الشرك بالله
نعوذ بالله من ذلك ونسأل الله أن يبرئنا من هذا وذاك
والشرك : هو أن تجعل لله ندا وهو خلقك ، وتعبد معه غيره : من حجر ، أو شجر ،
أو بشر ، أو شمس ، أو قمر ، أو نبي ، أو شيخ ، أو جني ، أو نجم ، أو ملك ،
أو غير ذلك ، قال تعالى : { إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } ،
وقال تعالى : { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } ،
وقال تعالى : { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ، فمن أشرك بالله ثم مات مشركا ،
وهنا أنبه يا إخوان ، البعض يقول : هل من سب الدين ، أو سب الله ،
أو استهزأ ، أو أشرك ، أو عبد غير الله ، هل له توبة ؟!
اعلم أن معتقد أهل السنة والجماعة - احفظ هذا الكلام - أنه ليس ذنب إلا وله توبة ،
{ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} ، لمن تاب ، فليس هناك ذنب لا توبة له ،
حتى ما وقع من خلاف بينهم في قاتل النفس ، الصحيح أن له توبة ،
والدليل على ذلك حديث الرجل الذي قتل مائة نفس .
فمن أشرك بالله تعالى ثم مات مشركا فهو من أصحاب النار ، قطعا ،
كما أن من آمن بالله ومات مؤمنا فهو من اصحاب الجنة ، وإن عذب ؛
لأن الله عز وجل لا يحرمُ الموحدَ الجنةَ ، فمن مات على التوحيد فمآله الجنة ،
حتى لو عذب بذنوبه ؛ لأن المعتقَد أن من مات على التوحيد ،
وكان من أصحاب الكبائر والذنوب فهو في مشيئة الله عز وجل ؛ إن شاء عذبه ،
وإن شاء غفر له ، ولكني أنصح نفسي وإياك
أن تبادر بالتوبة إلى الله لأنك لا تعرف مدى إهلاك ذنوبك لك ؛
لأنه يقول الله تعالى : { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } ،
نعوذ بالله من الخذلان ،
بادر بالتوبة دائما ، فالتوبة تجب ما قبلها .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :(( أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ )) ، وذكر منها الإشراكَ بالله
وقال صلى الله عليه وسلم : (( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ )) وذكر منها الشركَ.
وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ )) ،
أخرجه البخاري من حديث ابن عباس .
فالشرك والعياذ بالله هو المرض الذي يُهلِك عملَك كله ،
قال تعالى :{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ
لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ، فمهما عملت ومهما أطعت ومهما صليت
ومهما صمت ، ثم كان معك مع هذا كله شرك ،
فـ { إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ }
نسأله في مقامنا هذا أن يبرئنا من الشرك صغيره وكبيره ، ظاهره وباطنه ،
ما علمنا منه وما لم نعلم.
كتبه د/سيد العربي
رحمكِ الله ياقرة عيني
التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 04-20-2012 الساعة 07:34 PM
|