فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كانالحديث في الليلة الماضية عن تلك العقبات السبع التي يطرحها الشيطان في طرق ابن آدم كيما يصرفه عن ربه عز وجل
وكانت العقبة الأولى التي لا يرضى الشيطان بغيرها بديلا فإن عجز تدرج بعدها إلى العقبة الثانية
فهذه عقبات ، موانع ، حواجز يضعها الشيطان في طريق العبد
النبيعليه الصلاة والسلام إذا به ذات يوم يخط خطا في الأرض خطا مستقيما وإذا به يضع خطوطا عن يمين وعن شمال هذا الخط المستقيم
فقال عليه الصلاة والسلام :
(( هذا الخط المستقيم هو صراط الله وهذه الخطوط هي سبل الشيطان على كل سبيل منه الشيطان )) يدعو العبد إلى ما فيه عطبه وهلاكه
{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153
كانت العقبة التي يتطلع إليها الشيطان وتهفو نفسه إلى أن يقع ابن آدم في هذه العقبة هي :
هويعلم أنه ما من مولود إلا وهو يولد على الفطرة على الحق :
((فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ))
قال عليه الصلاة والسلام :
(( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهوِدانه ))
انظروا إلى البيئة كيف تصنع بالإنسان ؟
قال : (( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجِّسانه ))
أي يحولان هذه الفطرة الصحيحة السليمة :
إماإلى دينهما الذي هو اليهودية
لأن الأصل في المولود هو الإسلام
وانظروا إلى خطر البيئة على دين الإنسان وعلى دين المرء
الواجب على من أعطاه الله الإيمان وهداه إلى الخير والاستقامة وترك الشر ، الواجب عليه أن يترك أهل الشر
فلا يقل أحد بعد ما هداه الله : سوف أصحب زملائي السابقين وأناصحهم وأدعوهم إلى الله
إنما هذا الوقت وقت لزيادة إيمانك وتثبيتك على الهداية
تعرفون قصة من قتل تسعة وتسعين نفسا
رجل حدث عنه النبي عليه الصلاة والسلام :
أن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا فقذف الله في قلبه حب التوبة وحب الرجوع إلى الله
فدُل على راهب عابد لكنه لم يحمل من العلم
فلما قال:قتلت تسعة وتسعين نفسا استعظم هذا الأمر
كيف يقتل تسعة وتسعين نفسا وله توبة ؟
فدُلَّ على عالم فقالهذا العالم : ومن يحول بينك وبين التوبة
ولكن : اذهب إلى أرض كذا وكذا فإن بها قوما يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فهي أرض سوء ))
الزاني حمانا الله وإياكم وذوينا وذويكم – إذا لم يسبق له أن يتزوج فزنى يجلد مائة جلدة ويُغرَّب سنة
حتى لا تتوق نفسه إلى هذا الذنب وإلى هذه الفاحشة
النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة خيبر لما جهدته هذه الغزوة قال : من يحرس لنا هذه الليلة ؟
أي : من يوقظنا لصلاة الفجر ؟
فقالبلال : أنا يا رسول الله
فنتيجة الجهد والإعياء والتعب نام بلال
فلم يستيقظ النبي عليه الصلاة والسلام إلا على حرارة الشمس
فماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟
(( إن الشيطان قد حضرنا في هذا المكان فارتحلوا ))
(( تحولوا عن هذا المكان الذي أصابتكم فيه الغفلة ))
فالواجبعلى من هداه الله ألا يرجع إلى زملائه السابقين
أن يختار صحبة تعينه على الثبات وعلى الاستقرار على هذه الاستقامة وعلى هذا الدين
فالشيطان يعرف فضائل التوحيد
يعرف ما أعده الله للموحدين فهو يريد أن يزحزح ابن آدم عن هذا الطريق
وهو لا يتدرج عن هذه العقبة إلى العقبة التي تليها إلا إذا يئس من العبد
له فوائد جمة وتحدثنا عنها في الليلة الماضية
