عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 09-30-2010, 03:45 PM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بعد ذلك ، كانوا قد أتوا إلى دبي ليشتروا ملابس العيد من دبي ، وكانت رحلة أسأل الله أن لا يري أحدًا منكم رحلة مثلها ، أنظر طبعًا كلهم يلبسون ملابس عارية وممثلات وممثلين ، والمضيفات والمضيفون أول ما عرفوا أن هؤلاء ، حضروا لالتقاط الصور التذكارية ويسلموا على بعض ، فقلت أركب في الدرجة المنخفضة أفضل من هذه ، تركت هذا المكان ورجعت إلى الخلف وجدت ولا مكان في الطائرة خالي ، لكي أقعد فيه وأبعد عن هذا البلاء الأزرق ، لم أستطيع أن أعمل حاجة ، كل الذي استطعت أن أفعله أني أرخيت الكرسي ووضعت الجرائد على وجهي ، وظللت طوال الرحلة والجرائد على وجهي ، ولم استمتع بالجلوس أو أي حاجة حتى نزلت من الطائرة .اليوم لما يكون ذاهب ليأتي بملابس العيد من دبي ولا يأتي بها من هنا ، فما الذي يحدث أن أتيت بملابس العيد من هنا وما بقي عنك تكسوا به فقير عاريًا لا ، هو يلبس أفخم الملابس والعريان يظل عاريًا ، إنما أهل الديانة إذا استحوذوا علي الأموال يبذلونها ديانة أيضًا لأن النص هو الذي يحركه ويعلمون أن ما عند الله خير وأبقى .والإشكال أن يذهب المال إلى غير تقي ، هذا هو الإشكال ، لكن كما قال النبي- صلي الله عليه وسلم- :" نعم المال الصالح للرجل الصالح " فمدح النبي - صلي الله عليه وسلم- المال ، حتى أن الله- عز وجل- قال:﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (البقرة:271) لكم أم لهم ؟ خير لهم متى ؟ ، إن أبديتها والآية شطران ، إبداء وإخفاء ، ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾ أي نعم ما فعلتم أن تظهروا الصدقة ، لماذا ؟ لأن فيه واحد ممكن أن يغار عندما تخرج الصدقة ، فأنت تُغري الآخر أن يفعل عنده نية خير لكن ساكن كامن .حديث جرير بن عبد الله البجلي في صحيح مسلم الذي قال فيه " جاء جماعة من مضر بل كلهم من مضر عليهم سمة الفقر وغير ذلك النبي- صلي الله عليه وسلم - أول ما رآهم النبي تغير وجهه وقال: فليتصدق أحدهم من ديناره ، من درهمه ، من صاع بره ، من صاع تمره ، قال: فقام رجل من الأنصار فأتي بصُرَةٍ كادت يده أن تعجز عن حملها ، بل عجزت عن حملها ووضع الصرة أمام الرسول عليه الصلاة والسلام فتتابع الناس "_ كل واحد جري علي بيته لكي يأتي بشيء "_ فاجتمع كومان من ثياب وطعام ، قال: فتهلل وجه النبي صلي الله عليه وسلم كأنه مُذهَبَة . وقال: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة " . الصحابة الذين كانوا موجودين هؤلاء الخير كامن في النفوس ، لكن يريد واحد يستثيره ، أي واحد يفعل شيء مثل هذا ممكن كثير من أهل الخير يفعل مثله﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ﴾ نعم ما فعلتم أن تظهر الصدقة ، لماذا ؟ لأن الفقراء هم المستفيدون من هذه القصة .﴿ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لمن ؟ للفقراء ، لأن كل الدنيا ، لكن إذا أنت خشيت علي نفسك أن سيدركك رياء وسمعة ، وكل امرؤ أدري بنفسه وحجيج نفسه ﴿ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لكم أنتم وليس هم ، الخير للفقراء الشطر الأول من الآية .فمعروف أن الإنسان قد يهيج غيره ، وأنت عندما تري واحد يبكي في الصلاة أنت تبكى ، حتى وأن لم يكن لديك نية بكاء ، فقلت له: إن الشَّجَي يبعث الشجي ، وهذا كلام متمم بن نويرة في أبيات جميلة عندما قتل أخوه مالك بن نويرة ورثاه بالأبيات الجميلة:
