عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-06-2009, 01:03 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي

من الدقيقة 111
بسم الله الرحمن الرحيم
تم والحمد لله الجزئية الأخيرة من المحاضرة
--------

حتى الكفار كان هذا حالهم،كان لما يشتد بهم الأمر إنما يجئرون إلى الله ويعلمون حقيقة أن الذي يُنجيهم هو الله-تبارك وتعالى-
الإمام ابن القيم يقول لكن في مفتاح دار السعادة إذن على خلاف الأصل.
يقول:وقد مدت الشياطين أيديها إلى العبد من كل جانب تريدُ تمزيق حاله كله ،وإفساد شأنه كُلِّهِ،وأن مولاه إن وكلَّه إلى نفسه وَكَلَهُ إلى ضيعةٍ وعجز وذنب وخطيئة وتفريط،فهلاكُهُ أدني إليه من شِراكِ نعله ،فقد أجمع العلماءُ على أن التوفيق ألا يَكِلَ الله العبد إلى نفسه،وأجمعوا على أن الخذلان أن يُخلي بينه وبين نفسه.
لكن هو يبتليه حتى لا يجعله بينه وبين نفسه وشيطانه وهواه .
من الحِكَم المُستقاه من كلام الإمام ابن القيم-رحمة الله عليه-

وهي:استجلاب العبودية ،والتي سبق أن أشرنا إليه (لَعَلَّهُم يَضَّرَّعُون)(لعلهم يَتَضَرَّعُون)
وضِف إليها طبعاً إستخراج العبودية واستخراج تمامها،فقد يكون هو أصلاً مُتعيد لكن يزيد من عبوديته في هذا البلاء كحال الأنبياء-عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم-
النقطة التي تليها وهي مهمة:أن يعرف العبد حقيقة نفسه ،يعني الأن يأتي واحد يظن في نفسه إنه بلغ من العلم فيُزَجُّ به فب مكان معين ، فيظن أنه على هذا العلم ، ثم بعد ذلك تظهر حقيقته بدون الكتب وبدون الأوراق وبدون أي شئ ويظهر هل هو كان عالماً أو غير عالم ،فمثلاً الإمام السراخفي -رحمه الله-حُبِس في الجُبِّ خمسة عشر عاماً وألَّف فيها مَبْسُوطة ،فهنا ظهر علم الرجل .
أما بالنسبة لتنزيله على خلق المعاصي فكنا نتكلم عن مسألة أنه يعرف حقيقة نفسه،فإنسان مثلاً لا يُذنب يظن أنه إنسان عالي ،لكنه إذا أذنب فيعرف حقارة نفسه لكن هذا الإنسان المُتدبر، بعض الناس يُذنب ولا إشكال عنده وقد يُنسَب إلى السُّنة والعلم،لكن هذه من ثرائه للمعاصي .
الأمر الذي يليله:تعريف العبد بكرم الله وستره.
يعني مثلاً إنسان الأن يفعل المعصية ويظن أن الناس يعرفون بمعصيته فتجده على وجل ووف وتعب إلى أن يعلم أن الناس ما علموا معصيته فتجده يرتاح ويشعر بستر الله-عزوجل- عليه،وكرم الله-عزوجل-عليه،فضيحة لكن يُنجِّيه الله-عزوجل-منها ،لكن مع التكرار يُفضح -نسأل الله العافية-.
ثم:تعريف العبد بكرم الله في قبول التوبة لاسيما في مقلم القيامة،لما يفعل هو المعصية في الدنيا ثم يتوب إلى الله-عزوجل-ويكون وجلاً إلى أن يُقابل الله-تبارك وتعالى-ثم يأتي الله -عزوجل-به ويضع عليه كَنَفه ،كما في الصحيحين من حديث ابن عمر-رضي الله عنه-فيقول:أتذكر يوم فعلت كذا ؟ أتذكر يوم فعلتَ كذا؟.ثم يخبره الله -عزوجل-بأنه قد تاب عليه ،هذه فرحة ما بعدها فرحة ،فيعلم كرم الله -تبارك وتعالى- عليه.