ما قاله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت :
(( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبد الله ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ))
وفي الحديث القدسي عند الترمذي :
(( يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة ))
هذايدل على عظم التوحيد وعلى فضله
ذكر الله عز وجل أنه عُبد من دون الله مع أنه لم يعبد حقيقة ، وإنما الذي عُبد هي الأصنام
{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }يس60
((يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ))
مع أن الله ذكر في سورة الأنعام أن أباه كان يعبد الأصنام :
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} الأنعام74
(({إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً ))
يعني :/ الأصنام كانوا يسمونها بأسماء الإناث
{إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } النساء117
لأن من عبد غير الله فهو في الحقيقة قد عبد الشيطان
البعض من الناس في هذا الزمن قد يقول :
(( إنني لم أعبد الأصنام ولم أصل إلى حد الكفر وحد الشرك ))
الاستهزاء بالدين والتمسخر بدين الله وبكتاب الله جل وعلا وبأحكام الله كفر
((قُل أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ {65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ))
قضية التكفير للأسف أصبحت أعلامها قد ارتفعت ونطقت بها الألسنة وكثرت في المساجد
كثير من الناس لا يتورع عن تكفير أخيه المسلم
التكفير إنما هو حكم من الله وحكم من النبي عليه الصلاة والسلام
فلا يجوز أن يُكفَّر مسلم حتى تقوم عليه الحجة والبراهين
النبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ))
(( فإن لم يكن أهلا رجعت على القائل ))
قال بعض العلماء : هذا من باب الوعيد والتنفير ولا يخرج هذا القائل بكلمة الكفر لهذا المسلم لا يخرج عن الدين
بعض العلماء :قال: نعم يخرج عن الدين إذا كفرت أخاك المسلم خرجت من الدين
لأنك وصفت الإيمان والإسلام الذي في قلب صاحبك وصفته بأنه كفر
أصبحت ألسنة كثير من الناس تكفر العلماء
أتدرون ما هي حقيقة الكفر ؟
فإذا رئي إنسان على فعل هو كفر أو تحدث بكلمة هي كفر
لا نبادر إلى تكفيره وإنما نأتي إليه ونباحثه ونناقشه :
فإذا ثبتت عليه البراهين والأدلة وتوفرت فيه الأسباب وانتفت عنه الموانع
فهنا لا يجوز أن نجبن عن تكفيره
لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في صحيح البخاري :
(( من بدل دينه فاقتلوه ))
اسمعواإلى ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام عن رجل :
قال رجل لأبنائه : إذا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في البحر فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني
كلمة خطيرة يظن أنه بهذه الأفعال التي سيفعلها أبناؤه يظن أنه لا يعيده الله جل وعلا أن الله لا يقدر على أن يبعثه مرة أخرى
هو تكلم بكلمة كفر لكنه جاهل
فلما قبضت روحه جمعه الله عز وجل
وقال :ما حملك يا عبدي على هذا ؟
كما قال عليه الصلاة والسلام
لأنه كان جاهلا مع أنه نطق بكلمة الكفر
قد ترى إنسانا عند قبر يدعو هذا القبر من دون الله يذبح له ينحر له ينذر له فلا تبادر إلى تكفيره :
ثم تأتي إلى هذا الرجل وتناصحه وتباحثه وتتناظر معه
فإذا لم يكن لديه مانع وثبتت الحجج عليه وأقمت الحجة
هنا لا يجوز أن نجبن عن تكفيره