لقد لامني عند القبور علي البكا
رفيقي لإذراف الدموع السوافكـي
وقال أتبكي كل قبر رأيته لقبـر
ثوي بين اللوي فالدكادكـــي
فقلت له: أن الشجي يبعـث
الشجي فدعني فهذا كله قبر مالك
فقلت له: أن الشجي يبعـث الشجي ، هذا هو الشاهد ، كأنه لم يمت في الدنيا إلا مالك فما من قبر يراه إلا وهو قبر أخيه ، الشجي يبعث الشجي ، الطبع سرَّاق مثلما نقول .فنحن نريد أن نقول: المال الصالح للرجل الصالح ، فيكون هذا تزكية من النبي-
لقد لامني عند القبور علي البكا
رفيقي لإذراف الدموع السوافكـي
وقال أتبكي كل قبر رأيته لقبـر
ثوي بين اللوي فالدكادكـــي
فقلت له: أن الشجي يبعـث
الشجي فدعني فهذا كله قبر مالك
عندما أراد عمر أن يرد هذا ، والنبي- عليه الصلاة والسلام - عندما قال كما في حديث أبي ذر عندما قال: " هلك المُكثرون الذي جمع مالاً فعدده " يجلس ويعد في الفلوس ، وعنده مزاج كل فترة هو يعرف الخزنة فيها كم ، لكنه هو يخرجها لكي ينظر إلي المئات والمائتان الجديدة وغير ذلك ، ويعد وعارف أن كل لفة عشر آلاف من طراز المائة آلف لكن عنده مزاج أنه يعد .النبي- عليه الصلاة والسلام - قال علي هذا الجنس هذا " هلك المكثرونإلا من نفح بيده هكذا وهكذا وهكذا " وهو يستحق الغِبطَة ويستحق الحسد كما في حديث بن مسعود وغيره وهو " لا حسد إلا في اثنتين " من ضمن الاثنين "ورجلٍ أتاه الله مالًا فسلطه علي هلكته في الحق " ، أنظر إلى كلمة هلكته ، هل رأيت واحد مغلول من ماله لدرجة أنه ينفق بغل ، كيف يهلك المال ، هو ممدوح لهذا القيد الأخير ، قال في الحق .
إنما فيه واحد يتباري مع الآخرين ، يتبارى مثلاً سيارة الفئة السابعة ثمانمائة وخمسين ألف وأنا لا أعرف ذلك ، الأولاد الصغيرين هم الذين يقولون يقولون أنت تعرف ألبي أم الفئة السابعة ، ولد لم يخرج من البيضة يقول لنا تعرف ألبي أم الفئة السابعة ثمنها ثمانمائة وخمسين ألف ، وموجود في كفرالشيخ سيارة كانت دخلت زيارة وطلعت أظن ، مرت كالخيال ، وطبعًا في سيارات بمليون أو مليون وزيادة ، وفي الآخر ، صفيح لو دخلت في شجرة .وأنا كنت أول أمس كنت في القاهرة ورأيت سيارة عند واحد صاحبنا في ورشة ، أنا رأيت السيارة تشبه سيارة تحت الطلب وهي التي تحمل الموتى عبارة عن صندوق هكذا ، لا لها شكل ولا لها طعم ، فقال لي تعرف كم ثمن هذه السيارة ، قلت له لا ، قال ثمنها ثلاثة مليون ونصف ، قلت له تحت الطلب هذه ، ثلاثة مليون ونصف ، أنا سيارتي أجمل منها ومنظرها أحلي فقال لي: لا ، القصة ليست هكذا ، القصة أنه لو حدث حادثة اصطدمت بشيء ، تجد نفسك في وسط بالونات ، وليس مثل السيارات الحديثة البالونة تكون في المقدمة ، حتى إذا حدثت حادثة والإكصدام اصطدم في حاجة يقوم البالونة التي في التابلوه تطلع على وجهك مباشرة بت أن تصطدم بالزجاج أو غير ذلك ، فقال لك: لا ، هذا يكون ملفوف بالونات من الوجه ومن الظهر ومن الجانبين ، وذلك لكي يتلقى أي صدمة وهذا حاجة من التقنيات الحديثة وغير ذلك .