عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 09-07-2011, 04:23 AM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

أستأذن الأفاضل والفضليات أن أُكمل ما أرجأته في المشاركة الخامسة

أما عن الموقف الثالث: فهو متعلق بالمنشور الخاص بحزب النور وأهدافه التي وزعت بأول مؤتمر للحزب بالمنصورة, وكان في حضور أحد مشايخ الدعوة بالأسكندرية.. وسوف أعلق على نقطتين فيه
الأولى: جاء نصًا في أول ورقة في عرض رؤيتهم وما إلى ذلك " ويرون ضرورة تحقيق الشورى والديمقراطية في إطار الشريعة الإسلامية..." إلخ
وهنا لي وقفة, وبيان ..
أما الوقفة = فسوف أنقل لكم كلام الشيخ سعيد عبد العظيم -حفظه الله- في كتابه " الديمقراطية ونظريات الإصلاح في الميزان " حيث قال : فما العلاقة بين الإسلام والديمقراطية, والله عن وجل يقول " إن الحُكْمُ إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إيّاه, ذلك الدين القيم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون " , وقال أيضًا " أفحُكْمَ الجاهلية يبغون, ومن أحسن من الله حكمًا لقومٍ يوقنون "
وعلى النقيض تمامًا مباديء الديمقراطية تقول: إن الحكم للشعب بالشعب لصالح الشعب, فالإله المعبود عند الديمقراطيين هو الشعب, ولا شك أنها صورة من صور الوثنية العصرية... فأي علاقة تربط بين الإسلام والكفر !؟ . اهـ [10]
فكيف لنا بكل بساطة نستخدم هذا اللفظ المشبوه الذي نتقرب إلى الله بتبيين فساده, وعواره, وسُحِلنا بسببه في المعتقلات في عز جبروت اللا مبارك.. كيف لنا الآن نستسيغه بكل هذه البساطة, ثم نتبعه بلفظة "في إطار الشرع" !! ففي هذا تلبييس واضح على من لم يسمع قولك القديم, دي رقم واحد ..
رقم 2 = أنك ظهرت أمام كثير من الناس أنك تناقض نفسك, وهذا يظهر بجلاء عندما يخاطب أي إعلامي المتحدث الرسمي باسم الدعوة مثلا, فترى الشيخ ربما يستخدم كلمة "الديمقراطية" في أقل من دقيقتين مالا يقل عن خمس مراتٍ, فيرد عليه المذيع مندهشًا: أنه كيف تتكلمون الآن بها بهذه الطريقة وأنتم كان عندكم عداوة لها طيلة سنين عددا..؟! وقد رأيت هذا بنفسي أكثر من مرة ..
فأين الخلل في هذه النقطة..؟!
هو أن جل المتحدثين إعلاميًا هذه الفترة لم يبينوا حقيقة الأمر بجلاء -بالتفرقة بين الفلسفة والآليات, وأننا نكفر بالأولى جملة وتفصيلا, وربما يسعنا الإتفاق على الثانية-.. بحيث يسجلوا موقفهم الواضح, الذي يجعلهم عندما يزايد عليهم أي أحد يستطيعون رده بكل قوة ويسر في آنٍ واحد ..
وهذا الكلام الإجمالي يجعلني أنتقل إلى البيان لأفصل أكثر بطريقة عملية ..
ألا وهي : أنه على حزب النور الذي ذكر كلمة الديمقراطية في برنامجه; أن يُوزع معها منشور رسمي باسم الحزب أيضًا, فيها تسجيل الموقف الرسمي لهم كممثلين أناس يمتثلون أمر ربهم في كل أمرهم, فيها = موقف الحزب من أن الديمقراطية كفلسفة كفر بواح, أما كآليات فالأمر قابل للأخذ والرد والإتفاق, ونحن كحزب بمرجعية إسلامية نسعى بأن ندخل بكل قوة, حتى ندخل نغير هذا المنكر العظيم, ونسير على شرع رب العالمين ...
هنا يكون الحد الأدنى الذي يجب أن يكون, حتى لا يكون هناك تضارب يفتن الناس ويلبس عليهم أمر دينهم, ومرضاة للرب قبل أي شيء ..
هنا يكون الحزب بالفعل له مرجعية إسلامية سلفية حقة.. لا كغيره ممن يرتكبون الأفعال العِظام الكُبّار ولا يبينون للناس, ويكأن هذا الدين لأرباب هذه الأفعال, لهم أن يكتموا منه ما يريدون, ويفصحون عما يريدون في الوقت الذي يريدون !
هنا يكون هناك أرض مشتركة بين من يرى المشاركة السياسية من عدمها في الوقت الراهن, أما عدى ذلك: فمعذرة, فأنتم تغردون خارج السرب !
ففي يوم أحدٍ, والمشركون يسعون لقتل النبي -عليه الصلاة والسلام-, عندما تقدم طلحة بن عبيد الله ليُتَرِّس النبي عليه الصلاة والسلام بنفسه حتى ضُربت ه فقطعت أصابعه, فقال: حس, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلتَ بسم الله لطارت بك الملائكة والناس ينظرون !
ياليت شِعري وعجبي !! النبي عليه الصلاة تحت رسمي الأسهم, وضعن الرماح, وضرب الصوف, وصهيل الخيول ينصح للأمة ما ينفعها
أفنأتي نحن ونحن آمنين ونرتكب ما يُلبس على الناس دينهم ..؟!(!!)
هذه كانت النقطة الأولى المتعلقة بما في منشور الحزب, والله المستعان .

أما النقطة الثانية: جاء بالنص تحت البند السابع -مجال السياسة الخارجية- ما نصه: الإحترام المتبادل والعلاقات المتكافئة, والتعايش السلمي وحسن الجوار على أساس تكامل, وليس صراع الحضارات...إلخ
ياد المصيبة السودة !! الأمر صار إلى أنه ليس صراع حضارات..؟! أمال احنا عايشين ليه معذرة يعني..؟! أصار الأمر كما يقال "سمك لبن تمر هندي"..؟! ويخرج هذا ممن !! ممن مرجعيتهم "سلفية" !
هذا الكلام يناقض صريح العقل والنقل, حيث قال ربنا "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعضٍ لفسدت الأرض ..."

وهنا أضطر للتوقف, لخروجي عن هدوءي
والله هو المستعان, وإليه الملجأ والملاذ .
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال

التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 09-07-2011 الساعة 04:26 AM
رد مع اقتباس