لأن هناك في كتب الفقهاء :
لكن من أول وهلة تنطق ألسنتنا ونرخي لها العنان تكفر من شاءت وتخرج من الإسلام من شاءت وتدني عن الإسلام من شاءت
لأن الأصل في المسلم هو الإسلام
[ ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين ]
ثبت الإسلام والإيمان في قلب هذا الرجل فلا يجوز أن نخرجه من هذا اليقين وعن هذا الأصل إلا بيقين وبدليل قطعي
النبي عليه الصلاة والسلام حدث عن فرح الله بتوبة العبد :
قال :(( لله أفرح بتوبة العبد من أحدكم كان على راحلته فأضل الطريق فانفلتت منه فبحث عنها فلم يجدها فاستظل تحت شجرة ينتظر الموت ثم جلس وإذا بالدابة أمامه وعليها متاعه وزاده فلما رآها قال من شدة الفرح :
انظر كيف أغلق على فكره وعلى ذهنه ؟
من شدة الفرح قال : " اللهم أنت عبدي وأنا ربك "
لكن مع ذلك لم يقل عليه الصلاة والسلام أنه بهذه الكلمة هو كافر
عقبة الشيطان التي يضعها في طريق العبد
أول العقبات التي ذكرها ابن القيم يف كتابه مدارج السالكين هي عقبة الكفر
ذكرنا صورة من صور الكفر وهي :
وهذا وللأسف قد انتشر في صفوف بعض الرجال وفي صفوف كثير من النساء
وهو ما يسمى بالسحر والشعوذة
أن يصاب الإنسان بمرض أو يصاب أحد أبنائه وأقربائه بمرض فيهرع إلى الاتصال بالسحرة والمشعوذين داخل البلاد وخارجها يطلب منهم النجدة والشفاء والعلاج
والإتيان إلى العرافين وإلى الكهنة والسحرة لمجرد سؤالهم فقط دون تصديقهم :
قال عليه الصلاة والسلام - كما في صحيح مسلم :
(( من أتى عرافا فسأله عن شيء ))
ما الذي يحل به من العقوبة ؟
قال :((لم تقبل له صلاة أربعين يوما ))
يجب أن يصلي ، عليه ألا يدع الصلاة في هذه الأربعين لكن صلاته لا حسنات له منها
سيئة واحدة وهي سؤال السحرة والمشعوذين تسقط في الميزان حسنات أربعين يوما من الصلوات
ولا شك أن من يأتي إلى هؤلاء ويطلب منهم الشفاء والعلاج هذا يعتبر تصديقا لهم :
هذا كافر كفرا يخرجه عن ملة الإسلام
قال عليه الصلاة والسلام :
(( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ))
ما الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ؟
الله جل وعلا قال في كتابه :
{قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }النمل65
وهذاالرجل أو هذه المرأة التي تأتي إلى السحرة كأنها تقر بلسان حالها أو بلسان فعلها أن هناك من يعلم الغيب مع الله جل وعلا
ومن كفر بحرف من كتاب الله فقد كفر بكتاب الله كله
فلا يجوز أن يطلب العلاج من هؤلاء
((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ))
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } يونس57
كالعِيس في البيداء يقتلها الظما
الماءفوق ظهرها والظمأ يقتلها
هكذا حال بعض الناس حينما يذهب يمنة ويسرة يطلب العلاج يطلب الشفاء من السحرة و من المشعوذين :
عندهالطمأنينة والراحة في كتاب الله
((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ))
ونحن نشهد ونعتقد ونقر بهذا قبل أن يأتي الواقع ويصدق ما ذكره الله في كتابه
أذكر لكم قصة تدل على عظم هذا القرآن :
والله لو أخذنا بهذا القرآن حق الأخذ وتلوناه حق التلاوة واستشفينا به حق الاستشفاء لما تألمنا ولماعانينا من مرض أومن داء
لأني لا أروي قصصا أسمعها من الغير
لأن القصص من الغير ولاسيما في هذا الزمن يكثر فيها الكذب
وهذامن باب التأكيد والتقرير على أن كتاب الله هو الشفاء
كيف لا يكون شفاء والله جل وعلا من أسمائه الشافي ؟!
النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين :
(( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ))
حفظها وتأملها وعمل بمقتضاها ودعا الله بها
الله هو الشافي من أسمائه الشافي فتعتقد انه الشافي :
(( اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ))
كيفتعمل بمقتضى هذا الاسم العظيم ؟
ألا تسمع ما حرم الله حتى تدخل الجنة
فلا يراك الله حيث نهاك حتى تدخل الجنة
هذا معنى إحصاء معاني الله حتى تدخل جنة النعيم :
في العام الماضي في مثل هذا الشهر:
أتاني رجل فيه خير لكن ليس عليه سمات الاستقامة لكن فيه خير
أتاني وطلب مني أن أقرأ على والده
وأصيب والده بأفتك أنواع هذا السرطان فكان يسري في جسمه سريانا كما يسري الدم
فطلب مني أن أرشده إلى شخص يقرأ عليه في المستشفى
قلت له : يا أخي ليس هناك أرحم بأبيكم منكم ، قد أقرأ عليه أنا أو يقرأ عليه شخص آخر قد لا أستحضر في تلك اللحظة الآيات فلا يحصل منها النفع
البعض من الناس يقول : قرأت وقرأت وقرئ علي وعملت وفعلت ولم أُشْفَ
العيب والله ليس في القرآن العيب في نفوسنا
(( القرآن والذكر بمنزلة السلاح والسلاح بضاربه ))
(( القرآن والذكر بمنزلة السلاح والسلاح بضاربه ))
لو أعطيتك سيفا مسلولا ثم ضربت به فأحسنت الضرب
ثم أعطيته شخصا آخر فأساء الضربة
العيب في القارئ وليس في كتاب الله عز وجل
كثير من الناس وللأسف أدخل في بيته أبواق ومزامير الشيطان أمامه :
أنا لا أحدثكم من فراغ أنا أحدثكم عن واقع
كثيرا ما يأتي أناس ويشكو إلي حالته ويشكو إلي أمر زوجته وأمر أولاده
يقول : الولد عندي عمره عشر سنوات وإذا بهذا الولد يرتجف عند المغرب
فإذا حدثته وأخذت معه في الحديث وجدت عنده من القنوات الفضائية ما تدعو الشياطين إلى أن تمكث في هذا البيت وأن تنفث سمومها في البيت وفي أهله
النبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( إذا دخل الرجل بيته فقال : بسم الله قال الشيطان لأعوانه : لا مبيت لكم في هذا البيت فإذا دخل وذكر اسم الله عند طعامه قال : لا مبيت لكم ولا عشاء ))
قال عليه الصلاة والسلام كما في سنن أبي داود :
(( إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له : هُديت وكُفيت ووُقيت وتتنحى عنه الشياطين فيقول شيطان لآخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي ))
وبلدت هذه الطمأنينة والسعادة بمزامير يطرب لها الشيطان فرحا
لو أسكب الولد ماء حارا لتسلطت عليه الشياطين لأن هذا البيت ملئ بشياطين الإنس والجن
كيف نحمي أخلاقنا تلك القنوات الفضائية تعرض ما يقدح في العقيدة
السحر والشعوذة تعرض على القنوات الفضائية
أين الغيرة حتى على العِرْض ما هو على الدين ؟
أن ترى فيلما ساقطا بين رجل وامرأة يتعانقان وكل منهما يقبل الآخر
وفيه من العقائد الفاسدة والأفكار الهدامة ما الله به عليم
فبادر بإنقاذ نفسك قبل أن يفجؤك الموت وتندم
لأنك إذا متَّ وهذا الدش الذي وضعته تتصبب عليك السيئات وأنت في قبرك منه
(( من سن في الإسلام سنة سيئة ))
وأنت سننت في بيتك سنة سيئة
(( فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ))
تتصبب السيئات والخطايا في قبرك تصببا :}وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } النحل118
النبي عليه الصلاة والسلام:
(( إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ))
لا تقرأ إلا إذا أصيب أحد الأطفال بمرض
هل نضع مسجلا فيه شريط لقراءة سورة البقرة
أو نأتي بشيخ يقرأ في البيت
لماذا لا تصون نفسك قبل أن ينزل بك الداء ؟ قبل أن ينزل بك البلاء ؟
فهذا الرجل أتاني وعرض علي
قلت : والله ليس هناك من هو أرحم بأبيكم منكم
وانظروا إلى عظم كتاب الله
وهذا في العام الماضي ولم أُخبر إلا هذه السنة لما اتصل بي
فخرج وانتهى شهر رمضان وتوالت الشهور وإذا بالرجل يتصل بي قبل أيام
