عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 08-02-2011, 09:02 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

1 رمضان 1432 هـ



أكثر سؤال سُئلت عنه اليوم : هو المغرب متى ؟

نهارٌ طويل ، وجو حار ، وعطش لم نتعود عليه ..

أبشركم .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة : " إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك " .

فأخلصوا النية ، واحتسبوا الأجر ، والله يجازيكم على تعبكم .

وأنت في هذا النهار ، تحس بحاجتك إلى الطعام والشراب ، أريد أن أهمس في أذنك بشيء .

لما أراد الله أن يُبطل ألوهية عيسى وأمه قال : " كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ " ، وقال الله : " قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ " .

حين تشعر في آخر يومك بالذل والحاجة إلى شربة ماء تطفئ ظمأك ، أو لقمة تقيم بها صلبك ، تعرف فقرك ، وتعرف غِنى الله ، الذي لا يحتاج إلى شيء جل جلاله .

قال تعالى : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " .

هنا .. تشعر أنك عبدٌ ، ضعيف ، فقيرٌ ، محتاج إلى خالقك ومولاك .. هذا الإحساس بالعبودية - والصوم عبادة - هو الذي يحقق في قلبك التقوى ..

لذلك قال الله " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " .

فكر حين تناديك بطنُك أن تأكل وتشرب ، لماذا أنا لا أطيعهـا ؟!

لأن الملك منعك من أن تأكل أو تشرب ، وأنت عبدٌ مطيع ..

بعد أذان الفجر ، هل تجرؤ على شربة ماء واحدة .. واحدة فقط ؟!

لا ؛ لأن الملك سبحانه منعني ..

قبل المغرب بثانية واحدة ، هل تقدر أن تتذوق لقمة واحدة ؟!

لا ، لأن الملك لم يأذن لي بعد ..

ياه !

إنها عبودية للرب الملك سبحانه ..

إنها التقوى التي تكون في قلبك أكثر كلما خضعت لمولاك وتعبدت له أكثر " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " ..



خلِّص النية لله ..

واعقد العزمَ على الطاعة ..

وادعُ ربك راجيًا ..

أن يوفقك إلى الطاعة في رمضان ..

فإن حصل لك شغل أو مرض .. أو فاجأك الموت ..

ولم تصم كل رمضان ليغفر الله ..

ولم تقم كل لياليه ليغفر لك ..

فعساكَ بحسن رجائك في ربك أن يغفر لك ، بما يرى من صدق وإخلاص في قلبك ..

قصة رجل مهاجر ، مات في الطريق ..
يحكيها الشيخ أبو إسحق الحويني




أعتذر عن هذه الهمسة .. وأرجو أن تقبلوا مني " أربع همسات حب " ..



قلنا البارحة إن شروط صحة الحديث :
1- اتصال السند .. 2- عدل الرواة .. 3- ضبط الرواة .. 4- انتفاء الشذوذ .. 5- انتفاء العلة .

وقلنا إن معنى الاتصال هو أن يسمع كل راوٍ الحديث من شيخه ..

كأن يقول مثلا : حدثنا ، أخبرنا ..

لكن ماذا لو قال : عن فلان .. يعني عنعن الحديث ..

مثلا : مالك عن نافع ..

هنا عندنـا احتمالان في هذه العنعنة :
الأول : أن مالكًا سمعه من نافع .. والثاني : أنه لم يسمعه منه مباشرة .

كيف نعرف إذن ؟!

ننظر في حال الراوي ، هل هو من المدلسين - وسيأتي شرح معنى التدليس إن شاء الله - ، أم هو غير مدلس ؟

مثلا محمد بن إسحق لو قال عن فلان ، لا يعني هذا أنه سمع منه لأنه معروف بالتدليس ، لا بد أن يوضح أنه سمعه منه .

لكن مالك إذا قال : عن نافع ، فهذا معناه أنه سمع منه طبعًا ؛ لأنه غير مدلس ، وبالتالي الإسناد متصل .



أعتذر عن هذه الهمسة أيضًا .. واقبلوا إذن " ثلاث همسات " فقط ..

ألقاكم غدا مع خمسة - إن شاء الله - :)
رد مع اقتباس