صح هذا الكلام قد يكون سبب من الأسباب في هذا الكلام ، لكن الذي عمل هذه القصة أناس لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، هو متصور أن نجاته في هذا .مثل الرجل المتبرع الذي تبرع بكل ماله ، وكان مريض مرض معين وقال لهم أنا لومت بهذا المرض كل مالي أوقفوه على اكتشاف دواء لهذا المرض ، لكن ضعوني في الثلاجة ، حتى في أول ما تجدوا الدواء تطلعوني ، وتتركوني بدل ما يكون مجمد يلين ، يعتقد أنه كرغيف العيش تضعه لين يخرج لين ، لا هو اعتقد أنه إذا وضع في الثلاجة سيظل محتفظ بهذا الكلام حتى يجدوا الدواء ، ثم يعطوه بعض الحقن وغير ذلك فتعود إليه الروح .كثير من مخترعاتهم مخترعات للحفاظ على الدنيا ، للحفاظ على الحياة ، صح تنفع أهل الإيمان أنهم يتخذونها سبب من الأسباب ، لكن واضح أن في هذه المخترعات يدخل فيها مسألة عقدة عدم الإيمان باليوم الآخر .نريد أن نقول الناس الذين يتسابقوا ، كل واحد يشتري سيارة ، الأخر يشتري أفخم منها ، وأنا رأيت العجب في هذه المسائل من الناس الذين يسمون أنفسهم رجال الأعمال وغير ذلك ، وعقولهم ليست للعمل ، إنما يذهب ويأخذ له مائة وخمسون مليون ، مائتان مليون ، ثلاثمائة مليون ، على أساس أنه من رجال الأعمال ، ويشتري مكتب في أفخم العمارات ويركب أفخم السيارات ، ويعمل طقم عمال وغير ذلك ، ويأخذ له في الصحراء مائتين أو ثلاثمائة أو أربعمائة فدان ، الفدان بثلاثة قروش ويبدأ لكي يعمل شغل ، وهو لا يعمل شغل ، وفي الآخر إذا تداين للبنوك ولا يستطيع أن يرجع المال ، تكون الأرض سعرها عالي ، فيبيع للحكومة الأرض مرة ثانية ، فيكون هو تمتع بالفلوس ، وكان قد أخذ المتر بثلاثة جنيه فصار المتر بمائتين جنيه أو ثلاثمائة جنيه .أبيع الأرض للناس وأرجع الفلوس للبنوك ولم نعمل شيء ، وأنت تعرف سوق العقار كل ما يزداد في بلد يدل على أن الاقتصاد فاشل ، لأن تجميد الأموال في العقارات هذا تضييع للأموال السائلة .اليوم لما أنا أشتري الأرض في بلدنا المتر وصل ثلاثة عشر ألف جنيه لأنه لا توجد أراضي ، والناس تريد أن تبني ومعها فلوس ، فأنا اليوم لما أجمد أرض مائة وعشرين متر أبيعها بمليون ومائتان ألف مثلاً ، أو مليون وربع ، هذا لو مال سائل ويستثمر على الأرض كان حل لنا مشاكل كثيرة ، لكن أجمد الفلوس في عقار هذه مشكلة أيضًا .-فأنا أريد أن أقول المال عندما يصل إلى هذه الرؤوس ، الدنيا كلها تضيع فيزداد الفقير فقرًا والغني غنى ، فالنبي- عليه الصلاة والسلام- قال له عمر: ما على هذا تبعتك ، قال له: يا عمر: " نعم المال الصالح للرجل الصالح "
انتهي الدرس الثاني عشر
المحاضرة الثالثة عشر
فلا زال حديثنا موصولاً عن كلام بن الجوزي-رحمه الله تعالي- في هؤلاء الذين يعبدون الله- عز وجل- بالجهل أو بالرأي ، كالذين ذموا الدنيا لما نظروا إلى الآيات القرآنية التي ذم الله عز وجلَّ فيها الدنيا ، أو في الأحاديث التي ذكرت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أيضًا في ذمها ,وبينا أن هؤلاء اختطفوا هذا الحكم من أحاديث أو من آيات وتركوا ما يقابلها من أحاديث أو من آيات أخرى ، ووصلنا إلى كلام بن الجوزي أن الدنيا ليست مذمومة بإطلاق وليست ممدوحة بإطلاق ,أما الدنيا من حيث هي هي فلا ذم فيها لأنها أرض ، وزرع ، وحيوان وماء وهذا كله من أفضال الله- عز وجل- وإنعامه علي الخلق .