ويقول : أنا فلان أتعرفني ؟
قلت : لا أعرفك لكن ذكرني بأمر أو بسبب
قال : أنا الذي أتيتك وأخبرتك عن والدي وأن به مرض السرطان وأن كليته استئصلت وأن المرض وصل إلى المثانة وأجمع الأطباء أجمعوا على استئصال المثانة
فقال : إن أبي قد شفي شفاء كاملا وليس به من هذا المرض ولا واحد في المائة
((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ))
قال : لما قلت لي ليس هناك أرحم بأبيكم منك
قد يكون الإنسان عنده تقصير عنده مخالفات لكنه من المصلين الطيبين الذين يحملون قلبا صافيا شفافا
مع ما لديه من المخالفات الشرعية الظاهرة
ولكن قد يكون باطنه سليما صحيحا
فيقول : خرجت فكنت من الساعة التاسعة أقرأ عليه إلى الساعة الثانية عشرة
شرعت في سورة البقرة كل يوم ،
وإذا بالأطباء يجرون عليه الكشف يوميا فيقولون : إن هذا المرض بدأ يخف بدأ يتقلص
فيقول : ازددت حماسا كل يوم كل يوم وكنت آتيه بعد صلاة الفجر وأقرأ عليه ساعات
يقول : ظللت ما يقارب أربعة أسابيع وإذا بالوالد يخرج من المستشفى صحيحا معافى ليس به علة حتى تعجب الأطباء فقالوا : أأحضرت دواء من الخارج ؟
قال :لا والله إنما هو كتاب الله عز وجل
فكانت هذه القصة وهذه الحادثة سببا لهداية هذا الرجل واستقامته
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ ))
ومن أصيب بسحر أو شعوذة أو ما شابه ذلك :
إن ذهب إلى هؤلاء المشعوذين فوالله خسر الدنيا والآخرة لأن هذا المريض لو شفي وعولج واستصح :
هل سيبقى معمرا طيلة حياته ؟
هل ينتظر السليم إلا المرض ؟
هل ينتظر الحي إلا الموت ؟
((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ))
فيكون بذلك قد خسر الدنيا والآخرة
وهناك علاج ولعلي أختم به هذه الكلمة ذكره ابن القيم في علاج من به سحر وشعوذة :
لأن النبي عليه الصلاة والسلام سئل عن النُّشْرة ؟
النشرة هي :حل السحر بسحر مثله
فقال عليه الصلاة والسلام :
لماذا هي من عمل الشيطان ؟
لأنها تجرح عقيدة المسلم وهذا مبتغى الشيطان
يجب أن نصون أنفسنا وأن نحمي بيوتنا حتى لاتكون أوكارا للشياطين
فإذا أصيب لا قدر الله أحد من أهل البيت بهذا المرض فقد وصف ابن القيم وصفة طيبة في علاج هذا السحر
أن تأتي بسبع ورقات من سدر ثم تطحنها أو تدقها وتضعها في ماء يكفي للشرب وللاغتسال
أو بمرض في جسمه يقرأ على نفسه
بعض الناس يقول :عندي ذنوب وعندي أخطاء
اقرأ على نفسك فليس هناك أرحم بك من نفسك
قد تأتي إلى قارئ يقرأ عليك وإذا بذهنه منشغل بأمر آخر
لأن طلب القراءة فيه عدول عن الكمال :
لأن النبي عيه الصلاة والسلام رأى ليلة أسري به سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
يعني :الذين لا يطلبون من أحد أن يرقيهم
فتأتي بسبع ورقات من سدر ثم تطحنها أو تدقها وتضعها في ماء يكفي للشرب وللاغتسال
تقرأ فيها الآيات التي فيها مناظرة بين السحرة وموسى وفرعون في سورة :
وتقرأ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} )) ثلاث مرات
وتقرأ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ{1} )) ثلاث مرات
وكذلكسورة : ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} ))
((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1})) مرة واحدة
البعض من الناس يقول : عملت وفعلت وكررت ولم يجد هذا
اصبر لعل هذا ابتلاء من الله عز وجل ، ينظر :هل ستستمر على هذا العلاج الشرعي أم ستعدل عنه إلى العلاج الشركي
النبي عليه الصلاة والسلام :
لما جاءه رجل كما في الصحيحين:
فقال : إن أخي يشكو من وجع في بطنه
فقال عليه الصلاة والسلام :اسقه عسلا
فلمارجع قال : يا رسول الله ما زاده إلا استطلاقا زاده الوجع
فرجع في المرة الثالثة فقال عليه الصلاة والسلام : صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا
أسأل الله بمنه وكرمه أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين