[العبّادي]

 

هو مِنْ نَسْل اسماعيل ..

من بيتٍ عُرفَ بالدين يَلي آباؤه أمورَ مكّة َ .. وَيَحجبون بيتَها .. ويُطعِمون حَجِيجَها .

ويبني جَدُّه قُصي ( دارَ النّدوةِ ) ويجعلُ بابَها إلى الكعبة ..
ويجعلُ إليها أمورَ قريشٍ كلها !
فلا يُقضَى زواجٌ إلاّ بها ..
ولا يُعقَدُ لواءُ حربٍ إلا فيها ..
ولاترحلُ رحلةٌ إلا منها ..

و ( قُصيُّ ) سيدٌ في قومه ..
يتبعون أمرَه ..
ويعرفون فضلَه ..
ويتيمّنون برأيه ..

ولقد أورثَ بنيه مجدَه .. وشرفَه .. وعصبيّته للبيت .. واشرافه على شئون الحج !

وجَدُّه ( هاشم ) صاحب إيلاف قريش .. رحلة الشتاءِ والصّيف ..
سَنّ لهم رحلة الشتاءِ إلى الشام ..
ورحلة الصيفِ إلى اليمن ..
دعىَ قومَه أن يجعلوا الحاج في ضيافتهم ..
وان يطعموهم من مالهم ..
ويسقوهم من مائهم ..
ويقول انهم ضيفُ الله .. وأحقُّ الضيفِ بالكرامةِ ضيفُ الله .

في هذا البيتِ الكريم وُلدَ ( محمدٌ بنُ عبدِ الله ) عليه الصلاة والسلام ..
يرثُ الدينَ ..
ويرثُ الكرمَ ..
ويرثُ المجدَ والشرف !

نشأ يتيما لاترْأمهُ أمٌ .. ولا يحميه أبٌ .
ونشأ فقيرا لم يترك له أبوه إلا خمسة جمال وبعض الغنم .
فعرفَ طعمَ اليتم وطعمَ الفقر فأنشأ ذلك في نفسه العطف على اليتامى والفقراء ..
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ }الضحى9
{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ }الضحى10
ولقد خَدَمَهُ أنسٌ عشر سنين فما قال له أف ..ولا قال له لِمَ صنعتَ هذا !
وقالت له خديجة عند بدءِ الوحي :
والله مايخزيكَ اللهُ أبدا ..إنك لتصل الرحم .. وتقري الضيف ..وتعين على نوائب الحق
نعم انه لكريم وابن بيت كريم ..