قال بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: ( فبَانَ لَنا أن الذَّمَ إنما هو لأفعَالِ الجَاهلِ أو العَاصِي في الدُّنيا ، فَإِنَّه إذا اقتَنَى المالَ المُباحَ و أدَى زكَاتهُ لم يُلَم وقد عُلمَ ما خَلَّفَ الزبير وبن عوف و غيرهما)والزبير بن العوام- رضي الله عنه- لم يتولى جبايةً ولا خراجاً ولا ولايةً قط ولكن بارك الله- عز وجل- فيما لديه من المال وكان قليلاً ، وخبره العجيب في ذلك رواه الإمام البخاري رحمه الله- في كتاب فرض الخمس من صحيحه من حديث ولده عبد الله بن الزبير- رضي الله عنه- وهو من صغار الصحابة قال:لما وقف أبي يوم الجمل دعاني فوقفت إلى جنبه ، ويوم الجمل هو المعركة المعروفة التي دارت رحاها بين أتباع علي بن أبي طالب وأتباع معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنهما- .
لِمَاذَا سُمِّيَتْ مَوْقِعَةِ الْجَمَلِ بِهَذَا الْاسْمِ ؟ونسبت هذه الموقعة إلى جمل عائشة وكان يعلى بن أمية اشترى جملاً فارهاً وهذا الجمل ركبت عليه عائشة وظل الذين مع عائشة رضي الله عنها- يقاتلون عنها قتالاً مستميتاً لما دارت رحى الحرب الذبون، حتى عُقر جملها قتل هذا الجمل ونسبت هذه الموقعة إلى جمل عائشة رضي الله عنها- ، لما كان يوم الجمل دعاني أبي فوقفت إلى جنبه ، فقال يا بني: أنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وإن من أكبر همي لديني ، ترى هل يبقي ديننا من أموالنا شيئًا .يا بني بع ما لنا واقض ديني ، والدين الذي كان على الزبير بن العوام ، كان ألفي ألف ومائتي ألف ، أي اثنين مليون ومائتين ألف ، كيف اجتمع هذا الدين كله على الزبير بن العوام .
أَسْبَابِ الْدِّيْنِ الَّذِيْ كَانَ عَلِيٌّ الْزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ :يقول عبد الله: كان الرجل يأتي أبي بأمانة يقول له خذ هذا المال أمانة عندك حتى أطلبه ، فيقول له الزبير لا :إنني أخشى عليه الضيعة اجعله دينًا عليَّ وإنما فعل الزبير ذلك حتى لا تذهب مروءته ، لأن إذا الرجل أعطى له كعبد الله بن جعفر مثلاً أعطى الزبير بن العوام أربعمائة ألف لكي يحملهم عنده ، لو افترضنا لصًا سرق هذا المال ، فجاء الطالب يطلب ماله فقال له الزبير سرقه اللص ، ماذا سيقول الناس ؟ سيتهمون الزبير في أمانته ، فهو يخشى على المال الضيعة ، فيقول اجعله دينًا علي ، وطالما صار دينًا عليه صار فهو حرًا فيه ينفقه ، يصرفه يتصدق به فصار دينًا عليه ,إذًا لم يستدن الزبير بن العوام ليأكل أو ليشرب أو ليجمِّل حياته ، المسألة كلها أنها كانت أمانات عنده فخشي عليها الضيعة فحولها إلى دين .
