:27 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي كيف كنت هكذا



بسم الله الرحمن الرحيم أبدا كتابتي وبعد الصلاة والسلام على رسول الله محمد سيد المرسلين أروي قصتي التي كنت مترددة في سردها وإيصالها إليكم

وبعد لجوئي إلى الله وتوكلي عليه أسترسل قلمي لأخرج لكم من جعبتي ما تحتوي من كلمات مشوقه ومعاني مثيره لما رأيته في هذه الحياة

رأيت الكثير من العالم من حولي فكنت أقف في حاله سكوت متسأله هل هؤلاء يملكون العقول ؟؟
بعد لحظات من تسأ ولى جاوبني صوت فيه حزن من داخلي زلزل قلبي وأشل عقلي وأدمع عيني عجبًاً لكي ما هذا السؤال
ألم تكوني هكذا !!

حينها راودني شعور غريب أجهشي بالبكاء حتى تبللت ورقاتي كيف كنت هكذا؟؟
كنت غارقة في بحر المعاصي والذنوب والهواى
كنت متعلقة في هذه الدنيا الرخيصة

كيف كنت هكذا؟سؤال يبحث عن الجواب؟؟
حينها صنعت لنفسي مجهرا لأرى من خلاله ما يشفي جراحي ويطفي تساؤلاتي
رأيت من خلاله بمنظور بعيد إلى داخل عقول هولا الناس وقلوبهم كيف يفكرون وماذا تهوى قلوبهم
اندهشت كثيرا لما سمعت ورأيت فتحو أبواب عقولهم لهوى الشيطان ووساوسه وقلوبهم بحركاته وسكناته بها وبحب الشهوات التي هو عمادها وأساسها
ما بالنا هكذا استسلمنا بهذه السهولة
فكيف كنت هكذا؟
كنت مستسلمة مسترسلة لنزغات الشيطان السامة سهر وضحكات وهمسات خفيه غرقنا في بحر العاصي والذنوب نغوص في أهواء الشهوات تبعا للشيطان
صدق القائل في كتابه
(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منة وفضلا والله واسع عليم )فأين نحن عن هذه الأيه ألم نسمعها ألم نقرأها بلى سمعنا وقرئنا ولكن لم نتدبرها فا والله لو تدبرنها وفهمنا ماهي عليه من معان لإغلاقنا كل منفذ و أخرسنا كل شيطان
فكيف حالنا هذا ؟إذا حل الأمر الصعب وبلهم الخط وعم الجدفالله المستعان
إذا أظلم الأفق وضاقت الطرق وانشقت بالمصائب الأفق
فالله المستعان
إذا جاعت البطون وأخطأت الظنون وحله المنون
فالله المستعان
إذا قست القلوب وظهرت الغيوب وكثرة الذنوب
فالله المستعان
إذا فقد الولد وقحط البلد وضعف السند
فالله المستعان
سريعاً ما نلجأ إليه ونضعف عند قوته ونطلبه ونسأله ومازلنا نعيش في غفلة
فمتي تصحو قلوبنا وتتفتح أعيننا من هذا النوم العميق فهل أجد لديكم الجواب؟
أيكون ذلك عند غرغرت الروح
أم عندما نغسل ونكفن
أم عندما نحمل على الأكتاف إلى المستقر الأخير في الدنيا
أم عند حضور منكر ونكير في وحده القبر

إلى متى ونحـــــــنو في غفلة ــــــــــ في حال رب علينــــــــا منعماً
أيها المقصر متى تعود بتوبة ــــــــــــ على الذنب تذرف الدمع لله متذللاً
سيأتي عند سؤال منكر ونكير حسرة ــــ ولله لا رجعة ولآمن الله لك مغفرةً

عد إلــــى الله فأنت الآن بنعمة ــــــــــــــــ فبــاب التوبة عند الله دوماً منفتحاً
لا اله الا الله باب التوبة عند الله مفتوح كيف لا وهو المنادي في كتابه (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم)أية من آيات الله تعالى ألمنزله قرأتها وسمعتها ولكن هذه المرة تبدل الحال ،
تدبرت وتأمله معانيها فسكنت قلبي الضعيف هنا وعند هذه الآية الجوهرية أقف،
نعم وقفت ولكن ليس في حاله سكوت بل أقف أمام شروق شمس يومي الجديد ،
رأيه فيه حقيقة عجبت لها لأنها ليست بخيال،
تفجرت عواطفي بعد كتما وصمت أزعجني ،
تغمرني السعادة وأنا اكتب ما أقوله في ورقاتي وهي متشوقة كثيرا لنهاية ما في خاطري ،
تريد سماع كلمات قلمي المتلهف فهو وبأمر مني يكتب وبكل جراه في كل أنحاء أسطري
فلاً اطلب منه التوقف بل سأجعله يواصل ما يقوم به ،
فلأول مره اكتب بهذه السعادة والارتياح ،
بكل جرئه اعترف بوصولي النهاية ،
نعم النهاية نهاية قصتي العجيبة والمليئة بالجراح ألمؤلمه وبداية