الأمر الأخر وهو إقامة الحجه على العبد :
فالإنسان الأن لما يفعل المعصية ،يقول الأن أنا من أين أُتيت لابد أني فعلت شيئاً فعاقبني الله-عزوجل - عليه. فيبدأ يُحاسب نفسه ،فيُقيم الحجة على نفسه
الأمر الذي يليه:أن يُعامل العبد بني جنسه بما يحب أن يعامله الله به:
إنسان لاقى أنواع من العذاب ،فتجده لطيفاً مع الناس هذا هو الأصل ،وكذلك إنسان عانى من المعاصي ،تجده رحيماً بأهل المعاصي،يعني بعض الناس تجده عنده ذنب معين مثلاً-نسأل الله العافية-يشرب الدخان،لكنه لا يسرق ويعتبرها جريمة مُنكرة ،فهو يشرب الدخان ولا يُبالي ،لكن يجد الرجل يسرق يقول: أعوذ بالله،إنسان لا يُصلي ويجد رجل يُفطر في رمضان ،يوقل أعوذ بالله كافر،ونقول أن جمهور أهل العلم على عدم تكفير من ترك اليام ،وكذلك جمهور أهل العلم على الصلاة هذا بالنسبة للفقهاء، أنا بالنسبة للصحابة فالأمر يختلف /لكن الشاهد أن في مسألة الصلاة الأمر أشد وأنكل إن الإنسان لا يُصلي ،لكن في الصيام تجد الرجل يُصلي حتى في رمضان لكنه يُنكر على من يُفطر في الشهر، لكن إذا هو تدبر معصيته ومكث عندها سيكون رحيماً بالأخرين ،يأخذه على جنب يقول يا أخي جزاكَ الله خيراً أنت كذا وكذا ورجل مسلم فمن المفترض أن تفعل كذا وكذا ،عنده حياء يعلم أن عنده معصية ويخشى أن يفضحه الله-عزوجل-عليها،ويفضحه بها فإن فضح غيره سُيفضح .
فإنه من تتبع عورة مؤمن تتبع الله عورته ،كما في حديث(كلمة غير واضحة)عند أبي داود وغيره .
يليه طبعاً :إقامة المعاذير التي ذكرناها الأن : أنه يعتذر للخلق

يعني بعض الناس كان أحد المشايخ يسمع الأخبار ،هو يحكي ومتأسي جداً،وهو يسمع الأخبار في الغالب بعد الأخبار وأول الأخبار يكون في موسيقى فهو كان يسمع الأخبار وبعدين دق جرس الهاتف فترك التلفاز ورد وانهمك مع المتكلم ،طبعاً الموسيقى شغاله وهو ما كان يدي،فخرج هذا الأخ بعد المكالمة وقال الشيخ فلان الفلاني يسمع الأغاني -نعوذ بالله من ذلك- فهذا لو تدبر معصيته لاعتذر للناس ،ودائماً كثير من الناس -إلا من رحم الله عزوجل- بفترض سوء الظن في الشخص ،فواحد يمشي مع امرأة فيقول هذه ليست زوجته ،هذا الأصل إنها ليست زوجته-نعوذ بالله من ذلك.
الأمر الذي يليه:دخول الإنكسار والذِلة على العبد:
فلما يشعر أنه أذنب والله عزوجل اطلَعَ عليه ورءاه ،يشعر بالخجل والحزن والإنكسار والذِلة أمام الله -عزوجل-لكن الذي يعتقد أنه لا يُخطئ ما يُهمه .
وأيضاً الإمام ابن القيم-رحمه الله-يذكرهياج العبوديات هذا سبق أيضاً معنا
الأمر الذي يليه:أن يعرف العبدُ نعمة معافاة الله تعالى
فمثلاً هو الأن فعل معصية وتاب منها ثم بعدذلك رأى إنساناً على هذه المعصية مثلاً نفسها ،فيشعر بالفرح بدايةً أن الله عزوجل من عليه وعافاه من هذه المعصية .
يقول مفاد كلام ابن القيم-رحمة الله عليه-:أن للتوبة أثاراً عجيبة في القلب هذه يستعرها التائب الذي يتوب حقاً.فهذه أيضاً من الفوائد التي يستفيدها العبد.
أيضاً:استكثار القليل من النِّعم.