أَمْلَاكِ الْزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ يَوْمَ مَاتَ:أملاك الزبير بن العوام يوم مات قُوِمت بإحدى عشر داراً في المدينة ودارين في البصرة ودارين في الكوفة ودارًا في مصر وقطعة أرض في منطقة تسمى الغابة وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ، إلا أن يكون مع النبي- صلي الله عليه وسلم أو أبو بكر أو عمر , فبدأ عبد الله بن الزبير ينظر في دين أبيه ، لأن الزبير بن العوام قُتل في يوم الجمل ، فلقيه حكيم بن حزام- رضي الله عنه- فقال: كم على أخي من الدين ، وانظر إلى الصحابة عندما يتصرفوا مع بعض والأخوة التي كانت بينهم .فقال عبد الله: فكتمته دين أبي ، لم يقل له الرقم الحقيقي ، قال: دينه مائة ألف فقال حكيم: هذا كثير ما أظن أن أموالكم تفي هذا الدين ، مائة ألف من أين تسدون هذا الدين ، فقال عبد الله: أرأيتك إن كان ألفي ألف ومائتي ألف قال: لا تستطيعون قضاء هذا الدين ، ثم قال له: إن أردت أن تستعين على قضاء دين الزبير فاستعن بي ، على أساس أنه يقضي عنه ، فشكره عبد الله بن الزبير وأبى أن يأخذ من أحد شيء .بدأ عبد الله يبيع أملاك لزبير لكي يسد الدين ، فجاء على أرض الغابة وعبد الله بن جعفر وكان يضرب به المثل في الجود ، كان جوادًا كريمًا ، وكان له أربعمائة ألف ، فقال لعبد الله بن الزبير أنا أسقطها عن الزبير ، فأبى عبد الله وقال له: لابد أن تأخذ دينك ، حاول معه عبد الله بن جعفر فأبي ، قال له عبد الله: تأخذ هذه القطعة وقاس له من أرض الغابة شيئًا بأربعمائة ألف وبقي أربعة أسهم ونصف ، فجلس عبد الله بن الزبير مع معاوية بن أبي سفيان وعمر بن عثمان وبن زمعة ورجل آخر لا يحضرني ذكر اسمه مذكور في الرواية ، فمعاوية بن أبي سفيان يسأل عبد الله بن الزبير عن دين الزبير فقال له بقي أربعة أسهم ونصف ، فسأله كم ثمن السهم ؟ قال له: السهم بمائة ألف فكل واحد من الثلاثة أخذ سهم بمائة ألف وبقي سهم ونصف أخذه معاوية بمائة وخمسين ألفًا ,أرض الغابة هذه كان الزبير قد اشتراها بمائة وسبعين ألفًا باعها عبد الله بن الزبير بستمائة ألف ، المهم أن عبد الله بن الزبير بن العوام قضى دين أبيه وكان الزبير له أربعة نسوة ، وكان أوصى بشيء من المال لأولاد عبد الله بن الزبير فعبد الله بن الزبير لا يمكن أن يأخذ المال له ولأولاده وأبوه عليه دين فبعد ما قضى الديون كلها ، قال له الورثة نأخذ حظنا ممن الميراث ، زوجات عبد الله بن الزبير ، وأولاده , قال: لا والله ، لا أعطي أحد منكم شيئًا حتى أنادي بالموسم أربع سنين الموسم أي موسم الحج ، قال: سوف أظل أنادي أربع سنين في موسم الحج من كان له علي الزبير دين فليأتني لأن هذا حق الميت ، لماذا ؟ لأن الإنسان حتى ولو كان فاضلًا وعليه دين يحبس لا يدخل الجنة حتى يقضي دينه .وفي الحديث الصحيح " أن النبي - صلي الله عليه وسلم - كان إذا جاءته جنازة .يسأل: أعليه دين ؟ فإن كان عليه دين ، قال: صلوا علي صاحبكم و إن لم يكن يصلي عليه ، فجاءت جنازة يومًا فسأل: أعليه دين ؟ قالوا: نعم . عليه درهمان ، قال: صلوا علي صاحبكم _، فواحد من الصحابة أستصعب هذه المسألة ، لأن صلاة النبي- عليه الصلاة والسلام- تنفع الميت _، فقال يا رسول الله عليَّ هذا الدين وصليِ عليه فصلي عليه - رسول الله صلي الله عليه وسلم - .وبعد ذلك لقيه النبي- صلي الله عليه وسلم - في بعض الطريق قال: قضيت الدين ؟ قال: بعد_ نحن لم نزل ندفنه ،_ بعد يوم أو يومين جاء النبي - صلي الله عليه وسلم - وقال: أنني قضيت دينه ، فقال- عليه الصلاة والسلام -: الآن برد جلده " .
