عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 08-06-2011, 11:13 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

5 رمضان 1432 هـ



تعجيل الفِطر ..

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ ) . [البخاري ومسلم] .

قال النووي : فِيهِ الْحَثّ عَلَى تَعْجِيله بَعْد تَحَقُّقِ غُرُوبِ الشَّمْسِ , وَمَعْنَاهُ لا يَزَال أَمْر الأُمَّة مُنْتَظِمًا وَهُمْ بِخَيْرٍ مَا دَامُوا مُحَافِظِينَ عَلَى هَذِهِ السُّنَّة , وَإِذَا أَخَّرُوهُ كَانَ ذَلِكَ عَلامَة عَلَى فَسَادٍ يَقَعُونَ فِيهِ اهـ .

إذن : بمجرد أذان المغرب نُفطر ..

وهل لا حظتَ أن ( السنة ) عملها يعني أن الأمة بخير ؟! نستهين بكثير من السنن ، والنبي صلى الله عليه وسلم يعرفنا أن أمرًا مستحبًا المحافظة عليه يعني بقاء الخير فينا ! ولو تركناه معناه فساد يقع فينا ! فلا تستهن بأي شعيرة في ديننا ، ولو كانت أمرًا مستحبًا .

وفي رواية عند أبي داوود : ( لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ ) ..لأن ديننا يأمرنا بمخالفة الكفـار ..

وقد ذكر العلماء عدةَ حِكَم لاستحباب تعجيل الفطر ، فمنها :
1- مخالفة اليهود والنصارى .
2- اتباع السنة وموافقتها .
3- أَنْ لا يُزَادَ فِي النَّهَار مِنْ اللَّيْل .
4- أَنَّهُ أَرْفَقُ بِالصَّائِمِ ، وَأَقْوَى لَهُ عَلَى الْعِبَادَة .
5- ولما فيه من المبادرة إلى تناول ما أحله الله عز وجل ، والله سبحانه وتعالى كريم ، والكريم يحب أن يتمتع الناس بكرمه ، فيحب من عباده أن يبادروا بما أحل الله لهم من حين أن تغرب الشمس .

الدعاء عند الفطر .

والدعاء عند الإفطار ورد في حديث ضعيف رواه أبو داود (2358) عَنْ مُعَاذِ بْنِ زُهْرَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ .

ويغني عنه ما رواه ابو داود (2357) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ : ( ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود .

ويُستحب له أن يدعو بما شاء عند الفطر لأنه من أوقات إجابة الدعاء .



محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون قوتها تبعاً لإيمان المسلم فإن زاد إيمانه زادت محبته له .

قال صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " [ البخاري ومسلم ] .

الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله -

أبو إسحق الحويني - حفظه الله -

حازم صلاح - حفظه الله -




كان جبريل يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن .. فهنا : نتأسى بهما عليهما السلام ..

من سورة آل عمران ..

الآية (7) : " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " ..

المُحكم : هو الواضح الذي لا إشكال فيه ..
المتشابه : هو الذي يحتمل أكثر معنى ، ولا نعرف المعنى المقصود إلا بردهـا إلى المُحكم ..

فيأتي أهل الزيغ والانحراف إلى الآيات المتشابهة يفسرونهـا بمعاني غير صحيحة ، لأنهم لم يردوهـا إلى الآيات المحكمات ، ويريدون بهذا أن يضلوا الناس ويصنعوا الفتن .

مثال :
قال تعالى " ويضل الله الظالمين " .. هذه محكمة واضحة ..
وقال تعالى " ويضل من يشاء " .. هذا متشابهة ، فمن هؤلاء الذين يشاء الله إضلالهم ؟

يأتي أهل الزيغ يقولون : إذن الله يمكن أن يضل أي أحد ، ويمكن يضل الناس الطيبة ، ويمكن يضلني وأنا صالح .. إذن الله قد يظلم !!
وهم يريدون بهذا التشكيك والفتنة للناس ..

أهل العلم يقولون : نرد المتشابه إلى المحكم فنقول : الذين يشاء الله إضلالهم هم الظالمون ..
ويقولون : آمنـا به كل من عند ربنـا ..
ويدعون بعدهـا في الآية (8) ألا يجعلهم الله كأهل الزيغ " رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا " ..

لذلك ، حين تجد مشكلة في فهم آية ، اسأل الراسخين في العلم ، ولا تسأل غير العلماء كي لا تزيغ .. والله يقول : " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " .



تكلمنا من قبل عن اتصال السند ، وعن عدالة الرواة ..

وهذه المرة الشرط الثالث السهل جدًا وهو : ضبط الرواة ..

ومعنـاه : أن يكون حافظًا حازمًا في أداء الحديث ..

والرواة كانوا يضبطون أحاديثهم بطريقتين :
1- ضبط الصدر : أن يحفظ الراوي ما تلقاه عن شيوخه ويستحضره متى أراد .
2- ضبط الكتابة : أن يكتب ما يأخذه من الشيوخ ، ويجعله في كتاب ، ويصون هذا الكتاب .

فإذا كان الراوي عدْلاً وضابطًا .. ماذا يُسمى ؟

يُسمى : ثقة .

ما معنى ثقة ؟!

يعني : عدل ضابط .



عمر بن الخطـاب - رضي الله عنه -
عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -
عبد الله بن عبـاس - رضي الله عنه -
نَعْم الأخوة والإخوة ..



تأمل كيف تواضع عبد الرحمن بن عوف ليتعلم من ابن عباس ..
تأمل كيف شورى عبد الرحمن بن عوف لأخيه عمر بن الخطاب ..
وتأمل من كانوا مستشاري عمر ، يعينونه وينفعونه ويقومونه ..
رد مع اقتباس