الإمام ابن القيم-رحمة الله عليه- يقول في مفتاح دار السعادة:يقول وهو من ألطف الوجوه-المعنى الذي ذكرناه أنه يستكثر القليل من النعم-
طالب يسأل؟
الشيخ:يعني أنا أقول لك إنسان مثلاً كان مُبتلى بالمعاصي لما يجد الذلة والإنكسار في نفسه،فالذي يعطيه الله عزوج ليكون هو أصلاً عنده حياء وخجل من الله تبارك وتعالى،فيقول بأن الله عزوجل أعظَمَ عليه المِنَّة ولا شئ أكثر من ذلك فهو يستكثر القليل الذي يأتيه من الله تبارك وتعالى
لذلك الإمام ابن القيم يقول :وهو من ألْطَف الوجوه،و(ألْطَف)أي غامض أو خفي.
فعليك بمراعته فله تأثيرٌ عجيب ، ولو لم يكن من فوائد الذنب إلا هذا لكفى ،فأين حال هذا من حال من لا يرى لله عليه نعمه ويرى أنه ينبغي أن يُعطى ما هو فوقها وأجل .
إلى أن قال:وهذا الضرب من الناس من أبغض الخلق إلى الله (من يعطيهم الله نعمه وهم يريدون ما فوقها)وأشدهم مقتاً عنده،وحكمة الله تقتضي أنهم لا يزالون في سِفال،فهم بين عتبٍ على الخالق وشكوى له-يعاتب الله تبارك وتعالى أن أعطاهم ذلك ويشكون له-وبين ذُلٍ لخلقٍ وحاجة إليهم وخدمةٍ لهم.
فهو الأن أُعطي عشرة جُنيهات يقول أنا لي مهارات وحصلت على كذا وكذا ،وفلان هذا يأخذ عشرين ليه؟؟فأنا شهاداتي أعلى منه وعقلي أفضل منه إلى أخره ، هذا الأن يُعاتب الله تبارك وتعالى ويشتكي إليه والله عزوجل يُعطيه ما قسمه له فماذا يفعل؟ يذهب إلى المدير العام ويذلل له حتى يُعطيه العشرين جنيه ،فهو بين عَتَبٍ على الخالق وشكوى له وذُل وانكسار للخلق ،والمفترض أن يكون الذُّل والإنكسار لله-تبارك وتعالى-.
الذنب يُوجبُ لصاحبه التحرز والتيقظ من مصائد العدو
فلما أصاب الله -عزوجل-بعض الناس بمرض السرقة ،هو يبدأ الأن يعرف إن الناس يسرقون إذن لابد من أخذ الحذر واليقظة ويكون إنسان واعي يتيقظ لحال الناس،لكن إذا دائماً المسألة كله أمامه لا إشكال..يعني قد يُصاب الإنسان بعدم اليقظة لكثرة إنه لا يَحرص على حاجته أصلاً لكن يُسرق مرة اتنين فالذنب الذي أصاب هذا الشخص جعل الأخر متيقظاً.
مُراغمة الشيطان وإغاظتُهُ
بأنه يتوب إلى الله عزوجل ويترك معصية الله تبارك وتعالى.
فمفَاد عبارات الإمام ابن القيم يقول:والقلب المهين كالرجلِ الضعيف المَهِين إذا جُرِحَ ولَّى هارباً والجروحات في أكتافه ،وكذلك الأسد إذا جُرِح فإنه لا يُطاق فلا خير فيمن لا مرؤة له وكذلك لا يطلب أخذ سأره من أعدى عدوٍ له ،لذلك جاء عن بعض السلف وهذا ذكره الإمام ابن القيم قال:إن المؤمن ليُمضي شيطانه.
(أمضى ثوبه)يعني خلعه،فهنا كأنه يرمي شيطانه
إن المؤمن ليُمضي شيطانه كما يُمضي أحدكم بعيره في سفره .فيتركها ترتع هنا وهنا حتى تأكل من خَشَاشِ الأرض .
معرفة الشر
عَرَفْتُ الشرَّ لا للشرِّ..لكن لتواقِيه
ومن لم يعرف الخير من الشر ..يقع فيه
وحذيفة-رضي الله عنه-يقول:كان الناس يسألون النبي-صلَّ الله عليه وسلم-عن الخير وأنا أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني .
من الحِكم:ابتلاء العبد بالإعراضِ عنه
الإنسان الأن لما يُذنب ويبدأ يبتعد عن الله-تبارك وتعالى-يشعر بقساوة القلب ويشعر بالهم والحزن يركبه ،فلما يتوب ويرجع يجد الفرق (فَمَن يُرِدِ اللهُ أن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدَرَهُ للإسلام وَمَن يُرِد أن يُضِلَّهُ يَجَعَل صَدَرَهُ ضيقاً حرجاً كأنَّمَا يَصَعَّد في السَّمآء)يجد الفَرْق وليس الفَرَق والفَرَق هو الخوف.
الحكمة الإلهية اقتضت تركيب الشهوة والغضب في الإنسان
فهذه من غاية الحِكمة ،إنسان عنده الشهوة وعنده الغضب ويريد أن يثأر لنفسه لكنه بعد ذلك يستفد إنه يَحِدُّ من شهوته ويَحِدُّ من غضبه .
لزوم التواضع وترك الترفع
أنا إذا أتعامل مع الناس وأعلم أنني صاحب معصية كذا وكذا وأنت أدر بنفسك ،ستكون معهم في منتدى التواضع ،لكن إذا تتعامل معهم على أنك الشيخ الذي لا يُذنب ولا يُخطئ فلم يجدوا منكَ إلا شراًَ أنا وأنا .
الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً أنساهُ رؤية طاعاته ورفعها من قلبه ولسانه
هذه يذكرها الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-في موضعين :مفتاح دار السعادة ومدارج السالكين
يقول الإمام ابن القيم-رحمة الله عليه-:قال بعضُ السلف إن العبد ليعمل الخطيئة فلا تزالُ نَصب عينيه كلما ذكرها بكى وندم واستغفر وتضرع وأناب إلى الله وذلَّ وانكسر وعمِلَ لها أعمالاً فتكون سبباً للرحمة في حقه ،ويعمل الحسنة فلا يزال يَمُنُّ بها ويراها ويعتدي بها على ربه وعلى الخَلْق ويتكبَّرُ بهاويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه أثارها فتدخله النار.
هنا الأن هذا العبد أراه الله-عزوجل -المعصية فظهرت عبوديات غير مُسهَّلَه ،المثال الذي تذكرته الأن:الني عليه الصلاةوالسلام لما ذكر عن الذين يأتون من المسلمين فيما بعده فذكر بأنهم إخوانه عليه الصلاة والسلام،فقال الصحابة-رضوان الله عليهم-ألسنا بإخوانك؟ فقال: أنتم أصحابي.
فالنبي عليه الصلاة والسلام ذكر من فضل هؤلاء أن المستمسك منهم يكون له أجر خمسين شهيداً وأن هذا الطاعة مذللة له وميسرة له طبعاً في المجمل،أما الذي بعد النبي عليه الصلاة والسلام تجد المعصية مذللة له كلما تقادم العصر فلا يأتي عام إلا والذي بعده شرٌ منه فتجد أن المعصية أقرب إليه ومع ذلك يحاول ويجتهد أن يتقرَّب إلى الله-تبارك وتعالى- فهو فعل طاعات لم يراها وبم تُذلل له ولم تُيَسَّر ،وهذه طبعاً يكون أجرها أعظم وأعلى نسأل الله من فضله.
طالب يسأل؟
الشيخ:كما قال النبي ليه الصلاة والسلام كما في الصحيحن يقول:لو أن لأحدهم مثل أُحُدٍ ذهباً فأنفقه ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه.يعني مثلاً لو إن الإنسان عمل عملاً من هذا العصر والصحابي يفعل هذا العمل وتواز في كل شئ يأخذ هذا إللي في العصر المتأخر أجر أعلى ،لكن في مُجمل الصحابة هم شأنهم عظيم ومن يصل إلى..لكن أنت تُضاعف لك في الأجور بسبب المشقة ومع ذلك لن نصل إليهم لكن إن شاء الله نكون قريب من الصحابة-رضوان الله عليهم- ونحاول أن نكون مثلهم ونجتهد وإن شاء الله نؤجر بالنية .
من الفوائد والحِكَم :الإشتغال بعيوب النفس
فا إنسان مثلاً يُخطئ ويجد هذا الخطأ أو غيره على شخص أخر يقول الله المستعان أنا أشوف نفسي الأول أنا فعلت كذا وكذا وكذا-طبعاً مع نفسه يقول ذلك-دا هو لعله أفضل مني ،ويبدأ يُحاسب نفسه ،فيقول على الأقل أنا لا أدري ما كانت نيته هل سيُعاقبه الله عزوجل عليه أم لا؟لكن أنا حصل معي كذا وكذا وكذا ،وزِد على ذلك أنه يبدأ في الإستغفار للخطَّائين ،فيجد إنسان على المعصية فيقشعر بدنه لا يريد أن يضربه ويقصو عليه ولكن يبدأ في الإستغفار والدعاء له ثم بنصيحة مُشفق يتكلم معه .
ثم ما يترتب على ذلك مسألة خَلْق المعاصي مما يتفرع على ذلك:وهي الحكمة من خَلْ إبيلس

وضف إليه خلق المصائب والألام إلى أخره ،سنستفيد من هذه الحِكَم ونُضيف عليها ،أيضاً هي مستفادة من كلام الإمام ابن القيم-رحمة الله عليه-في عدة مواضع(المدارج-مفتاح دار السعادة-الشفاء العليل) قال:"أولاً أن يَظهر للعبد قدرة الله تعالى "فهو مثلاً يكون في مان يظن إنه يهلك ثم بعد ذلك يُنجِّيه الله عزوجل،ويعلم قدرة الله عزوجل في خلقه للمتضادات،يخلق الشيطان الذي هو يسبب الأذى حتى تظهر مكنون ما عند هذا العبد من عبودية وافتقار إلى أخره،لكن خلق المتضادات هذه تدل على قدرة لله تبارك وتعالى سبحانه وتعالى ،هو الذي خلق الماء والنار والداء والدواء سبحانه وتعالى.
تكميل مراتب العبودية
وهذا قد سبق .
الإبتلاء والإختبار والإمتحان
أنت كيف تستطيع أنك ءامنت حقاً وصدقاً،كيف تستطيع أن تعرف أنك ذاكرت واجتهدت؟تعرف ذلك بالإختبار .
استخراج ما في طبائع البشر من الخير والشر
فأي إنسان تجد فيه الخير وتجد فيه الشر ،ومثل هذه الأمور تُبرز هذا الخير(لِيَمِزَ الله الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّب).
ظهور كثير من أيات الله وعجائب صنعه
فالله عزوجل ينزل مُصيبه ويخلق إبليس حتى يُظهر لك أياته وعجائبه سبحانه وتعالى،ويبتلي ويُنزل مصيبة على قوم بإهلاكهم فتجد قدرة الله -تبارك وتعالى- ثم بعد ذلك تعرف هلاك الشيطان بعد ما تجد قوته وبأسه عليك وإن كان كيده ضعيف لكن كان يجعلُك تفعل المعصية ،لكن بعد ذلك تجد ذُله وانكساره لله تبارك وتعالى ،تعرف قدرة الله تبارك وتعالى عليك، فهو يوم القيامة يكون في مكانة مهينه ويكون مهاناً للسفهاء فيقوم بهم خطيباً ويخطب فيهم ما ذُكِرَ في سورة إبراهيم،وبخصوص المصائب والألام يقول الإمام ابن القيم: فالألام والمشاق إما إحسان ورحمه وإما عدل وحِكمة وإما إصلاح وتهيئه لخير يحصُلُ بعدها،وإما لدفع ألمٍ هو أصعب منها وإما لتولدها عن لذَّاتٍ ونِعَم يولدها عن أمر لازمٌ لتلك اللذات .الشاهد إنه يُحاول أن يُعدد من حِكَم الألام والمصائب .
فيقول أولاً:إما إحسان ورحمه :فالله عزوجل رَحِمك فقدرُ معصيتك الأَوْلى لها أن تُعاقب بأكثر من ذلك فأحسن إليك وعاقبك هذا فقط .وتقول الحمد لله.
