عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-12-2008, 06:38 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam حق المسلم علي المسلم

 





حق المسلم على المسلم



أن المحبة في الله هي الوشيجة العظمى التي التقى عليها المؤمنون، ويلتقون عليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وعلى هذه الوشيجة تنبني حقوق المسلم على المسلم، وهي كثيرة جداً: النصرة، والمودة والزيارة، والإكرام، والسلام، وحماية العرض، والمواساة وغير ذلك مما هو منصوص عليه في الكتاب والسنة.


ولكن الحقوق التي أتحدث عنها هي ما يتعلق بموضوع البحث. ومن هذه الحقوق:
(1) المودة: وهذه للمؤمنين من بعضهم لبعض، فليس للكافر ولا للفاسق ولا للمبتدع فيها نصيب، ومن هذه المودة حب المسلم لأخيه المسلم ما يحب لنفسه كما قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه(12).
(2) النصرة: وهذه واجب أخوي إيماني على كل مسلم لأخيه المسلم من أي جنس كان وفي أي أرض حل، وبأي لون كان، ينصره بنفسه وبماله وبالذب عن عرضه ولذلك ورد التهديد لمن يترك ذلك وهو قادر عليه. قال صلى الله عليه وسلم (ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته
وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته
إلا نصره الله في موطن يحب نصرته)(13).





وقد امتدح سبحانه وتعالى الأنصار رضوان الله عليهم في نصرتهم لإخوانهم المهاجرين فقال سبحانه:
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا{ [سورة الأنفال: 74].


ومن الأوامر النبوية في شأن النصرة قوله صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً و مظلوماً)(14). ونصرته إذا كان مظلوماً ظاهرة أما نصرته إذا كان ظالماً فبردعه عن الظلم ومنعه. وقال صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله عز وجل في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) متفق عليه (15).


والمسلم داخل المجتمع الإسلامي ما هو إلا عضو عامل كأي عضو من أعضاء الجسد فإذا حصل لهذا مرض أو اختل عمله تأثر لذلك بقية الجسد، ويصور ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله الكريم. (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)(16). وقوله (ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)[1] وقال أيضاً: (المؤمن مرآة أخيه، والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه)(18).



ولو أردنا تتبع كل النصوص في هذا الشأن لطال الحديث أكثر من هذا وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخير القرون بعده والذين سلكوا سبيله واهتدوا بهديه على مدار التاريخ الإسلامي: تؤكد هذه الحقيقة الهامة.
ولقد كان التحام المسلمين ونصرة كل منهم لأخيه مثالاً فريداً في تاريخ التلاحم والتواصل والتناصر سواء على مستوى الأمة أم الأفراد. حيث حققوا الموالاة والمعاداة على أوضح صورهما.


ولن ينتصر المسلمون إلا إذا تحقق فيهم – بعد صفاء العقيدة ووضوحها – حب المسلم لأخيه كحبه لنفسه، وشعوره بآلام أخيه كشعوره بما يصيبه هو، وحب نصرته كما يحب أن ينصره هو، والله ينصر من ينصره إن الله لقوي عزيز.


وتتحقق النصرة بعدة أمور منها:

الدفاع بالنفس عن الأخ المسلم وكسر شوكة الظالمين وبذل المال له لإعزازه وتقوية جانبه، والذب عن عرضه وسمعته والرد على أهل الباطل الذين يريدون خدش كرامة المسلمين. والدعاء للمسلم بظاهر الغيب بالنصر والتوثيق وتسديد الخطى وتتبع أخبار المسلمين في أنحاء المعمورة والوقوف على أحوالهم ودعمهم بقدر الاستطاعة.
وكل هذه الأمور تحقق للإنسان ولاءه لإخوانه المسلمين وتجعله عضواً عاملاً صالحاً في جسم الكيان الإسلامي.


(12) صحيح البخاري (1/57 ح 13) كتاب الإيمان وصحيح مسلم (1/67 ح 45) كتاب الإيمان .

(13) أبو داود في (5/197 ح 4884) كتاب الأدب والمسند (4/30) قال الألباني : حديث حسن ، انظر صحيح الجامع الصغير (5/160 ح 5566) .

(14) صحيح البخاري : (5/98 ح 2443) كتاب المظالم .

(15) صحيح البخاري (ج 5/97 ح 2442) كتاب المظالم ومسلم (4/1996 ح 2580) كتاب البر والصلة .

(16) سبق تخريجه 187 .

(17) سبق تخريجه .

(18) الأدب المفرد للبخاري (ص70) وأبي داود في (5/217 ح 4918) كتاب الأدب والحديث حسن انظر صحيح الجامع الصغير (6/6 ح 6532) .

التعديل الأخير تم بواسطة أم الزبير محمد الحسين ; 04-03-2012 الساعة 04:26 AM
رد مع اقتباس