قَضَاءِ دَيْنِ الْمَيِّتِ أَوْلَىٍ قَبْلَ تَوْزِيعِ الْمِيْرَاثِ :فالإنسان الذي عليه ديناً هذا لابد أن يسعي وهو حي في قضاء الدين أو استسماح أصحاب الأموال ، حتى يسقط هذه التبعة لأننا أصبحنا الآن في زمان يقولون فيه: الحي أولي بالمال من الميت ، طالما الميت تواري جثمانه الله يغفر له ، الأولاد ، والحالة غلاء ، وغير ذلك وربنا يغفر له ، ويأخذون ماله ويتمتعون بالمال ، ويتركونه يحاسب ، لا ، هو أولي بماله أن يقضي دينه ، ولذلك لابد أن يقضي دين الميت قبل توزيع الميراث حتى ولو أتي الدين علي الميراث كله ، لا يأخذوا فلس واحد حتى يقضي دين الميت .
فعبد الله بن الزبير أبي قال: لا أربع سنوات أنا أنادي في الموسم من كان له علي الزبير دين فليأتني ، بعد أربع سنوات وزع الميراث علي أولاد الزبير انظر كل امرأة أخذت ألف ألف ، لذلك البخاري بوب علي هذا الحديث باب بركة الغازي في سبيل الله- عز وجل- .
الْزُّبَيْرِ أُوْقِفَ حَيَاتِهِ وَفِرْسِهِ عَلَيَّ رَسُوْلُ الْلَّهِ: الزبير وقف حياته علي النبي عليه الصلاة والسلام ونال هذا الشرف الباذخ قال - صلي الله عليه وسلم-:" لكل نبي حواري وحواريي الزبير " وكان وقف حياته وفرسه علي النبي- عليه الصلاة والسلام - أَسْمَاءُ وَعَمِلَهَا فِيْ خِدْمَةِ زَوْجِهَا الْزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ:حتى أن امرأته أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- كانت هي التي تقوم بخدمة الفرس ، وتقوم بشئون الدار نظرًا لعدم تفرغ الزبير ، وحديثها في صحيح البخاري أيضًا " أن النبي- صلي الله عليه وسلم- أقطع الزبير أرضًا علي بعد ثلثي فرسخ من المدينة ، فكانت أسماء تمشي هذه المسافة لتأتي بالنوى لفرس الزبير ، وكانت تأتي بالنوى وتدقه .
حَالٍ نِسَاءْ الْعَصْرِ:النساء اليوم يقولوا: أصل زمان لم يكن لديهم عمل ، لكن نحن الآن لدينا عمل وغير ذلك ، تجد المرأة مشغلة الغسالة الأوتوماتك وبعد ذلك تؤخر الطبخ ، وزوجها يسألها:أين الطبخ ؟ تقول له: أنا طول النهار أغسل وعادي وتطلع أيضًا ظهرها يؤلمها وركبتها تنشر والغسالة شغالة .
الْجَهْدَ الَّذِيْ كَانَتْ تَبْذُلُهُ أَسْمَاءَ مَنْ الْعَمَلِ كُلُّ يَوْمٍ :لا ، أسماء تسير ثلثي فرسخ والفرسخ حوالي ستة كيلو ، أي تذهب وتأتي حوالي ثمانية كيلو علي رجلها ، لكي تأتي بالنوى وبعد ما تأتي النوى تدقه لفرس الزبير ، وأنت تعرف الفرس بسم الله ما شاء الله فمه كبير ، لو وضعت له خمس كيلو نوى يأكلهم في مرتين ، يكون دقها للنوى طيلة النهار في أكل الفرس لا يأخذ شيء عندما يأكل هذا النوى ، لدرجه أنها قالت: فأتاني أبي بكر بخادم للفرس فكأنما أعتقني ، أنظر إلي الحمل الذي كان عليها ، فكانت أسماء - رضي الله عنها - تذهب إلي أرض الزبير علي رجلها وترجع أيضًا علي رجلها حاملة النوى .