وإنا عدل وحكمه:أن يُعطيك بما تستحقه والله لا يظلمُ أحداً؛وإما إصلاح وتهيئة لخروج العبوديات منكَ،وإما تهيئة لخير يحصل بعد ذلك كما حصل ليوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ،وإما لدفع ألم هو أصعب ،بيبتليك ببلاء حتى يُعيق عنك بلاء أكثر كما في القصة التي ذكرناها آنفا ،وإما لتولدها عن لذات ونعم يولدها عنها أمر لازم لتلك اللذات فبسبب هذه اللذات التي تأتيه وهو دائم فيها فتتولد عنها بعض الإبتلائات فيعرف قدر هذه اللذة وقدر هذه النِّعمة التي هو فيها .
يقول:وإما أن تكون من لاوازم العدل-وهذا سبق-أو لاوازم الفضل والإحسان فتكون من لاوازم لخير التي إن عُطِّلَتْ ملزماتُها فات بتعطيلها خير أعظم من مفسدة تلك الألام ،فتجد مثلاً لما هو يعرف أن البلاء الذي أصابه قليل بالنسية لما فعله فتجده ينسى الألم ويبدأ يلهج بذكر الله -عزوجل-وشكره ،وأيضاً المشقة هذه- تأيداً لكلام ابن القيم -وتهيئه لخير يَحصُلُ يقول القائل:"لولا المشقة ساد الناسُ كُلِّهُمُ..الجودُ يفقرُ والإقدامُ قتَّالُ".ويقولون أن النعيم لا يُدرك بالنعيم .
ويحيى بن أبي كثير في صحيح مسلم في كتاب(أوقات الصلاة)الإمام مسلم -رحمه الله تعالى-بعد ما أورد الحديث لعبد الله بن عمرو بن العاص وهو هذا الحديث يُعتبر ضبط أوثات الصلوات الخمس بصورة دقيقة من بدء إلى انتهاء،فحاول الإمام مسلم-رحمه الله تعالى-أن يجمع هذا الحديث ،ثم بعد ذلك قال:قال يحيى بن كثير :"لا يُستطاعُ العلمُ براحة الجسد"حتى أن العلماء قالو هو أوردها في هذا الموضع حتى يقول أنني تعبتُ واجتهدتُّ في هذا الباب .الشاهد في هذه العباره هو:"لايُنال العلمُ براحة الجسد"وكذلك"لا يُنال الخير بالترفه والتنعم"والخير هذا يشمل العبودية ويشمل التفوق ويشمل أمور كثيرة جداً،لكن مما يُفيدك استخراج العبوديات وطهارة القلب وكذلك تقوية الإيمان والنظر إلى قوة الله-عزوجل-وقهره وكذلك حصول الإخلاص في الدعاء ،فالإنسان وهو في البلاء تجد الدعاء يخرج منه بحرارة ،لذلك يقولون:ليست النائحة الثَّكْلَى كالنَّائحة المُسْتَأْجَرَة ،كانوا بعض الناس يؤجرون لمواتاهم أُناس ينوحون فتسمع بكائها ونشيجها لا تبكي أما الأخرى التي فقدت ولدها أو زوجه إلى أخره طبعاً تجدها تخرج دموعها بمجرد ما تراها أختها أو رفيقتها لأن الرجل لا ينظر إليها فتبكي مباشرة ،وكذلك الرجل إذا فقد ابنه تجد كلامه يؤثر في قلبك وهكذا الإنسان إذا باشر البلاء تجد العبارات خارجه بقوة وإخلاص وما إلى ذلك .إلى أخره من الحِكَم التي تتعلق بهذا الباب ،وكان من المفترض أن نتكلم عن الفِرَق التي ضلَّت في هذا الباب بتقسيمها إلى جبرية وقدرية ،وما تفرَّع منها من مسميات كالأشاعرة وإن كان الأصل أنهم ينتسبون إلى الجبرية ،والوسط هو مذهب أهل السنة والجماعة فحتى لا أُطيل عليكم وحتى لا أُمِّلَّكُم فبإذن الله تعالى يكون هذا في الدرس القادم وإن شاء الله لن يأخذ معنا شيئاً كثيراً حتى نبدأ في قرءاة المتن .