عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-25-2011, 11:09 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي بغية الحسناء بشرح أحكام النساء

 





الدرس بعد تفريغه
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
إن أصدق الحديث كتاب الله سبحانه وتعالى ، وأن أحسن الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وما قل وكثر خير مما كثر وألهى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين ،
أما بعـــد .......
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جمعنا هذا مرحومًا وأن يجعل تفرقنا من بعده معصومًا ، وألا يجعل فينا ومنا شقيًا ولا محرومًا إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير .
فإن أولى ما يتنافس فيه الخلق في هذا الزمان المسارعة لتعلم العلم إذ فيه النجاة في الدنيا والآخرة .

فالجَهْلُ أَصْلُ ضَلَالِ الخَلْقِقاطِبَةً وأصْلُ شَقْوَتِهِمْ طُرًّا وظُلْمِهِمِ
والعِلْمُ أصْلُ هُداهُمْ مَعْ سَعادَتِهِمْ فلا يَضِلُّ ولا يَشْقى ذَوُو الْحِكَمِ

ويقول الله جل وعلا : { يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُوَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَاب } ، وقال سبحانه وتعالى في أول كلام أنزله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) } ،
يكفيك في ذلك أول سورة نزلت على نبيك أعني سورة القلمِ
وعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم كيف يدعوه فقال له في محكم كتابه { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} ، وميز الله سبحانه وتعالى كل شيء بالعلم وبين في كتابه ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته وهو أن النجاةَ كلها فيه وأن كل ما سواه في هلاك، والله عز وجل فضل آدم صلى الله عليه وسلم بالعلم وأمر الملائكة أن يسجدوا له فسجدوا له طائعين مذعنين لأن الله تعالى علمه الأسماء كلها ، وكذاك فضل الله تعالى نبيه يوسف صلى الله عليه وسلم بالعلم فقال سبحانه وتعالى : { وَلِنُعَلِّمَهُمِنتَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } ، وكان العلم سبب في نجاته من السجن كما كان جماله هو السبب في دخوله السجن ، فكان بيانا واضحًا على أن كل ما سوى العلم يقتل ويهلك ،وأن العلم وحده الذي ينجي.
كذاك يوسف لم تظهر فضيلته للعالمين بغير بالعلم والحكمِ
وكذلك أمر نبيًا ورسولًا من أولي العزم من الرسل بأن يسعى للوصول إلى عبد صالح وهو الخضر وهو إما نبيّ وإما عبد صالح ، في ذلك خلاف بين أهل العلم ، ومع ذلك أمر الله تعالى رسولًا من أولى العزم أن يأتيه ساعيًا وأن يبحث عنه حتى وصل إليه .
يروي البخاري في صحيحه أن موسى صلى الله عليه وسلم قام في الناس خطيبًا ، فقال له أحد بني إسرائيل : أتعلم أحدًا على وجه الأرض هو أعلم منك ، قال : لا .
ولم يكل العلم إلى الله ـ أي لم يقل الله أعلم ـ، قال نبينا: فأراد الله أن يعلمه فقال : يا موسى بلى ، إن عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منكقال موسى : أي رب ! كيف لي به فقيل له : احمل حوتا ومكتلا . فحيث تفقد الحوت فإن الخضر ثم ـ أي هناك . حتى قال له: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ؟
وتقول رواية البخاري إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وجاء عصفور حتى وقف على حرف سفينة . ثم نقر في البحر . فقال له الخضر : ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر " .
وأراد أن يعلمه الدرس الأول فقال : إني علم من علم الله لا تعلمه ، وأنت على علم مما علمك الله لا أعلمه ، وما نقص علمي وعلمك وعلم الخلائق من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر.
ومن فضل العلم أن فضل الله به تعالى جوارح الحيوانات وذلك منصوص في كتاب الله سبحانه وتعالى : { علمتم من الجوارح مكلبين} أي وما علمتم من الكلاب والأسود ونحوها ، على قول بعض أهل العلم في جواز الصيد بالأسود ونحو ذلك ، فما صاد من هذه الحيوانات دون تعليم فلا يجوز لأحد أن يأكلها وما صاد منها وهو متعلم جاز له أن يأكلها .
فعن عدي بن حاتم قال قلت : يا رسول الله ، إني أرسل الكلاب المعلمة ، فيمسكن علي ، وأذكر اسم الله ؟ فقال : " إذا أرسلتكلبك المعلم وذكرت اسم الله ، فكلما أمسك عليك قلت : وإن قتلن ؟ قال : وإن قتلن ، ما لم يشركها كلب ليس منها . قلت : فإني أرمي بالمعراض الصيد ،فأصيب ؟ فقال : إذا رميت بالمعراض فخزق ، فكله وإن أصابه بعرضه فلاتأكله " وقال علماؤنا: علامة الكلب المعلم أنه إذا أُرسل استرسل ، وإذا زُجر أنزجر .
فلو ذهب كلب معلم مع كلب غير معلم ، فذهب الرجل ووجد صيدًا ولا يعرف أي الكلبين صاد فقد قال العلماء يغلب جانب التحريم ويتركه ولا يأكل منه شيئًا وقد نص على هذا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه .
هذا طرف من فضل العلم ومن أراد الزيادة في ذلك فليلجأ لكتب العلم فإنها مشحونة بكتابة الفضائل والميزات التي يتحصل عليها طالب العلم في ذاته والمعلم معلم الناس الخير والذي يعين عليه وكذلك الذي يسعى فيه من أجل أن يطبقه على نفسه أولًا ، ثم يطبقه على أهله ثانيًا ، ثم ينشره في الناس بعد ذلك .
ومن كتب القدماء مجموعة كبيرة مثل كتب الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في فضل العالم والمتعلم وغير ذلك من الكتب التي تبين لنا أحوال السابقين وأنهم أفنوا أعمارهم وأنفقوا أموالهم ونذروا صحتهم في هذا السبيل وأنهم كانوا لا يشغلهم عن ذلك مال ولا أولاد ولا دنيا ، أنما كانوا يعاملون الدنيا كالنعلين يلبسونهما لكي يصلوا إلى غايتهم منها.

تابع

التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks


التعديل الأخير تم بواسطة أم كريم ; 01-25-2011 الساعة 11:32 PM
رد مع اقتباس