حَرَصَ أَسْمَاءُ عَلَىَ مُرَاعَاةِ غَيْرَةِ زَوْجِهَا :فلقيها النبي- صلي الله عليه وسلم- يومًا وهي عائدة من الأرض ، فأناخ البعير وقال لها: أركبي ورائي ، قالت: ودعاني للركوب خلفه ، وكان معه الصحابة كل واحد راكب ناقته ، أو البعير ، أو الحمار أو الفرس ، قالت: "فذكرت الزبير وغيرته ، فخفضت رأسها واستحيت ، فلما علم النبي- صلي الله عليه وسلم- أنها لا تريد الركوب أنطلق ",فلما رجعت قصت على الزبير ما حدث ، النبي- صلى الله عليه وسلم- دعاني للركوب خلفه فذكرت غيرتك ، فقال لها ": لمشيك أشد عليَّ من ركوبك خلفه ،" ماذا هي تفعل ؟ غيور وهي تمشي ، ولو بيده لا تخرج من البيت ولا تمشي ، وكما قلت رجل وقف حياته على النبي- عليه الصلاة والسلام- ، لكن أنظر أسماء كيف تراعي زوجها ، الصفة التي يكرهها زوجها لا تفعلها ، المرأة الصالحة تراقب عين زوجها وأنفه ، فلا يقع بصر زوجها على قبيح ولا يشم منها إلا أطيب ريح .
الْبِرْكَةِ فِيْ الْمَالِ مِنَ الْلَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ-:القصد أن الزبير بن العوام لم يكن له هم إلا أن ينصر الله ورسوله ، لذلك بورك له في المال ، أنت لما تأتي وتحسب أحد عشر دارًا بالمدينة وداران بالبصرة ، ودارًا بالكوفة ، ودارَا بمصر ، وقطعة أرض ، يقضي دين اثنين مليون ومائتي ألف ، وكل امرأة تأخذ مليون ومائتين ألف من الأربعة ، هذا بخلاف بقية الورثة ، هذه هي البركة .
قطرة من فيض جودك تملأ الأرض ريا
ونظرة بعين رضاك تجعل الكافر وليا

إذا بارك الله- عز وجل- كما ورد في بعض الأخبار والإسرائيليات " أنا الله إذا باركت فليس لبركتي منتهي وإذا لعنت بلغت لعنتي السابع من الولد " أما عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: فكان أحد الأغنياء المعدودين وهذا كله بالبركة أن الله بارك له هجرة عبد الرحمن بن عوف: هاجر عبد الرحمن من مكة إلى المدينة ، وما هاجر رجل فأخذ معه مال ، كان يخرج متخفف حتى ولو له مال ماذا يفعل به ؟ لو له أرض لا يعرف أن يبيعها لأن لمن سيبيعها للمشركين ؟ المشركون أول ما يعرف أنه أسلم كانوا يضطهدونهم ويسومونهم سوء العذاب ، وإذا قدر وواحد معه مال سائل أو شيء كانوا يأخذونه منه .
تَرَكَ صُهَيْبٍ الْرُّوْمِيِّ الْمَالِ مِنْ أَجْلِ هِجْرَتُهُ:كما حدث لصهيب الرومي - رضي الله عنه - أراد أن يهاجر قال أهاجر بالليل ، واحد نمَّ عليه ، قال للجماعة القرشيين هذا هربان ومعه فلوس فانطلقوا ورائه بالخيل حتى لحقوه في مرحلة من الطريق ، واستوقفوه قالوا: أتيتنا صعلوكًا لا مال لك وتريد أن ترحل بالمال ؟ لا ، قال لهم: أن تركت لكم المال تخلون بيني وبين وجهي ؟ أنا أريد أن أذهب إلي المدينة أعطيكم الفلوس وتتركوني ؟ قالوا : نعم ، قال لهم: المال في مكان كذا وكذا أذهبوا وخذوه ،، فعندما ذهب إلي النبي- صلي الله عليه وسلم- وقص عليه ما جري ، قال له:" ربح البيع يا أبا يحي " ولم يكن له ولد آنذاك ربح البيع يا أبا يحي ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ (التوبة:111) فلم يكونوا يجعلوا أحدًا يخرج
رد مع اقتباس