مشوار حياتي الجديدة ،

نهاية قصتي التي كنت فيها على متن سفينة بلا مجاذف تقذف بها
الأمواج إلي كل شاطي وكل نحو وصوب،
نهاية قصتي التي كانت فيها أكتافي مثقله بالذنوب والمعاصي التي طالما أصغرتها وحقرتها ،

أأأأأأأأأأأأأأأأه كيف كنت هكذا ؟
احرقه نار الحسرة أحشائي وجففا عينأي كثرة البكاء على حالي وغفلتي

ولكن رحمه الله وأسعه فسرعان ما إطفائه نار أحشائي وتوقفه دموع عيني عند كليمات شيخي الفاضل عائض القرني
في كتابه لا تحزن جعله الله في موازين حسناته

يقول يا إنسان بعد الجوع شبع وبعد الظمأ ري ، وبعد السهر نوم ، وبعد المرض عافية ، سوف يصل الغائب ، ويهتدي الضال ، ويفك العاني ، وينقشع الظلام
(فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده )بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ، ومسارب الأودية ، بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء
، ولمح البصر ، بشر المنكوب بلطف خفي ، وكف حانية وادعة

إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ، فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال

إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فاعلم انه سوف ينقطع
مع الدمعة بسمة ، ومع الخوف أمن ، ومع الفزع سكينة
النار لا تحرق إبراهيم الخليل ، لان الرعاية الربانية فتحت نافذة (برداً وسلاماً على إبراهيم)
البحر لا يغرق كليم الرحمن ، لان الصوت القوي الصادق نطق (كلاً إن معي ربي سيهدين )
المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده جل في علاه معنا ؛ فنزل الأمن والفتح والسكينة

إن عبيد ساعاتهم الراهنة ، وأرقاء ظروفهم القاتمة ، لا يرون الا النكد والضيق والتعاسة ، لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة ، وباب الدار فحسب ، ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب ، وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار

إذا فلا تضق ذرعاً فمن المحال دوام الحال ، وأفضل العبادة انتظار الفرج ، الأيام دول ، الدهر قلب ، والليالي حبالى ، والغيب مستور ، والحكيم كل يوم هو في شأن ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ، وإن مع العسر يسراً ، إن مع العسر يسراً
انتهى كلامه

فبدت على وجهي ابتسامه لبدايتي الجديدة
فانا الآن وبكل قوه وعزم وشجاعة المجاهدين أمام الموت أتوجه إلى رضا الله سبحانه وتعالى
فانا الآن في شده الشوق إليه
فكل ما في داخلي يدفعني للرحيل إليه
يدفعني لاعتزال الأنام والعيش بالقرب منه

سأرحل إليك يا ربي على جناح الأماني
واحلق في عالم الإيمان بك وأهيم في عالمي أرجو رحمتك
فانا يا ربي في حاجة إليك فسأسافر إليك رغم كل شئ
سأتحدى المعاصي من اجل وجهك الكريم
احبك قلبي يا ربي
وإنما الحب يعيد النفس إن تاهت طريق :
إنما الحب ضياء فيه أبصار الطريق
سأسلك طريق الصالحين حتى ينتهي بي المطاف لبلوغ جنتك ورؤية وجهك الكريم

فبإذنك سأحيل كل شتاء قارص إلى ربيع تكسو أرضه الخضره ، وانشر عطر الإيمان في هذه الدنيا ،
فأجعل يا ربي كلماتي أملاً لمن تقلصة قوتة وبان ضعفه أمام النزغات
و بلسماً لجراحه ، وابدل بها كاس علقمه ماء حلو يتلذذ بشربه

فأنت أملنا جميعا فالسعادة يا ربي بين يديك
فيا من تقرون كلماتي كانت هذه بداية قصتي فسأمنح أيامي القادمة قلما
لتروي وتسطر لكم ما تبقى من قصتي في صفحات مزهرة

فسألزم الصمت ولكن ليس الصمت القاتل بل الصمت المشرق بابتسامة الرضا والطمأنينة
مندفعة نحو مستقبل فتح قلبه إلى بكل حب ودفء وحنان
فهيا بنا معاً نصنع لسفينتنا مجاذف وننزل أشرعتها وننطلق إلى الأمام بدون توقف مزعج في ذكريات الماضي

بقلم طيوف الشوق إلى الجنه
رد مع اقتباس